فن وثقافة

تفاصيل مسرحية العيد

 

 

يوجد الفنان محمد رمضان خلال موسم عيد الفطر هذا العام، بعيداً عن السينما وصندوق الإيرادات وحروب التوزيع، بعد أن بدأ عرض مسرحية «أهلاً رمضان» مع أول أيام عيد الفطر على مسرح الهرم، ويشارك فى بطولة المسرحية روجينا، وأحمد فؤاد سليم، وشيماء سيف، وحسام داغر، تأليف وليد يوسف، وإخراج خالد جلال.

محمد رمضان: اشترطت فى العقد عدم تصوير المسرحية قبل 5 سنوات لإنعاش المسرح

وأشار الفنان محمد رمضان إلى أن المسرحية تدور فى إطار كوميدى اجتماعى، فى القصر الذى يعمل فيه «رمضان» كخفير، ويرصد من خلال أحداثه العلاقات الطبقية التى تجمع ملاك القصر بالعاملين، بالإضافة إلى الإشارة للطبقة المتوسطة التى أوشكت على الاختفاء، من خلال شخصية سكرتيرة مالك القصر.

وقال «رمضان»: «القصر يعبر عن مصر، وترصد المسرحية العلاقات بين كل هؤلاء الأفراد، خاصة بعد أن تحدث مجموعة من المفاجآت، ويجد «رمضان» نفسه وريثاً لهذا القصر، وأنا سعيد بتلك التجربة، بسبب رغبتى فى تقديم عمل كوميدى، خاصة أن بدايتى كانت مع الفنان سعيد صالح، ووصفنى فى أكثر من لقاء بـ«نجم الكوميديا المقبل»، ولكن الظروف وعدم حريتى فى اختيار الأدوار وقتها، جعلت المخرجين يحصروننى فى أدوار بعيدة عن الكوميديا، مثل فيلم «احكى يا شهرزاد»، وحتى الآن لم أقدم عملى الكوميدى الأول».

وأضاف «رمضان» لـ«الوطن»: «أعتبر المسرح صلة رحم فنية للممثل، ولذلك طوال حياتى لم أنقطع عنه نهائياً، خاصة أنه شهد بدايتى كممثل، بالإضافة إلى أن نسبة كبيرة من النجوم كان مولدهم الفنى على خشبة المسرح، وفى عامى 2010، و2011 قدمت مسرحية «فى إيه يا مصر»، وفى 2014 قدمت «رئيس جمهورية نفسه»، التى حققت أعلى إيراد يومى فى تاريخ مسرح الدولة، ولكن لم يعرف عنها الكثير لأنها قطاع عام، وفى 2016 نقدم «أهلاً رمضان»، بعد أن قام المنتج عماد زيادة بحملة دعاية كبيرة، سواء فى الشارع أو من خلال الإعلانات التليفزيونية، خاصة أن المسرحية تعرض على مسرح مهم فى تاريخ القطاع الخاص، لم يقف على خشبته سوى الفنان عادل إمام، وخلال العمل أتعاون مع مجموعة مهمة سواء المخرج المسرحى خالد جلال، أو مهندس الديكور عمرو عبدالله، والمؤلف وليد يوسف، بالإضافة للملحن عمرو مصطفى، الذى اعتمد على مجموعة من الكتاب الشباب فى تقديم أغنيات المسرحية».

وتابع: «تقديم عمل للمسرح هو مسئولية علىَّ كممثل، خاصة أن صناعة المسرح تعانى منذ فترة طويلة، ومجموعة كبيرة من مسارح القطاع الخاص مدمرة بالكامل، حتى مسرح الهرم كان مغطى بالغبار، والمقاعد مهشمة وفى حالة سيئة، ومن المنظور الإنسانى المسرح مصدر رزق لمجموعة كبيرة من العاملين، سواء عمال الديكور، والإضاءة، والصوت، وموظفى المسارح، بالإضافة إلى أنها كانت من عوامل تنشيط السياحة، فأنا ممثل ولدىَّ جمهور، لماذا لا أقدم مسرحاً فى ظل الظروف السيئة التى تعانيها تلك الصناعة، بالرغم من أنه يحتاج إلى مجهود كبير، والعائد المادى ليس كبيراً، فالأجر الشهرى قد لا يساوى حلقة فى برنامج، ولكن الأمر لا يقاس بهذا الشكل، الفكرة تتلخص فى مدى إخلاصك لعملك، وفنك، وجمهورك، وعودة المسرح مرة أخرى هى نجاح بالنسبة لى، وأرجو بعد نجاح الرواية أن يتشجع الفنانون فى تقديم أعمال مسرحية، وتعود المسارح للعمل مرة أخرى وتجدد، ولذلك طالبت فى العقد بعدم تصوير الرواية تليفزيونياً إلا بعد خمس سنوات من عرضها».

وأرجع «رمضان» الوضع السيئ الذى يعانيه المسرح إلى ابتعاد جيل الوسط عن المسرح لفترة طويلة، وقال: «كان هناك جيل وهب حياته كلها للمسرح، سواء عادل إمام، أو سعيد صالح، أو سمير غانم، أو محمد صبحى، حتى الفنان محمود عبدالعزيز قدم مجموعة من الأعمال المسرحية، وبعد توقفهم حدثت فجوة فى المسرح وتعرض للأزمة الحالية».

وأكد المؤلف وليد يوسف أن العمل على كتابة مسرحية «أهلاً رمضان» استغرق ما يقرب من عام كامل، حتى تخرج فى النهاية بالشكل المطلوب الذى يرضى عنه.

وقال «يوسف»: «أنا لست غريباً على المسرح، خاصة أن بدايتى كانت من خلال المسرح، وقدمت أكثر من تجربة سواء فى القطاع الخاص أو القطاع العام، وكانت آخر التجارب المسرحية عام 2003، فى عمل من إخراج الدكتور أشرف زكى، بالإضافة إلى مجموعة من المؤلفات والجوائز عن المسرح، ولكن التركيز الأكبر فى الفترة الأخيرة كان على الدراما والسينما، والعرض المسرحى لم يعتمد على الرمزية، بل قدمنا العناصر بشكل مباشر، وكل النماذج الحقيقية للشباب فى مصر، سواء «المضحوك» عليهم باسم الدين، أو «الكيف»، والشعارات السياسية الرنانة، وناقشنا مجموعة من المشاكل التى تواجه المجتمع المصرى بشكل عام والشباب بشكل خاص».

وأضاف «يوسف» لـ«الوطن»: «فكرة أن نقدم عملاً على مسرح الهرم، الذى قدم عليه عادل إمام مسرحية استمرت لمدة 20 عاماً هى مسئولية فى حد ذاتها، وبالتالى عند العمل على «أهلاً رمضان»، كان هناك تحدٍ بأن لا نقل عن مستوى الأعمال التى قُدمت من قبل، بالرغم من طموحنا لتقديم نجاح أكبر، وبالفعل وجدت لدى محمد رمضان، والمنتج عماد زيادة نفس الحماس، وبالتالى سنقدم عرضاً لا يقل عن عروض «برودواى»، حيث يضم استعراضات جيدة وديكوراً مختلفاً، مما خلق سباقاً داخلياً فى أن يقدم كل منا أفضل ما لديه فى العنصر الخاص به، بجانب السباق الخارجى فى قدرتنا على إعادة الجمهور للمسرح مرة أخرى من خلال العرض».

وتابع: «هناك علاقة سابقة تجمعنى بالفنان محمد رمضان قبل احترافه الفن، بعد أن قدم مسرحية عن عمل من أعماله فى مدرسة السعيدية، كما يجمعنى العمل بصديقى خالد جلال، فى أول تعاون بيننا بالرغم من وجود مشاريع سابقة، إلا أن الظروف لم تكن مناسبة، آخرها العام الماضى عندما اعتذر عن عدم تقديم عرض «غيبوبة»، ولكن نجحنا فى العمل معاً، بالإضافة لوجود «روجينا»، التى قدمت آخر أعمالى المسرحية معها، فنحن بمثابة عائلة واحدة فى العمل».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى