الأخبار

القصة الكاملة لـ حبس أطفال المنيا بتهمة إزدراء الأديان

95

كشفت المبادرة المصرية تفاصيل قضية أطفال المنيا الأربعة التي حملت رقم رقم 350 لسنة 2015  وكيف بدأت أحداثها ومسار القضية منذ بدايتها على خلفية تصوير مقطع تمثيلي ساخر يتهكم على بعض ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام… وحتى نهايتها المؤسفة بصدور حكم من محكمة جنح أحداث بني مزار ، بالحبس لثلاثة طلاب أقباط هم مولر عاطف داود وألبير أشرف وباسم أمجد، خمس سنوات، وإيداع المتهم الرابع كلينتون مجدي مؤسسة عقابية لصغر السن عند إحالة ملف القضية.

 وتشير الوقائع التي نشرتها المبادرة إلى أن الحكاية بدأت بمشهد تمثيلي أداه التلاميذ في رحلة صيف خلال عام 2014 واحتفظ به مدرسهم على شريحة موبايله.. لكن القضية لم تتصاعد إلا بعد ما يقرب من عام عندما فقد المدرس الشريحة ليجدها أحد أبناء القرية لتشهد قرية الناصرية بمركز بني مزار شمال محافظة المنيا اعتداءات طائفية على ممتلكات أقباط ومحاولة لاقتحام كنيسة القرية في 7 إبريل 2015 ولعدة أيام متتالية، وذلك على خلفية اتهام المدرس جاد يوسف يونان و4 طلاب بالمرحلة الثانوية هم ألبير أشرف، وباسم أمجد، ومولر عاطف، وكلينتون مجدي بازدراء الإسلام وإهانة المقدسات الإسلامية وإثارة الفتنة الطائفية، وذلك من خلال المقطع التمثيلي والذي لم تتعد مدته نصف دقيقة، تهكموا فيه على ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش” للصلاة و ذبح ضحاياه في نفس الوقت لكن أهالي القرية رأوا فيه تهكما على الدين الإسلامي.

والملفت في الأمر أن المقطع التمثيلي كان قد تم تصويره قبل الأحداث ربما بما يقرب من عام كامل، وذلك خلال رحلة خاصة نظمت في صيف 2014، بواسطة كاميرا تليفون شخصي بدون إعداد مسبق، ولم يعلم بها أحد ..  لكن الفيديو بدأ تداوله عندما وجد أحد مسلمي القرية شريحة الذاكرة المفقودة، وشاهد مقطع الفيديو، وحرر محضرًا ضد المدرس المسيحي، الذي ألقي القبض عليه في 7 إبريل. وقررت نيابة بني مزار حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات بعد اتهامه بازدراء الإسلام. كما قام أهالي الطلاب المسيحيين بتسليمهم إلى قسم الشرطة.

وفور انتشار خبر مقطع الفيديو، نظم عدد كبير من أهالي القرية مسيرة تجوب طرقات القرية وترفع شعارات مناهضة للمسيحية، كما رددوا هتافات عدائية تجاه المسيحية والمسيحيين، ورشق مشاركون في المسيرة منازل الأقباط بالطوب ودقوا أبواب المنازل ونوافذها. وقد تدخل عدد من اﻷهالي من المسلمين وفضوا التجمهر .

ونظمت خلال الأيام التالية مسيرات حطم مشاركون فيها أستديو تصوير وصيدلية وأبواب ونوافذ عدد من منازل الأقباط بالرغم من وجود قوات الأمن على مقربة من مكان اﻻعتداءات.

ونظمت جلسة عرفية يوم الجمعة 17 إبريل بديوان عمدة القرية مجدي إبراهيم وبحضور مساعد وزير الداخلية للمنيا وأسيوط ومدير أمن المنيا وعدد من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية (الأرثوذكسية والإنجيلية) وبعض أولياء أمور الطلاب المتهمين في الأحداث.

وأقرت الجلسة تهجير المدرس المسيحي جاد يوسف وأسرته المكونة من زوجته وثلاثة أطفال من القرية وعدم عودتهم مجددًا،و بقاء الطلاب بالقرية مع تعهد عمدتها بحمايتهم حال خروجهم من الحبس، واستكمال الإجراءات القانونية ضد المدرس والطلاب، وتقديم اعتذار من مسيحيي القرية عن الواقعة.

ووقف القس عاذر كاهن كنيسة السيدة العذراء معتذرًا لمسلمي القرية، عن ما أثير بشأن الإساءة. وعقب الاتفاق والتصالح وجه مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا وأسيوط إنذارًا إلى الحضور قائلا: “بعد الصلح اليوم لن أسمح بأي تجاوز وسوف أتعامل قانونيا بعد ذلك ولن نتهاون في أمور أخرى بعد هذا الصلح، “مفيش هزار بعد كده هنتعامل بقوة مع أي شخص يخرج عن القانون”. وتحدث في ذات الجلسة عدد من المشايخ عن ضرورة التعايش المشترك بين المسيحيين والمسلمين ودعم قيم الإخاء والمحبة.

من جانبها، قررت نيابة بني مزار الجزئية حبس المتهمين عدة مرات بعدما وجهت إليهم تهمًا تتعلق بازدراء الإسلام. وفي 14 مايو 2015، قررت محكمة جنح المستأنف بني مزار إخلاء سبيل المدرس القبطي جاد يوسف بكفالة 10 آلاف جنيه، وقامت أسرته بدفع الكفالة لكنه ظل متحفظًا عليه بقسم شرطة بني مزار عدة أيام قبل أن يطلق سراحه. وقد واجه المدرس تعنتًا من جهة عمله حيث امتنعت عن صرف راتبه الشهري أو نصفه كما هو مقرر في القانون في حالة وقف الموظف العام عن العمل، كما رفضت طلب نقله من المدرسة التي يعمل بها إلى أخرى بعد إخلاء سبيله وتهجيره هو وأسرته من القرية وقبل صدور الحكم بإدانته وحبسه ثلاث سنوات وكفالة ألفي جنيه لإيقاف التنفيذ المؤقت في 27 ديسمبر الماضي.

في 27 مايو 2015، قررت محكمة جنايات المنيا إخلاء سبيل ثلاثة من الطلبة المحبوسين، هم مولر عاطف داوود، باسم أمجد حنا، ألبير أشرف حنا، في حين ظل الطالب الرابع كلينتون مجدي يوسف محبوسًا حتى 3 يونيو 2015.

كانت نيابة بني مزار قد قسمت ملف القضية إلى دعويين، الأولى رقم القضية 19794 جنح بني مزار خاصة بالمدرس جاد يونان، إذ أحالت النيابة المتهم وفقًا للمواد 98 (و) و 102 و 161 من قانون العقوبات، وجاء في أمر الإحالة بأنه قام بأداء شعائر الدين الإسلامي بطريقة لا تتفق مع صحيح الدين، وأذاع ذلك بوسيلة من وسائل الإعلام حال كونه مسيحي الديانة بقصد ازدراء الدين الإسلامي. وحددت أول جلسة في 25 أكتوبر 2015، وتم التأجيل للاطلاع والاستعداد لجلسة 6 ديسمبر، حيث حجزت المحكمة القضية للحكم يوم 27 ديسمبر 2015، وصدر الحكم بالحبس ثلاث سنوات وكفالة ألفي جنيه لإيقاف التنفيذ المؤقت.

وخلال جلسات المحاكمة، نفى محامي المتهم القصد الجنائي والفعل المادي للواقعة، حيث لم يقم المدرس بأداء الصلاة، كما لم يوجد ترتيب وإعداد مسبق، وكانت عملية مفاجئة من قبل الطلاب داخل غرفة مغلقة، ولم يتعد زمن التسجيل نصف دقيقة. وطالب الدفاع بعرض الشريط في وجوده للتعليق على محتواه، ومقارنته بتقرير خبير الإذاعة وهو ما رفضته المحكمة.

الدعوى الثانية رقم 350 لسنة 2015 جنح أحداث بني مزار، والمتهم فيها الطلاب مولر عاطف داود، باسم أمجد حنا، كلينتون مجدي يوسف، ألبير أشرف. ووجهت نيابة بني مزار إلى المتهمين تهم إقامة شعائر الدين الإسلامي بطريقة لا تتفق مع صحيح الدين وإذاعة ذلك بوسيلة من وسائل الإعلام حال كونهم مسيحيي الديانة بقصد ازدراء الدين الإسلامي بالتقليد لشعيرة الصلاة من اأجل إحداث فتنة طائفية.

عقدت الجلسة الأولى 8 أكتوبر 2015، وقامت المحكمة بتأجيلها لتاريخ 22 أكتوبر الماضي، ثم حجزت للحكم 31 ديسمبر الماضي مع ضم الحرز، ثم مد أجل الحكم الذي صدر بجلسة الأمس ليصدر الحكم بحبس ثلاثة طلاب خمس سنوات وإيداع الرابع دارًا للأحداث. وقد رفضت المحكمة أيضًا طلب المحامي بعرض شريط الفيديو بحضوره خلال الجلسة لمناقشة محتواه ومقارنته بتقرير الخبير الفني المنتدب لتفريغه.

 

البدايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى