الأخبار

هؤلاء يحتفلون بالحب مع “البومة”

95

“حب غير مشروط أو لأهداف”.. لم يعد كثيرون يجدون ذلك النوع من الحب بين البشر، فيلجأون إلى الاستعاضة عن ذلك بكائنات أخرى وجدوا فيها الأنيس والصديق، فأصبح حب الحيوانات والطيور، أمر مسلم به لدى مَن تربطهم علاقة قوية بالحيوانات، ومنهم من يفضل قضاء وقته مع الطيور ومن هذه الطيور “البومة”.

“نحس.. عيونها شريرة.. مخيفة.. تجلب الحسد.. لا يصح تربيتها في المنزل”.. ادعاءات وموروثات مصرية عديدة طالت طائر “البومة”، رغم تقديس قدماء المصريين لها، واعتبرها اليونانيون رمزًا للحكمة والنصر، وفي الهند كانت رمزًا للحكمة والمساندة والنبوة، ويعتقد البريطانيون أن تعليق بومة ميتة وتثبيتها بمسامير على واجهة باب المنزل يبعد الموت عن أهله.

وعلى الرغم من تلك الموروثات المصرية الرافضة لطائر “البومة”، إلا أنّ حبها تملّك من قلوب الكثيرين، لجمال ألوانها ونعومة شعرها وعينيها الواسعتين الجميلتين وحجمها الصغير، وهو ما دفع بلال أحمد، إلى تربية واحدة منذ سنوات عدة، والتي وجدها بالمصادفة على سطح منزله فاعتنى بها ووفر لها الطعام والشراب، ومكانًا لتسكن فيه، دون أن يمنعها من الطيران.

لم يلتفت الشاب العشريني للادعات التي طالت البومة ورفض عائلته، فأبقى عليها لشعوره بخطأ تلك الموروثات وإيمانه بأنها طائر جميل يحاصره الحظ السيء فقط، فيراه واحدًا من الطيور التي تمتلك أعين مميزة ووجه صغير وريش مختلف عن مثيلاتها، فضلًا عن أنّها تمتلك طباعًا هادئة فلا تصدر أصواتًا مزعجة، فاستمر في الاعتناء بها لعدة أعوام لحين قررت بومته التحليق بعيدًا عنه في مطلع يناير الماضي.

الأمر يختلف بالنسبة إلى يُمني قادي، التي ترفض اقتناء الطيور لعدم منعها من فطرتها وهي الطيران، إلا في حالة وجود مكان واسع، لذلك لم تسع لتربيتها رغم حبها الشديد للبومة، فضلًا عن رفض والدتها لذلك الأمر حيث منعتها من لمس إحداها في حديقة الحيوان أو النظر لعينيها لاعتباره “فال وحش”.

“ألوانها الجميلة وعينيها المستديرة الجذابة” هو أيضًا ما أوقع الشابة العشرينية في حب “البومة” التي تجد أنّها طائر مظلوم بسبب معتقدات خاطئة منتشرة بين المصريين، قائلة “زيها زي موضوع متخليش الشبشب مقلوب، كلها حاجات غريبة وملهاش أي أساس من الصحة، مش عارفة إزاي الناس بتؤمن بيها، خاصة أن ربنا مخلقش حاجة وحشة أو تضر”.

شكلها المختلف عن باقي الطيور، كان السبب الذي جعل ندى يوسف، تعشق البومة، وهو ما وّلد لديها رغبة جارفة في القراءة وجمع أكبر معلومات عنها وسبب رفض المجتمع لها، لتدرك أنها رمز الحكمة لدى الإغريق، وهو ما زاد حب ذلك الطائر لديها، ورفض اعتبارها نذير شؤم أو أن صوتها جالب للفقر، فقررت اقتناء واحدة وتربيتها لتجد موجة شديدة من غضب والدها حالت دون تنفيذ قرارها.

“ناس كتير بيقولولي ملقتيش غير البومة في حاجات تانية كتير تتحب”.. يعتبر هذا هو التعليق الأكثر انتشارًا الذي تجده ندى فور إعلان حبها للبومة، إلا أنّها وجدت منذ فترة أن ذلك الأمر منتشر بين الكثير من أصدقائها الذين يجدون أنها طائر جميل ومسل ومختلف عن غيره.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى