الأخبار

المشير بين الحب والنفاق

185

 

 

أحب الجيش المصرى وأدافع عنه بروحى ضد أى كلمة تسىء إليه أيا كان قائلها، فهو درع الوطن وسيفه وحامى حماه، وأحب كل أفراده ومن يدافع عن تراب هذا الوطن,
وأرى أن جميع المؤشرات حاليا تذهب بمقعد الرئاسة إن شاء الله تعالى إلى المشير عبدالفتاح السيسى حال ترشحه، وأرى أنه قد نال من الحب شعبية جارفة فى قلوب البسطاء والمثقفين تؤمن له النجاح بسهولة.

لكن أحذر تحذيرا شديدا من الخلط بين الحب والنفاق وبين الوفاء للحب من أجل الوطن وبين ادعاء الحب من أجل النفاق, فرق كبير بين المشير وزير الدفاع الواجب دعمه وتأييده كدعمى لأصغر جندى على حدود الوطن، وبين من يجلس على كرسى الرئاسة حاملا أوزارا، وهو لا يطاق وهو كرسى يحتاج صاحبه للدعم والتأييد، كما يحتاج للمصارحة والمكاشفة، ويحتاج أحيانا للحساب والمساءلة.

فللشعب طلبات وحقوق وعليه واجبات ومن حق الشعب على من يحكمه أن يقدم له ما يطمئن قلبه من خطط مدروسة بعناية، وفريق عمل حقيقى لديه من الخبرات والكوادر التى تنفذ فعليا خططا قصيرة وطويلة الأجل، تمهد لطريق صعب سيسير عليه، ولن يصبر الشعب كثيرا حتى يناله، طريق أوله الأمل وطوله العمل ونتاجه الرخاء الاقتصادى والرفاهية، مع ضمان احترام الحريات وفرض سلطة القانون، ونشر الأمان فى كل مكان ونهايته توفير الخدمات والاحتياجات الأساسية من تعليم وصحة وإسكان ومواصلات وغذاء ومياه ووقود وفرص عمل.

ونحن فى خضم الفرحة والنشوة، يجب ألا نزيد فى سقف الآمال فنجنى الإحباط واليأس السريع، لأن طريق الإصلاح والصلاح يبدأ بمعرفة الحقيقة المرة، وأين نقف وما يجب علينا فعله، بل ما يجب علينا أن نضحى كثيرا به من أجل الوصول إلى الهدف والاستقرار المنشود.

كما يجب أن ندرك الواقع الحقيقى بعد الدستور الجديد، أن الرئيس القادم لن يجمع سلطات كما كان سابقيه، فقد غلت يديه كثيرا، وبات رئيس الوزراء ومجلس النواب شركاء الدرب والطريق, ونحن على بعد خطوات من انتخابات الرئاسة، يجب أن ننتبه جيدا ولا نخلط بين الحب والنفاق، فنحن شعب يجيد فن صناعة الفرعون أكثر من شعوب الدنيا جميعا، لكننا أيضا نجيد أكله إذا جاع الشعب ليبهر العالم أجمع.

سيادة المشير.. نريد رئيسا نحبه بصدق، لأنه يعمل ليل نهار ونعينه على العمل بالإنتاج والوفاء والانتماء، ولا نريد رئيسا يضيع منه ميزان العدل ويتسلل لقلبه روح الفتنة، ويخدعه زهو السلطة وحب الزعامة دون الاستفادة من تجارب سابقيه، فينفرط عقد الوطن بين يديه وينقسم إلى فتات حصاده الأرواح والكراهية.

نريد رئيسا لا تجذبه أبواق النفاق بل ترهبه أنات الفقراء، ويبحث عن البسطاء ولا يجمع حوله حاشية تستفيد منه، بل لا يعرف مجلسه إلا العلماء والشرفاء، ومن لا يهمهم إلا الوطن ولا غاية لهم إلا العمل.

سيادة المشير… نريده حبا على الدوام أساسه العمل ونبراسه العدل.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى