الأخبار

“السيدة الأولى” أرهقنى

69

• أحضر لفيلم “المطبعة” مع السيناريست عبد الرحيم كمال وأسعى للتميز سينمائيا مثلما حدث فى الدراما

استطاعت النجمة غادة عبدالرازق أن تضع نفسها فى مقدمة فنانات جيلها، بعدما حفرت اسمها فى قلوب فئة كبيرة من مشاهدى الدراما الرمضانية، لتصبح من أهم نجمات الدراما اللاتى ينتظر الجمهور أعمالهن كل عام، غادة خاضت السباق الرمضانى الحالى بمسلسل «السيدة الأولى»، الذى انتشرت حوله الشائعات منذ بداية تحضيره بأنه يتناول قصة سوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق، ولكن اتضح بعد عرض العمل، أنه لا يحاكى قصص أحد من زوجات الرؤساء السابقين، فضلا على قدرته على تحقيق نجاح كبير وسط زخم درامى ضخم، عن هذا العمل وكواليس تحضيره وأعمال النجمة غادة عبدالرازق الجديدة كان لنا معها هذا الحوار.

بداية لماذا استمر تصوير مسلسلك «السيدة الأولى» حتى نهايات شهر رمضان بالتزامن مع عرضه؟

– العمل فى مجمله جديد وصعب فى كل شىء، بداية من الكتابة والتحضيرات الأولية، وبروفات الممثلين المشاركين، فضلا على شخصية «السيدة الأولى» التى أجسدها، وهو ما استغرق وقتا طويلا فى التصوير، حيث احتاج العمل مجهودات كثيرة من كل فرد بالمسلسل، فكل شخصية بالعمل بها تنقلات كثيرة ومختلفة، إضافة إلى الديكورات والملابس التى احتاجت مجهودا كبيرا جدا، وهذا ما حرصت عليه أنا ومخرج العمل محمد بكير، على أن نأخذ وقتنا فى تحضيره، حتى نقدم شيئا جيدا للجمهور يستحق المشاهدة، وأتمنى أن يكون هذا المجهود وصل للمشاهدين.

ما هى أبرز الصعوبات التى واجهتك عند تجسيد شخصية «مريم» فى «السيدة الأولى»؟

– صعوبات كثيرة ومتعددة، فهذا النمط من الشخصيات لم أجسد مثله من قبل سواء فى الدراما التليفزيونية أو السينما، ومنذ أن وصلتنى الحلقات الأولى من العمل، وجدت أنها تحتاج لتحضير طويل، وتمثلت الصعوبات فى اختيار طريقة مشى معينة للسيدة الأولى، فضلا على الملابس والتصرفات وعلاقتها بمن حولها، بالإضافة إلى البروتوكلات التى من المفترض أن تسير عليها «السيدة الأولى»، كل هذه الأشياء وضعتها فى ذهنى منذ الوهلة الأولى، حتى أستطيع أن أقدم شيئا محترما يستحق المشاهدة والمنافسة، خاصة أننى الحمد لله، أصبح لى جمهور عريض ينتظر منى كل ما هو جديد، وهذا الجمهور دائما أضعه أمام أعينى، وأبحث دائما عن الجديد من أجله، خاصة أن الجمهور، وبالتحديد فى مصر، أصبح على قدر كبير من الثقافة والوعى، ويعرف جيدا من هو الذى يقدم له فنا راقيا يستحق المشاهدة، ومن هو الذى يستخف بعقله ويقدم له فنا رديئا، ولا أنكر أن دور «مريم» أرهقنى نفسيا وعقليا وعصبيا، نظرا للانفعالات المركبة التى تحملها الشخصية، والانتقال بين انفعالات متناقضة من مشهد لآخر.

منذ الإعلان عن هذا المسلسل توقع البعض أنك تجسدين شخصية «سوزان مبارك».. فهل من الممكن أن تتقمصى دورها فى يوم ما؟

– بالفعل منذ أن أعلنت عن هذا المسلسل توقع كثيرون وكتبوا أن غادة تجسد شخصية سوزان مبارك، وهذا لم يحدث على الإطلاق، والمسلسل يعرض الآن، ومن شاهده أدرك أن العمل ليس له علاقة من بعيد أو من قريب بزوجة الرئيس الأسبق مبارك، أو بأى من زوجات الرؤساء السابقين، فالأحداث كلها من وحى خيال المؤلفين ياسر عبدالمجيد وعمرو الشامى، وفيما يتعلق بتجسيدى لشخصية سوزان مستقبلا فأنا ممثلة وأستطيع تجسيد جميع الأدوار بشرط أن يكون الورق جيدا، وأنا عموما لا أميل لمسلسلات السير الذاتية، لأن الحكم دائما يكون عليها ظالما.

شخصيتك بالعمل تمتلئ بالقوة والعناد والعزيمة، فهل هذه السمات تتوفر فى المرأة المصرية من وجهة نظرك؟

– بالفعل أرى أن المرأة المصرية أصبحت على قدر كبير من القوة، وأنا شخصيا أرمز من خلال شخصية «مريم» إلى المرأة المصرية، التى من المفترض أن تكون قوية أكثر من ذلك، بعد أن أصبح لها دور إيجابى ومشاركة فعالة فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما أن نظرة المجتمع للمرأة لابد أن تتغير بعدما أصبحت وزيرة وسفيرة وقاضية، فنساء مصر أثبتن أنهن قادرات على النجاح فى أى مكان يتواجدن فيه.

عاش الشعب المصرى على مدى عقود طويلة وهو يرى أن «السيدة الأولى» فى مصر تأمر وتتحكم ويكون لها سلطة كبيرة، خصوصا بعد الحديث عن سطوة سوزان مبارك.. فهل ترين أن دورها اختلف الآن؟

– بالطبع دور «السيدة الأولى» فى مصر اختلف تماما منذ ثورة 25 يناير، واختلف أكثر وأكثر بعد ثورة 30 يونيو، فكلنا شاهدنا الرئيس عدلى منصور هذا الرجل المحترم، لم ير المصريون زوجته ولو لمرة واحدة، فمن المؤكد أن «السيدة الأولى»، لن تكون مثل ما رأيناها من قبل على مدى عصور التاريخ المصرى، وسيقتصر دورها على المشاركة الاجتماعية والسياسية العادية مثل باقى السيدات المصريات.

على مدى الثلاثة المواسم الرمضانية الماضية من خلال مسلسلات «حكاية حياة» و«مع سبق الإصرار»، وأخيرا «السيدة الأولى» خرجت من ثوب المرأة الشعبية.. فهل من الممكن أن تعودى لتجسيدها مرة أخرى؟

– بالفعل أنا أميل لتجسيدها بشدة، والحمد لله حققت نجاحا كبيرا من خلالها مع مسلسلات «الباطنية» و«زهرة وأزواجها الخمسة» و«سمارة»، وبالعكس ليس لدى موانع أن أعود لتجسيدها مرة أخرى، بشرط أن أجد الورق الجيد الذى أستطيع من خلاله تقديم جديد، وليس لمجرد العودة لتجسيدها والسلام، فالمرأة الشعبية بمصر مليئة بالقصص والحكايات، فكل سيدة فى أحياء مصر المختلفة لديها قصة معينة وتفاصيل مختلفة عن الأخرى تحتاج لمسلسل، لكن أين هو المؤلف الذى يستطيع أن يستغل هذا ويقدم العمل الجيد الذى يكون مختلفا عن الآخر، فمثلا الزعيم عادل إمام قدم من خلال سلسلة أفلام طويلة شخصية الموظف المطحون الشعبى البسيط من خلال أفلام مثل «شعبان تحت الصفر» و«رمضان فوق البركان» و«غاوى مشاكل»، وغيرها، وكل هذه الأفلام تتحدث عن الموظف الشعبى البسيط، ولكن كل شخصية منها مختلفة بشدة عن الأخرى.

السباق الرمضانى الحالى ممتلئ بكبار النجوم والنجمات الذين ينتمون لأجيال مختلفة، فكيف رأيت هذه المنافسة؟

– هذا شىء أسعدنى للغاية، فأنا من عشاق المنافسة ولا أخشاها على الإطلاق، فحينما أتواجد بعمل درامى فى سباق رمضان بجانب نجوم كبار أمثال الزعيم عادل إمام والساحر محمود عبدالعزيز والنجم يحيى الفخرانى، إضافة إلى النجوم الشباب أمثال أحمد عز ومصطفى شعبان وعمرو سعد وغيرهم، فضلا على نجمات مثل يسرا وليلى علوى ونيللى كريم وغيرهن، أكون سعيدة بشدة، لأن الفنان أو الفنانة حينما ينجح وهو يتواجد فى منافسة مع نجوم كبار يكون النجاح له مذاق خاص، لكن حينما أتواجد وحدى فسيكون النجاح مملا، وليس له معنى، لأنك تنافس نفسك وتتواجد بمفردك فى الملعب.

وهل عرض أعمالك حصريا على مدى المواسم الماضية حتى الآن يغضبك أم تجدين أنه فى صالحك؟

– العرض الحصرى لأى عمل من المفترض أنه يُعرض صاحبه للظلم، لأنه يفرض على الجمهور مشاهدة المسلسل على قناة واحدة وفى أوقات معينة، وهذا شىء يخص المنتج وحده، لأنه هو الذى يقرر هذا، لكن الحمد لله استطاعت أعمالى أن تحقق نجاحا كبيرا على مدى المواسم الماضية وحتى الآن، وهذا يعود لفضل الله أولا، ثم عرضه على قناة لها جمهور عريض مثل CBC، بالإضافة إلى ثقة جمهورى فى أعمالى التى أقدمها له، وهناك أعمال كثيرة يتم عرضها على فضائيات متعددة، ولكنها لا تنال أى نسب مشاهدة ولا تنال استحسان الجمهور، لأن الجمهور كما قلت لن يقبل على البضاعة الرديئة، وسيذهب للجيدة أينما كانت.

وماذا عن تعاونك مع كتاب جدد مثل ياسر عبدالمجيد وعمرو الشامى فضلا على تعاونك للمرة الأولى مع المخرج محمد بكير؟

– مصر «ولادة» بمعنى الكلمة، فدائما أفاجأ بكتاب جدد موهوبين، وكذلك مخرجون شباب متميزون، وهذا ما توصلت إليه من خلال تعاونى مع الكاتبين الشابين ياسر عبدالمجيد وعمرو الشامى، وكذلك المخرج محمد بكير، فاستمتعت بالعمل معه بشدة، فهو مخرج واع وموهوب، ويهتم بأدق التفاصيل، وبذل جهدا كبيرا فى هذا المسلسل، بداية من فترة تحضيره حتى آخر أيام تصويره، فكان حريصا على أن يخرج كل شىء بشكل جيد من ديكورات وملابس، فضلا على اهتمامه وحرصه الدقيق على اختيار اللوكيشنات المقرر التصوير فيها.

بعد مرور 25 يوما من شهر رمضان كيف تلقيت ردود أفعال الجمهور على العمل؟

– تلقيتها بسعادة بالغة، فالحمد لله تلقيت ردود أفعال أدهشتنى منذ عرض الحلقات الأولى، ورأيت أن الأهداف التى أرغب فى توصيلها للجمهور من خلال المسلسل وصلت له بالفعل، وتفهم القصة التى قدمتها بكل ما تحمله من معان.

وكيف تستقبلين آراء النقاد والجمهور؟

– الجمهور والنقاد هم «الترمومتر»، الذى أقيس به نجاحى، وهم سر التحول فى غادة، والسبب فى اختياراتى المتنوعة، فدائما أهتم بآراء جمهورى، وأستنير بآراء النقاد، وهو ما جعلنى أذهب لمنطقة بعيدة جدا فى كل عمل أقدمه، فحينما قال بعض النقاد «إننى لن أستطيع الخروج من إطار الفتاة الشعبية»، وذلك بعد نجاحى فى تقديمها، بدأت فى تغيير اختياراتى تماما، فحينما ترى شخصيتى فى مسلسل «مع سبق الإصرار»، المحامية الأرستقراطية فستجده مختلفا تماما عن الفتاة الشعبية فى «الباطنية»، ستجده أيضا ليس لها علاقة بدور «مريم» فى «السيدة الأولى».

وماذا عن أعمالك السينمائية الجديدة، فسبق أن أعلنت أن لديك أكثر من مشروع سينمائى ولم يظهر أى شىء منها حتى الآن؟

– دائما تأخذنى أعمالى الدرامية، فالمسلسل الذى أقدمه كل عام يستغرق منى وقتا طويلا، بدءا من اختيار القصة مرورا بالتحضيرات والبروفة والتصوير، فكل هذا يستغرق أشهرا طويلة، يأخذنى من أعمالى السينمائية، وأنا لدىّ بالفعل سيناريوهات كثيرة سينمائية لم أشرع فى التحضير لها بالفعل، ولكن استقررت مؤخرا على سيناريو فيلم بعنوان «المطبعة»، يواصل كتابته السيناريست عبدالرحيم كمال، وسبب قلة أعمالى فى السينما مؤخرا هو حرصى على الظهور بشكل جديد ومختلف، كما أحرص على هذا فى الدراما، ولن أنكر أن السينما بالنسبة لى شىء مهم أتمنى التميز فيه بتقديم أعمال مختلفة خلال الفترة المقبلة، ولابد ألا نغفل أن السينما عانت ركودا واضحا خلال الـ4 السنوات الأخيرة، لما مرت به البلاد من عدة أزمات، سواء كانت سياسية أم اقتصادية وأمنية.

بعيدا عن الفن وانشغالك المستمر به كيف ترين حال البلاد الآن على المستوى السياسى؟
– رغم انشغالى الدائم بالفعل بأعمالى الفنية وبأسرتى، فإننى متابعة جيدة لكل ما يدور على الساحة السياسية، وقد حزنت بشدة على جنودنا الشرفاء الذين راحوا ضحية الحادث الإرهابى الغاشم الغادر بالوادى الجديد، وأطالب جميع المصريين بالدعاء لهم، لأنهم خير أجناد الأرض، وأنا أرى أن الرئيس السيسى لن يهدأ له بال حتى يعيد لأهل الشهداء حق أبنائهم، وأدعو الله أن يعينه على المسؤولية الكبيرة التى أمامه، وأطالب المصريين جميعا بالصبر بعض الشىء، حتى يستطيع الرئيس تحقيق برنامجه الانتخابى على أفضل وجه، فنحن اخترناه بكامل رغبتنا وبقناعة تامة، ومتأكدة أنه سيكون على قدر وعده للمصريين، وسيسعى للقضاء على الفقر والبطالة بالبلاد، بل سيضعها فى المقدمة.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى