الأخبار

العالم ينعي الأستاذ

 

 

12

 

حالة من الحزن سادت الأوساط السياسية والإعلامية، عقب وفاة الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل صباح اليوم الأربعاء، بعد صراع مع المرض دام لمدة أسبوع ألقاه صريعًا عن عمر ناهز 93 عامًا، حيث أصيب بفشل كلوي أودى بحياته.

 

وتوالت تعليقات المشاهير لتأبين هيكل حيث نعى الرئيس عبد الفتاح السيسي الكاتب الكبير في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية، قالت فيه: «إن مصر فقدت اليوم علمًا صحفيًا قديرًا، أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية».

 

وأضاف البيان: «كان لجهود الفقيد عظيم الأثر في النهوض بصحيفة الأهرام العريقة، إبان رئاسته لمجلس إدارتها وتحريرها حتى أصبحت من أكبر الصحف على مستوى العالم».

 

وتابع: «الراحل كان شاهدًا على أحداث ومحطات تاريخية هامة في التاريخ المعاصر، فضلًا عن إسهاماته العديدة، من خلال الكثير من المؤلفات التي تناولت العديد من الأزمات والأحداث التي مرت بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط».

 

وأردف: «سيظل الفقيد رمزًا للكاتب الصحفي وخير معلمٍ لأجيال من الصحفيين الذين أثروا الصحافة المصرية بعطاء ممتد وتفان لا ينقطع».

 

وأصدر مجلس النواب برئاسة الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، بيانًا نعى فيه وأعضاؤه، بمزيد من الحزن والأسى هيكل، رائد الصحافة والإعلام.

 

وأشاد عبدالعال بمسيرة عطاء المغفور له لعدة عقود حصد فيها الأوسمة والنياشين، وقدم عشرات الكتب والمراجع السياسية في مجال صاحبة الجلالة، وتربع على عرشها، ورسم صورة ذهنية للوقار والاعتدال، وتتلمذ على يديه كوكبة متميزة من الإعلاميين.

 

كما نعى الأزهر الشريف، الكاتب الكبير، في بيان له، أعرب فيه عن تقديره البالغ لدور الكاتب والمفكر الراحل، في إثراء الحياة السياسية والصحفية بكتاباته الراقية التي ساهمت في تشكيل وعي كثير من المصريين، ونهضت بالصحافة المصرية.

 

وتقدم الأزهر الشريف بخالص العزاء والمواساة للصحافة المصرية والعربية، ولأسرة الفقيد، سائلًا الله تعالى أن يتغمده برحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

 

ونعاه الدكتور حلمي النمنم وزير الثقافة، في بيان أصدرته الوزاة، قال فيه: «كان علامة بارزة وأستاذ لجيل كامل من الصحفيين، ورمزًا لأجيال من السياسيين أيضًا، تخرج من تحت يديه عمالقة الصحافة المصرية، وعمل مع الكثير من مؤسسي الصحافة في مصر”.

 

وتابع البيان: «أن هيكل كان صديقًا لكثير من رؤساء وملوك الدول العربية، وكان يعرف الكثير من دقائق السياسة العربية والدولية، فخرجت كتاباته وأحاديثه التليفزيونية تلقي الضوء عن الكثير من أحداث التاريخ».

 

ووصف يحيى قلاش نقيب الصحفيين، رحيل هيكل، بالخسارة التي لا تقدر، مشددًا على أنه قيمة غير مسبوقة فى المهنة وتاريخها وفي تاريخ البلد.

 

وأضاف: «أن هيكل ليس مجرد صحفي، وإنما كان مفكرًا وسياسيًا وقيمة وطنية كبيرة، فقد كان له تأثير على أكثر من جيل، وحضوره الطاغي في كل الأحداث سيجعله دائمًا يحتل مكانة من الصعب، أن يصل لها أحد».

 

وعلق الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، على رحيل هيكل، قائلًا: «هيكل أدى دوره الوطني على أكمل وجه، أننا فقدنا قيمة وطنية كبيرة يندر أن يكون له ندًا أو مثالًا».

 

وأضاف في خلال مداخلة هاتفية له على فضائية “أون تى في” اليوم الأربعاء: «كان يمثل النموذج الصحيح للإدارة القوية السليمة والمنضبطة، كان صحفيًا فذًا يصعب تكراره».

 

من جانبه، أعرب عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، عن حزنه الشديد لوفاة هيكل، قائلًا عبر حسابه على تويتر: «اليوم وأمس مصر فقدت قامتين كبيرتين في تاريخها، وهما محمد حسنين هيكل وبطرس غالي، لدورهما السياسي والإعلامي الكبير في تاريخ مصر».

 

وأضاف: «أشعر أنني فقدت صديق وقامة رفيعة في مجال الإعلام وفي الحياة السياسية، مواقفه السياسية كانت واضحة في مختلف العصور وكان مؤمن بحرية الرأي».

 

ونعى المهندس عبدالحكيم عبدالناصر، نجل الرئيس جمال عبد الناصر الأستاذ قائلًا: « هيكل حمل الأمانة بصدق ووثق تاريخ الأمة بأمانة وصدق، فكان مدرسة في السياسية والصحافة والتاريخ».

 

وأضاف: «بدأت علاقة الرئيس الراحل عبدالناصر، بالكاتب حسنين هيكل في حرب عام 1948، حيث التقى الاثنان في لقاء عابر، وبعدها التقى الاثنان عند الرئيس الراحل محمد نجيب أثناء الاتفاق على موعد الثورة، وبعدها توطدت العلاقة بينهما، وطلب عبد الناصر من هيكل تحرير كتبه».

 

أما الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، فقد دخلت في نوبة بكاء على الهواء مباشر، واصفة إياه بـ«سلطان الكلمة» في مصر، ومن شكل وجدان مثقفي مصر حاليًا.

 

وأشار إلى أنها كانت تنتظر في طابور مشتري الأهرام يوم الجمعة لتتعرف على “مصر أين، وإلى أين؟” من آراء الكاتب محمد حسنين هيكل.

 

واستكملت أنها اختلفت معه كثيرًا خلال الفترة الماضية خاصة مع نظرته التشاؤمية للأحداث الجارية، منوهة إلى أن مكانة محمد حسنين هيكل كبيرة جدًا في العالم الصحفي خاصة وأنه كان يحترم قلمه ولا يملي عيه أي شخص.

 

وفي الوسط الفني، وعبر تويتر، نعى الفنان نبيل الحلفاوي، وفاة هيكل، قائلًا: «آخر عمالقة مواليد مطلع العشرينات رحلا سويًا حياتان حافلتان في السياسة والصحافة الأهرام في عهد الأستاذ وصل إلى قائمة أكبر عشر صحف في العالم».

 

وتابع: «هيكل هو من أنشأ المراكز المتخصصة في الأهرام. رحمه الله كان يكتب السياسة بأسلوب أدبي رفيع. عزاؤنا لأسرته وتلاميذه وللصحافة العربية».

 

كما توالت التعليقات علي الصعيد العربي، حيث نعى السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية هيكل، قائلًا: «إن هيكل تجاوزت قيمته ومكانته العالم العربي، فنحن فقدنا اليوم أحد عمالقة الصحافة والفكر في العصر الجديد».

 

وأضاف: «كان أستاذ الجيل، وكان دائمًا يقول إن قوة العرب في وحدتهم، وإن مصر لا بد أن تبقى دائمًا الحاضنة لكل ما هو عربي، هيكل كان له بصمات كبيرة على عصرنا، ولا تخلو مكتبة من مراجع الأستاذ هيكل».

 

بعد دقائق على إعلان وفاة هيكل اليوم الثلاثاء، بدأ الإعلام الإيراني وصفحات السوشيال ميديا في طهران الحديث عن الكاتب المصري، حيث نعاه نشطاء إيرانيين وكتاب وصحفيين.

 

وقالت وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثوري: «إن العالم العربي فقد عالمًا وسياسيًا كبيرًا، فقد كان هيكل أكبر من كونه صحفيًا أو كاتبًا فقد كان سياسى وخبير في القضايا الاستراتيجية، في السياسات العربية والدولية، ووصل لمناصب سياسية متعددة في المراحل المصيرية في تاريخ مصر».

 

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى