الأخبار

“سد النهضة” في طي التشاورات

 

 

167

انطلقت اجتماعات الجولة العاشرة للجنة الوطنية الثلاثية لسد النهضة الاثيوبى، اليوم الاحد، في العاصمة السودانية الخرطوم؛ وذلك لمناقشة العرض الفنى للمكتبين الاستشاريين “بى .أ.أل” و”أرتيليا”، والوصول إلى اتفاق فنى نهائى تمهيداً للبدء فى تنفيذ الدراسات الفنية المطلوبة.
ويقوم المكتبان بتنفيذ الدراسات الفنية المطلوبة لمعرفة الآثار السلبية للسد على دولتى المصب مصر والسودان، حيث يقوم المكتب الفرنسى الرئيسى”بى.أر.أل” بتنفيذ 70% من الدراسات الفنية، فى حين يقوم المساعد “أرتيليا” بتنفيذ 30% من الدراسات وفقاً لما هو متفق عليه بين الدول الثلاث، حيث تم الاتفاق على تنفيذها خلال مدة زمنية لا تزيد على 11 شهراً.
وانتهى الخبراء المصريين، الخميس الماضى، من تقييم العرض الفنى للمكتبين الاستشاريين الفرنسيين “بى .أر.أل” و”أرتيليا”، حيث تم إعداد تقرير بذلك استعدادا لمناقشته خلال الاجتماع العاشر للجنة الوطنية الثلاثية للدول الثلاث.
عبد العاطي الشافعي، رئيس جمعية حراس النيل وخبير في الموارد المائية، أن هذه الاجتماعات متفق عليها في آخر اجتماع اللدول الثلاث الشهر الماضي، وما على مصر سوى الانتظار لمدة عام للوصول إلى قرار نهائي بشكل مواصفات السد.
وأوضح أن هذه اللقاءات اجتماعات تمهيدية قبل أن إبرام العقد من جانب المكتب البريطاني، ثم تبدأ المكاتب الفنية عملها لمدة طويلة تصل إلى عام، مشيرا إلى أنه لا يوجد على أرض الواقع ما يفيد بحسن النية الإثيوبية وتعزز الثقة المتبادلة، أو اتخاذ أى خطوة إيجابية تصب في صالح مصر.
ولفت إلى أن ما يحدث الان خطوات اجرائية لا تعنينا في شئ، وكانت لابد أن تتم منذ فترة طويلة، ومازلنا حتى الان لم ندخل في صلب الموضوع، باستثناء تصريحات وردية من الجانب الإثيوبي، وعلى أرض الواقع تسير عمليات البناء على الارض والانشاءات بسرعة الصاروخ، بينما تسير المفاوضات بسرعة السلحفاة.

وقال محمد ثروت، متخصص بالشأن الافريقي، أن قضية “سد النهضة” بحاجة لرؤية واضحة لانه موضوع مرتبط بالأمن القومى ويخص الاجيال القادمة، فعلى مدار عامين مدة المفاوضات لم نصل إلي أى نتائج، بل المفاوضات مستمرة وفي نفس الوقت أعمال البناء في السد لم تتوقف ساعة.
وطالب بأن ينضم للمفاوض المصري عناصر ذو خلفية عسكرية من اجهزة المخابرات ووزارة الدفاع لمتابعة الامر، في مواجهة المفاوض الاثيوبي ذو الخلفية العسكرية ومن خلفه الموساد، مضيفا أن الحديث حول الأمر الفني فقط لن يجدى فلابد أن يطرق المفاوض المصري إلى طبيعى العلاقات.
وقال أحمد فوزي دياب، أستاذ الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء، إن الاجتماعات التى انطلقت اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم اجتماعات إجرائية لهدف محدد، وهو تقديم العرض الفنى والتكلفة المالية لكلا المكتبين الاستشاريين.
وأوضح أن أى مفاوضات لا تقنن من السعة التخزينية لسد النهضة أو توقف بنائه أمر غير مقبول، مشيرا إلى أن لا يوجد ما يلزم اثيوبيا بالالتزام بما تنتهى إلى المفاوضات، مؤكدا ان الرأى الفنى في نهاية الأمر سيكون للصالح المصري لما للسد من أضرار بالغة على الحصة المائية لدولتي المصب مصر والسودان.
وأعرب عن أمله في ان تخضع إثيوبيا لما تتوصل إلى المكاتب الفنية، مستبعدا التزامها بذلك، لانها تعمل فقط بما يخدم مصلحتها، وإن كانت لديها رغبة في التوصل إلى حل مرضي يعزز من العلاقات بينها وبين مصر، لأوقفت العمل في بناء السجد لكن هذا لم يحدث، وبنهاية الـ11 شهر للانتهاء من الدراسات الفنية سيصبح السد أمرا واقعا.

 

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى