الأخبار

معاش مبكر.. وصورة سيلفي

 

53

صديقتى وزميلتى بالعمل نصحتنى أن أقلدها بأسرع وقت و”أطلع معاش مبكر”، والاكتفاء بالهدوء الذى سوف أنعم به والراحة من تعب المواصلات والهرولة من البيت للعمل ذهابا وإيابا وأنه يمكننا الجلوس على الفيسبوك مثل باقى البشر ولا مانع من التقاط صور لأنفسنا (سيلفى) مثل جارتها أم محمود التى تقضى يومها فى التحدث بالموبايل والشات على الفيسبوك وتويتر، وشراء الطعام الجاهز لأن زوجها تاجرا ميسور الحال ولديها طفل واحد فقط.

لوهلة تخيلت نفسى وأنا أعيش حياتى بدون ضغوط العمل والمطبخ والعيال، وقد أصبح لدى وقت فراغ أقضيه على “فيسبوك” ونتبادل الشات أنا وأولادي وزوجى، الذى لا يملك حسابا على “فيسبوك” ولا أنا .

وصارت المشكلة الكبرى بالنسبة لى كيفية عمل صفحة لى ولزوجى على الفيسبوك بالاستعانة بأبنائى، الذين سخروا من الفكرة ومن المعاش المبكر أيضا.

حاولت الدفاع عن حقى فى المعاش المبكر، لكن تنقصنى الشجاعة وأيضا التليفون المحمول الباهظ الثمن حتى أتمكن من تصوير نفسى (سيلفى) لقد انتشرت تلك الموجة على الجرائد والمجلات، حتى أن هناك ناس عادية قد اشتهروا بسبب تلك الصور.

تراجعت عن فكرة المعاش المبكر وأيضا الصور السيلفى، واكتفيت بزيارة صديقتى التى تبدأ حياة جديدة بعد المعاش، وهى ترى أنها بهذا تتيح الفرصة لغيرها من الشباب ليعمل بعد أن أخذت نصيبها من العمل والشحططة بين وسائل المواصلات!

حينما درست الموقف جيدا وابتعدت قليلا عن صديقتى وجدت أن فكرة المعاش المبكر لا بأس بها لكنها ليست عملية لسد بعض احتياجات البيت، إذ يساعد مرتبى وهو مثل النواة التى تسند جرة الماء كما تقول جدتى، حيث إن مرتب زوجى من مصلحة الضرائب يكاد يكفى الاحتياجات الأساسية بالكاد لذلك تراجعت عن الفكرة رغم توبيخ صديقتى التى لا تعرف الكثير عن ظروفى.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى