الأخبار

الإسلام حرم الاعتداء

33

أصدر مرصد الأزهر تقريرا أكد فيه أن الأسس التي وضعها الإسلام، كرمت النفس البشرية أيا كانت عقيدتها، وأعطاها حقوقها كاملة، من حق ممارسة شعائر دينها والحياة والحرية والمساواة، حتى ولو كانت هذه النفس من الأقليات غير المسلمة التي تعيش في البلاد الإسلامية، وبذلك تكفل لها الإسلام بكافة الحقوق ، وسبق دول العالم في وضع حقوقها منذ أربعة عشر قرنا من الزمان.

وقال المرصد فى تقريره، إن الإسلام أكد على الحق في ممارسة الشعائر وبناء دور العبادة وتولي المناصب والمشاركة في الحياة السياسية، وحرم كل ألوان الاعتداء على نفس غير المسلم وعرضه وماله، ما لم يعتد أو يظلم أحدا من المسلمين، انطلاقا من قوله تعالى: ” لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)” الممتحنة، وقال صلى الله عليه وسلم: ” «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» ابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو.

وأكد، أنه لا يمكن اتهام الإسلام باضطهاد الأقليات غير المسلمة، وكيف يضطهدهم والله عز وجل قد شملهم بخلقه ورزقه ونعَمه وكَرمِه ورحمته لإنسانيتهم مع اختلاف عقائدهم، والتاريخ الإسلامي خير شاهد على احترام المسلمين لكافة حقوق الأقليات غير المسلمة التي تعيش معها، فقد مارسوا عقائدهم وشرائعهم وطقوسهم وبنوا دور عبادتهم تحت ظل الإسلام دون إكراه وترهيب.

وتباع: كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم وقف لجنازة يهودي عندما مرت عليه احتراما للنفس البشرية أيا كانت عقيدتها، وبذلك يضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في احترام النفس البشرية وتعليم العالم حقوق الأقليات، ما أعظم هذا الدين وأجمله!!

وكيف لا والفاروق عمر هو الذي علم البشرية احترام حقوق الأقليات عندما رفض أن يصلي داخل كنيسة لما حان وقت الصلاة، حتى لا يتخذها الناس بعده مسجدا ويقولون هاهنا صلى عمر، هل هناك احترام لشعائر غير المسلمين أكثر من ذلك؟، ليت غير المسلمين ينظرون إلى هذه النماذج المضيئة من التاريخ الإسلامي، حتى يشعروا بالراحة ويذهب عنهم الخوف تحت ظل حكم المسلمين.

ونوه أن الله خلق عز وجل الإنسان فأحسن خلقته وكرمه وأغدق عليه نعمه ظاهرة وباطنه، وسخر له هذا الكون بما فيه من نعم سماوية وأرضية دون أن يميز في ذلك بين مؤمن وكافر، فنعم الله شاملة لكل بني البشر على اختلاف دياناتهم، وهذا من رحمة الله تعالى وكرمه بخلقه.

كما أن من سنن الله تعالى الكونية تعدد العقائد والأديان بين الناس، وهذا لا يحدث إلا بمشيئة الله تعالى وإرادته في الكون، ولو شاء الله تعالى لجعل الناس أمة واحدة لفعل ذلك، كما في قوله تعالى: ” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)”. التغابن، وقوله: ” وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) ” يونس.

وقد بين الله تعالى الحق والصواب في كتابه العزيز، ومنح الإنسان حرية الاختيار بين الإيمان والكفر، وسوف يُحاسب على اختياره يوم القيامة، وسيتولى الله عز وجل الفصل بين الناس يوم القيامة، فيثيب المحسن ويعاقب المسيء، ويفصل بين أتباع الديانات المختلفة فيبين المحق والمخطئ، فقال جل شأنه: ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)الحج.

 صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى