فيروس يجتاح المناطق ويُعرّض اللبنانيين للخطر
حالة الهلع التي تصيب الكثير من اللبنانيين اليوم بسبب فيروس انفلونزا “اتش1 ان1” غير مبررة، خصوصاً وان هذا النوع اصبح يزورنا سنوياً في موسم الشتاء منذ عاصفة الانفلونزا التي شهدها العالم خلال عام 2009. ولم تسجل هذه السنة حالات وفيات بسبب الانفلونزا مقارنة بالأعوام السابقة.
يصاب العديد من الاشخاص بالانفلونزا الموسمية في العالم في مطلع فصل الشتاء، سواء فاضت بلدانهم بالنفايات ام لا، وقد تكون مضاعفاتها خطيرة على بعض الفئات والأعمار، سواء كانت انفلونزا من النوع “الف” “اتش1ان1” ام غيرها، وقد تؤدي الى الوفاة. وشهد العالم ومعه لبنان هذه السنة ارتفاعاً في الاصابات بنوع “اتش1ان1” مقارنة بالعام الفائت الذي شهد ارتفاعاً بنوع الانفلونزا “باء”، وفي لبنان لم نشهد ارتفاعاً في عدد الوفيات الناتجة عن الانفلونزا اكثر من الاعوام السابقة كما اوضحت لـ”النهار” رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة برّي.
واوضحت بري ان الاعراض مشتركة بين مجمل انواع الانفلونزا الموسمية ابرزها حرارة مرتفعة قد تصل الى اكثر من 39 درجة يرافقها شعور بالبرد وتعب واوجاع في الرأس وتشنجات في العضلات الى السعال الناشف والم في الحنجرة قد تؤدي الى ضيق في التنفس، ويصابحها احياناً اعراض الجهاز الهضمي من الاسهال والغثيان او القيء. وتختلف حدة الاعراض من شخص الى اخر وهي جزء من الانفلونزا الموسمية كل عام.
وقالت ان في كل سنة قد يحصل تغير جيني لفيروس الانفلونزا في العالم، وهذا ما يبرر استعمال لقاحات جديدة كل عام تحتوي على النوع “الف” من الانفلونزا “اتش1ان1”. لذا تنصح وزارة الصحة الفئات الاكثر عرضة للمضاعفات اخذ هذا اللقاح سنوياً مع بداية موسم الخريف لزيادة الفاعلية، ومن تأخر من هذه الفئات في الامكان اخذه لاحقا. وابرز هذه الفئات: الاولاد دون عمر الـ6 سنوات، كبار السن، الحوامل، ومن يعانون من امراض مزمنة مثل الضغط، الربو، السكري، امراض القلب والشرايين، والمدخنين. اما بالنسبة الى ذوي المناعة الضعيفة والذين من غير الممكن تلقيحهم (مثل الذين يعالجون من الامراض السرطانية مثلا) ينصح بتلقيح جميع المخالطين لهم داخل المنزل الواحد لحمايتهم من التقاط العدوى. وكانت المديرية العامة لوزارة الصحة اصدرت تعميماً يقضي بتلقيح جميع العاملين الصحيين داخل المستشفيات للحد من انتشار العدوى داخل المؤسسات الصحية.
وتحدثت بري عن اهمية الوقاية “فهي اساسية جداً في عملية الحد من انتقال العدوى، واهم عنصر في الوقاية هو غسل اليدين المتكرر وبالطريقة الصحيحة، اي غسل راحة اليدين بالمياه ثم وضع الصابون وفرك راحة اليدين وظاهرهما وبين الاصابع مع التركيز على منطقة تحت الاظافر والابهام. واهم ما في العملية هو اغلاق مصدر المياه اما بالمرفق او بمحرمة والتخلص منها فورا في سلة المهملات واستعمال اخرى نظيفة لتجفيف اليدين”.
على السعال والعطس ان يكونا على محرمة يتم التخلص منها فورا مع غسل اليدين، او على اعلى الذراع، وفي حال وجود شخص مريض داخل البيت يجب عزله، وبعد الاحتكاك معه يتم غسل اليدين. وفي حال وجود شخص بمناعة ضعيفة من الافضل ان يستعمل الكمامة اذا اراد ان يقترب من مريض عند الضرورة، ولكن من الافضل تجنب الاحتكاك في شكل تام. واوضحت الدكتورة برّي انه قبل موسم الحج من العام الماضي، خصوصاً عند ازدياد حالات الاصابة بفيروس الكورونا في الخليج، نظمت وزارة الصحة في لبنان دورات تدريب للمستشفيات الحكومية والخاصة في ما يخص مكافحة العدوى داخل المؤسسات الصحية بالتعاون مع جمعية الامراض الجرثومية في لبنان ومنظمة الصحة العالمية. ووزعت ملصقات ومناشير خاصة بالجسم الطبي والتمريضي عن مكافحة اي عدوى ناتجة عن امراض تنفسية حادة مثل الانفلونزا والكورونا وغيرها، فيها تعريف عن الالتهابات التنفسية الحادة، وكيفية الوقاية منها وطريقة اخذ العينات وآلية الابلاغ.