«ومن الحب ما غير المعتقد».. قصة إسلام ماري منيب

شهدت بيروت العاصمة اللبنانية، منذ 113 عامًا ولادة أحد أشهر فنانات الزمن الجميل، اشتهرت بالكوميديا ونجحت فى تجسيد دور النكدية، بدأت مشوارها الفني بالعمل كراقصة في الملاهي ثم انضمت إلى فرقة الريحاني، وتوالت أعمالها في المسرح والسينما.

برعت فى تقديم دور الحماه حتى أصبحت اشهر حماه فى تاريخ السينما المصرية.. إنها الفنانة القديرة الراحلة مارى منيب.

رغم أن «ماري»، نجحت فى تقديم دور «المرأة النكدية» الكارهة للرجال فى كثير من الأعمال الفنية، إلا أنها كانت رومانسية بدرجة فنانة، فى حياتها الشخصية، فقد جمعتها قصة حب قوية جعلتها تغير ديانتها وتشهر إسلامها عام 1937.

«الدستور» يرصد قصة إسلام مارى منيب فى السطور التالية:

ولدت مارى سليم حبيب نصرالله، فى فبراير عام 1905 لأسرة لبنانية تعتنق المسيحية الكاثوليكية، انتقلت إلى الإسكندرية مع والدتها وشقيقتها الوحيدة (أليس)، للبحث عن والدهما، خاصة أن ظروف عمله كانت تتطلب منه التردد علي الإسكندرية، وفي أحد الايام انقطعت الاخبار عنه تماما مما جعل زوجته تشد الرحال هي وابنتاها للبحث عن والدهم.

بعد وصولهم إلى الإسكندرية تمكنوا من العثور عليه مريضًا بعد أن خسر أمواله في البورصة حتى رحل بعد أيام قليلة، فقررت والدة ماري البقاء في القاهرة واستئجار شقة بحي الفجالة مقابل 70 قرشًا شهريا، ثم ساعدتهم الكنيسة على المعيشة فكانت تصرف لهم 6 جنيهات شهريا مقابل مبلغ كان والدهم قد أودعه فيها قبل رحيله.

وعملت الفنانة ماري منيب في بداية حياتها كراقصة في ملاهي روض الفرج، قبل أن تنتقل إلى الفرق المسرحية، حيث اشتهرت برقصة «القلل»، ومنها إلى فرقة أمين عطا الله مقابل 20 جنيهًا لها ولأختها، وتعرفت على زوجها الأول المونولوجيست فوزي منيب، وحملت اسمه لتصبح ماري منيب، وكان عمرها وقتها 14 عامًا، ومن هنا بدأت مسيرة نجمة الكوميديا في الفن المصري.

انفصلا «مارى وفوزى»، وتزوجت من المحامي عبد السلام فهمي، زوج شقيقتها، التي توفيت لتربي أولادها.

عاشت ماري مع أسرة فهمي عبد السلام، وتأثرت بالطقوس الإسلامية، وتلاوة القرآن الذي كان يتلى كل يوم في منزل حماتها، وكانت تشرح لها حماتها معاني الأيات والأحاديث الدينية، وحفظت بعض آيات القرآن.

ومن هنا أشهرت إسلامها في محكمة مصر الابتدائية، وصدرت وثيقة بإشهار إسلامها لدى فضيلة الشيخ محمود العربي، والشيخ أحمد الجداوي رئيس المحكمة، بأنه حضرت السيدة ماري منيب المقيمة في 6 شارع روبي شماع بشبرا، وبأنها كانت مسيحية كاثوليكية، واعتقنت الإسلام ونطقت الشهادتين، واختارت لنفسها اسم أمينة عبد السلام، نسبة إلى زوجها عبد السلام فهمي عبد الرحمن أحمد.

رحلت ماري منيب يوم 21 يناير 1969، تاركة ثروة فنية، بعد مسيرة طويلة من العطاء الفنى حيث وصلت أعمالها المسرحية إلى 29 مسرحية أبرزها «إلا خمسة»، و100 عمل سينمائي.