الأخبار

ارفعوا أيديكم عن مركز مجدى يعقوب

7

ليس النجاح أن تسطو على كيان ناجح، وتحاول أن تنسبه إليك، بل النجاح هو أن تعرف لماذا هذا الكيان ناجح، وتحاول أن تستفيد من عناصر نجاحه وتنقلها إلى أى كيان آخر.

هناك معركة مشتعلة الآن بين مركز مجدى يعقوب بأسوان، ووزارة التعليم العالى، التى تريد أن تلحقه بجامعة أسوان.

على الفور تشكلت جبهات مناهضة لهذا الإجراء، ونُظمت مؤتمرات وندوات من أبناء أسوان، الذين رفضوا هذه الفكرة تمامًا، وهذا التحرك الشعبى، إنما جاء من وحى ضمائرهم. فالمستشفى لا يخدم أبناء أسوان فقط، بل كل أبناء مصر، لكنهم بوعيهم أدركوا أن أى صيغة غير الصيغة الموجودة حاليًا، يمكن أن تُدمر هذا الصرح الطبى الذى يلجأ إليه القاصى والدانى، آملين الشفاء من رب العالمين.

هذا المستشفى الذى يُدار بشكل علمى ليس فقط لتلقى العلاج، بل أنه صرح علمى، ينمى فيه الأطباء أدواتهم المعرفية والبحثية، مما يؤهلهم لصقل خبراتهم، كما أنهم يلتقون مع شخصية هى “بيت الخبرة” وأقصد د. مجدى يعقوب الذى تتعلم منه، بمجرد أن ينطق، دونما حتى أن تلتقى به مباشرة، هو من الشخصيات المؤثرة فى حياة الكثير من البشر، ليس فقط من يداويهم ولكن من ينظر إليه باعتباره القدوة والرمز فهو الرمز لتكوين الذات.

مجدى يعقوب لم يصبح هذا الاسم، إلا بعد أن بذل الكثير من الجهد والعرق، فهو بلا شك رمز لقيمة العلم، وكيف أن العالم فى مجاله يستطيع أن ينقل مجتمعه، فمجدى يعقوب نموذج فذ لإنكار الذات والسعى الدائم لنقل وطنه خطوات للأمام.

من هذا المنطلق لا يمكن أن نسكت على محاولة هدم مركز مجدى يعقوب، فضمه لجامعة أسوان فى ظل الظروف التى تعانى منها الجامعات، تجعلنا على يقين أن هذا الأمر يؤدى إلى تراجع المركز خطوات كثيرة للوراء، ولو عقدنا مقارنة دقيقة بين سير العمل فيه وبين أى مستشفى جامعى، سنجد الفرق شاسعا.

رأفة بهؤلاء الأطفال وهم فى مقتبل العمر، ويساعدهم هذا المركز بعون من الله وتوفيقه على تجاوز محنتهم، فنسبة الشفاء فيه توازى النسب العالمية، فإذا كنا نريد خيرًا فعلينا أن ندرس لماذا نجح هذا المركز نجاحًا مدويًا، وننقل عناصر النجاح إلى أماكن أخرى، لا أن نسعى لضم منظومة ناجحة لمنظومة أقل منها، يجب أن نكون واضحين، فلا يجب المساس بهذا المركز العالمى على الأراضى المصرية.

مبتدأ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى