الأخبار

قليل من الأمن وكثير من الرعب

 

30

 

 

العثور على قنابل بمحطات مترو الأنفاق.. إلقاء مولوتوف على القطارات.. تهديدات متكررة بتفجير السكك الحديدية والمترو».. جميعها مبررات كافية للقيام بجولة «تحت الأرض» لمعرفة حالة الأمن فى محطات المترو قبل يومين من بداية العام الدراسى، وبعد تجول «المصرى اليوم» فى الخط الأول والثانى للمترو كانت المفاجأة، حيث لم يكن هناك أثر للتواجد الأمنى، رغم المخاطر الكبيرة التى تحيق بهذا المرفق.

خلت محطات مترو الأنفاق تقريبا من أى تواجد شرطى، أمس، رغم تأكيد القيادات الشرطية والشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو الانتشار المكثف لها، بسبب التهديدات بتفجير قطارات المترو وقطع شريط السكك الحديدية، والتى كان آخرها إلقاء زجاجة مولوتوف على قطار أثناء تواجده بمحطة حلمية الزيتون، فيما تحولت قطارات المترو لسوق مفتوحة، تعج بالمفارش والحقائب، والملابس، والباعة الجائلين والمتسولين.

فى محطتى شبرا الخيمة والشهداء، كان زحام المواطنين لافتا للانتباه، حيث شهدتا كثافة شديدة فى عدد الركاب، فيما غابت قوات الشرطة، باستثناء تواجد بعض عناصرها أمام ماكينات بوابات الدخول لرصيف المترو، ولاتزال محطة السادات تغلق أبوابها فى وجه المواطنين.

وفى المرج، وهى المحطة الرئيسية بالخط الأول، «حلوان – المرج»، توقفت القطارات فى انتظار صعود الركاب، فيما تواجد موظفو المترو وسط مكاتب متهالكة وعلى ملابسهم آثار أعمال الصيانة، مؤكدين أن المباحث منتشرة بطول خط المترو، وأنه جاءت تعليمات لهم بالإبلاغ الفورى عند العثور على أى جسم غريب، لكنهم فى الوقت ذاته يشتكون من سوء التعامل معهم من جانب الشرطة والمواطنين، حيث أكدوا أنهم تعرضوا للضرب من جانب لص سرق خاتم فتاة، عندما ألقى القبض عليه، وأن الشرطة لم تتعاون معهم فى تحرير محضر له، فضلا عن أن البائعين يتجولون ليلا ونهارا، وإذا ما تعرض لهم أحد الموظفين فإنهم يسبونه دون وجود أى تأمين أو حماية لهم، فيما قال أحدهم إنه وزملاءه يتعرضون للضرب يوميا بالطوب، لكنهم أفضل حالا من زملائهم فى بعض المحطات مثل الشهداء، والتى استشهد فيها زميلهم بسبب المظاهرات بعد إطلاق نار عليه، مؤكدين أن الشرطة تقوم بعمل جولات بالكلاب البوليسية فى الصباح الباكر قبل بدء تشغيل حركة القطارات.. إلى جانب ما سبق افترش الباعة الجائلون أرصفة محطة المرج الجديدة فى ظل غياب أمنى كامل داخل أرصفة القطارات.

«معارك كلامية» تحتوى على ألفاظ عنيفة ومواقف متشددة هى الصورة الأكثر وضوحا فى كل محطات مترو«المرج – حلوان» ما بين مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، والفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، فيما تحول سور المترو الداخلى إلى مكان لرسم الجرافيتى السياسى، ومما كتب: «بنحبك ياسيسي»، و«مرسى راجع»

الخلو الأمنى فى أغلب المحطات قطعه انتشار 3 رجال على رصيف محطة المطرية و3 آخرين بحلمية الزيتون ومنشية الصدر واللتين تشهدان أعمال تجديد بأرصفتهما، فيما انتشر عمال النظافة وصيانة شريط سكك حديد القطار فى بعض المحطات للتأكد من سلامتها. وظلت محطة حدائق حلوان على حالتها المتردية فى ظل تأخر حركة صيانتها طوال 3 سنوات حتى الآن.

وفى محطة مترو حلوان، انتشر 3 شرطيين يتابعون حركة سير المواطنين دون تدخل لمنع الباعة الجائلين أو السعى لتنظيم دخول وخروج المواطنين إلى القطارات. وأكد الموظفون داخل المحطة أنهم حصلوا على تعليمات أمنية بعدم التعامل مع أى جسم غريب، أو حقيبة مجهولة، وأن عليهم الإبلاغ الفورى عنها، حفاظا على حياة المواطنين وحياتهم، مطالبين بإجراءات أمنية أكثر تشددا، فى ظل زيادة أعداد الركاب.

رواد المترو اشتكوا من فقدان الأمن، حيث قالت هناء صلاح الدين، موظفة، والتى كانت تحمل معها «حقائب خضار»: «لم أتعرض لتفتيش من جانب الأمن الموجود بجوار بوابات تذاكر المترو، والتى أغلبها معطل، وهو ما يضطرنا إلى الدخول بمجموعات كبيرة من بوابة جانبية للتذاكر». وأضافت: «لا يوجد أى تواجد شرطى فى محطات المترو، رغم تأكدهم من إمكانية تفجيرها فى أى وقت»، وهو ما اتفقت معها المهندسة شادية إبراهيم، والتى قالت: «أنطق الشهادة يوميا قبل خروجى من منزلى، بسبب ما أسمعه يوميا من الكشف عن متفجرات، ولا أرى أى انتشار للشرطة، والدليل على ذلك انتشار الباعة الجائلين والمتسولين فى كل مكان».

 

 

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى