الأخبار

أول زيارة دولة لرئيس مكسيكي

Mexico's President Pena Nieto talks during the 2015 Alianza del Pacifico political summit in Paracas

 

غادر الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو أمس (السبت)، متوجهاً إلى فرنسا، حيث سيقوم بأول زيارة دولة لرئيس مكسيكي منذ 18 عاماً، ليؤكد بذلك عودة الحرارة إلى العلاقات بين البلدين.

وقال نائب وزير الخارجية المكسيكي كارلوس ألبرتو دو إيكازا إن هذه الزيارة “ستتيح تعزيز العلاقات وتوقيع مجموعة من الاتفاقات غير المسبوقة”.

وتُتوّج هذه الزيارة بمشاركة المكسيك بـ156 عسكريا من مختلف ألوية جيشها ودركها في العرض العسكري في 14 تموز (يوليو) الجاري، إذ يفتتحون العرض رافعين شعاراتهم وهي ثلاثة صقور وثلاثة نسور.

وقال المتحدث بإسم الرئاسة إدواردو سانشيز في مؤتمر صحافي عقده الخميس الماضي في مكسيكو إن “هذه هي المرة الأولى التي توجه فيها دعوة إلى بلد من أميركا اللاتينية للمشاركة في العرض العسكري”. وهذه هي المرة الأولى أيضاً التي تنظم فيها زيارة دولة أثناء العيد الوطني، كما تقول مصادر الإليزيه.

ويؤكد هذا الحضور الاستثنائي والرمزي عودة الحرارة إلى العلاقات بين البلدين، بعد الأزمة الديبلوماسية الخطيرة التي فجرتها قضية فلورنس كاسيز، وأدت إلى إلغاء سنة المكسيك في فرنسا في عام 2011. وقال المتحدث باسم بينيا نييتو “لم تكن العلاقة جيدة بين البلدين كما هي الآن”.

وخلال زيارة الدولة الطويلة التي تستمر أربعة أيام، يوقع الرئيس المكسيكي اتفاقات في مجالات الأمن والطاقة والصحة والتعليم، بهدف زيادة تعزيز العلاقات بين البلدين، وفق ما أوضحت الرئاسة الفرنسية.

وينتقل الرئيس المكسيكي الأربعاء إلى مارينيان لزيارة مصانع طائرات “إيرباص” المروحية، معلناً شراء عدد كبير من مروحيات “سوبر بوما” العسكرية، ثم يشارك في عشاء مع الرئيس فرنسوا هولاند في متحف “حضارات أوروبا والمتوسط” في مرسيليا.

ويُرجّح توقيع اتفاقات أخرى أيضاً في مجال الطاقة، فيما تستعد المكسيك لتخصخص جزئياً قطاعها النفطي الذي تملكه الدولة منذ عام 1938 بعد عملية إصلاح تاريخية.

وستوقّع المؤسسات الفرنسية والمكسيكية عموماً “عشرين اتفاقاً”، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية، لكنها أوضحت أنه لن يُعلن عن “عقود كبيرة”.

وسيلتقي الرئيس المكسيكي رئيسي “الجمعية الوطنية” و”مجلس الشيوخ” ويزور عمدة باريس. وتتضمن الزيارة أيضاً جانباً ثقافياً من خلال عرض مشروع بناء “بيت المكسيك المستقبلي” على ضفاف السين وزيارة لـلـ “يونيسكو”.

وبلغت المبادلات التجارية بين فرنسا وثاني اقتصاد في أميركا اللاتينية 4.3 بليون يورو في عام 2014. وفي السنوات الخمس الماضية، شهدت “نمواً سنوياً بلغ متوسطه 16 في المئة”. وعلى رغم هذه الحركة الناشطة، تحتل فرنسا المرتبة الثانية عشرة فقط بين الشركاء التجاريين للمكسيك والمرتبة الخامسة على صعيد البلدان الأوروبية.

لكن هذا التقارب الفرنسي – المكسيكي يعكره بعض التوتر، فالحزب “الشيوعي” الفرنسي عبّر الجمعة عن “استيائه ووصف حضور الرئيس المكسيكي بأنه ازدراء لجميع الذين يناضلون ضد هيمنة الإفلات من العقاب والفساد والعنف”. واحتج أعضاء في حزب “مورينا” المكسيكي اليساري على هذه الزيارة أيضاً، وأعلنت مجموعة تُطلق على نفسها إسم “باريس-ايوتزينابا” أنها تنوي التظاهر في باريس.

وينتقد هؤلاء الناشطون خصوصاً حضور عسكريين نظاميين إلى الشانزيليزيه تتهمهم المنظمات غير الحكومية والمدافعون عن حقوق الإنسان باستخدام أساليب متشددة.

واعتبر المقرر الخاص للأمم المتحدة حول التعذيب خوان منديز في أيلول (سبتمبر) الماضي أن التعذيب في المكيسك “شامل” ويمارسه الجنود وعناصر الشرطة، مطمئنين إلى أنهم “سيفلتون من العقاب”. وكشفت منظمة مكسيكية غير حكومية في الفترة الأخيرة أن جنوداً متورطين في مجزرة محتملة في تلاتلايا، وسط البلاد، تلقوا أمراً بـ “قتل المنحرفين”.

ورغم تأثر شعبيته بفقدان 43 طالباً أواخر أيلول الماضي، سلّمتهم الشرطة المحلية إلى مجموعة إجرامية، حقّق الرئيس بينيا نييتو في حزيران الماضي فوزاً في الانتخابات النيابية والبلدية في منتصف الولاية، ويتمتع بالأكثرية في البرلمان المكسيكي.

 

الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى