الأخبار

آخر كلمات للحسيني أبوضيف

 

3

 

هنا مقهى صالح.. على مقربة من ميدان التحرير، كان يخطط الشهيد الحسيني أبوضيف وعشرات الشباب لمستقبل بلدهم، كانت جلسات الجد والسمر في لقاء الأحبة، كانت تمر المسيرات فيهرول “الحسيني” ليلحق بها ملبيا النداء.. كان أحب الأماكن لقلب الشهيد.

 

“كان الحسيني يقعد في مكانين قهوة صالح أو بنقابة الصحفيين، مع الشخصيات المقربة منه”، هكذا يقول علاء زغلول، صديق الشهيد الحسيني أبوضيف.. عن مقهى صالح كانت أكثر الأماكن التي يتردد عليها الشهيد، متابعا “فعاليتنا كانت تبدأ منها.. أفكارنا وتخطيطنا لمظاهرتنا، كنا دايما نتكلم عن بكرة، فالحسيني كان دينمو نشط وفعال عنده كل يوم فكرة عايز يعملها، وبعض الأشخاص لما تطرح عليهم فكرتك يرفضها لأنها منك مش منه.. الحسيني كان العكس، كان عنده أفكار مؤثرة جدا ومهمة جدا ومفيدة يدخرها، ويسأل عن فكرة ورؤية غيره، وبعد ما يسمع الفكرة يضيف عليها، وكان يرد الحق لأهله”.

 

وسط حديث الأصدقاء عن “الحسيني أبوضيف” يسمع “أبوأحمد” قهوجي “صالح”، اسم الشهيد الحسيني أبوضيف، فيجري على أصدقائه بلهفه مرددا “الله يرحمه.. الله يرحمه”، ويتجول بين زبائن المقهى الذين يعرفهم عن ظهر قلب، قائلا عن الحسيني: “كان أجدع شخصية هنا، أنا أول ما سمعت خبر وفاته زعلت جدا ومصدقتش.. الله يرحمه وربنا ياخد اللي قتله”.

 

“يوماتي كان هنا، يشرب الشاي والحلبة من أيدي وكانت نفسه حلوة وبيهزر دايما معايا”، هكذا يصف “أبوأحمد” الجانب الإنساني لأبوضيف البشوش دائما، والمتفاءل بغد افضل، “كان بالنسبة لي كواحد قهوجي حاجة كبيرة أوي، مش عارف أوصفلك.. بحس لحد دلوقت إن روحه موجوده في المكان”.

 

شخصية “الحسيني” المدافعة دائما عن الحق، يقول عنها أبوأحمد “كان بيدافع عني وعن الحق لما يحصل معايا أي مشكلة في شغلي، ولو حد من الزباين تعدى عليّ، كان يقف جنبي على طول، ويثور في وش اللي يظلمني”.

 

مقهى “صالح” شهدت آخر لقاء للحسيني مع الأصدقاء، يوم 4 ديسمبر 2012، قبل استشهاده بيوم واحد، عندما قاد مظاهرة من نقابة الصحفيين إلى ميدان التحرير، وهتف فيها “يسقط يسقط حكم المرشد”، بعدها عاد ليجلس مع صديقه حسام السويفي، وتحدثا معا عن حال مصر في ظل حكم الإخوان، وكأنه يشعر بما سيحدث، وقال لزملائه آخر كلماته “أنا مرصود من الإخوان”.

 

الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى