“أطباء” يطالبون بسحب منتجات “جونسون”من الاسواق

أثارت الأحكام القضائية، التي أصدرتها محاكم أمريكية، ضد شركة “جونسون أند جونسون” العالمية، بتغريمها أكثر من 72 مليون دولار، وحالة من القلق والتوتر بين المستهلكين حول العالم وفي والأوساط الطبية؛ بعد ثبوت أن منتجات الشركة، كانت السبب في وفاة حالتين.

وتطارد الشركة الآن أكثر من 1200 دعوي قضائية، في ولايتي “ميسوري” و” نيوجيرسي” للحصول علي تعويضات.

حالة القلق والتوتر، التي انتابت مستهلكي “جونسون” حول العالم، وصلت إلي مصر، والتي تتربع فيها الشركة، علي عرش منتجات الأطفال حديثي الولادة، والتي تعتمد عليها أسر كثيرة بشكل أساسي للعناية بالأطفال.

فيما رفض مقر شركة جونسون أند جونسون في مصر في اتصال هاتفي مع “بوابة الأهرام” التعقيب علي ما نُسب إلى منتجاتهم والدعاوي القضائية المقامة ضدهم.

قال الدكتور هاني الناظر أستاذ الأمراض الجلدية، ورئيس المركز القومي للبحوث السابق، إن جميع المنتجات المتواجدة بالسوق، التي تنتجها الشركات مثل “الشامبو ومستحضرات التجميل والمناديل المبللة “الوايبس” تسبب أضرارًا لمستخدميها على المدى البعيد، مشيرًا إلى أنه لا يوجد بحث علمي واحد، يثبت أضرار هذه المنتجات بشكل رسمي، ويمنع تداوله من الأسواق.

وأضاف الناظر لـ”بوابة الأهرام”، أن الضجة المثارة حول شركة “جونسون” في أمريكا، ما هي إلا حرب بين شركات الدواء، معتبرًا ما يتم تناوله عن الشركة، يشوبه التهويل لتحقيق مصالحة لشركات أخري تعمل في نفس المجال.

ونصح رئيس المركز القومي للبحوث السابق، الأمهات في مصر بعدم استخدام مناديل “الوايبس” للأطفال، لاحتوائها على مركبات كيميائية تسبب التهابات الجلد، وطالب الأمهات باستخدام “القطنة والماء” للتنظيف فقط .

كانت محكمة دائرة “سانت لويس” قد أصدرت حكمًا لصالح أسرة جاكلين فوكس، وتعويضها بـ 10 ملايين، بعد ثبوت وفاتها نتيجة استخدامها لمنتجات شركة جونسون، بالإضافة لـ 62 مليون دولار، تعويضًا تأديبيًا للشركة، وعقب صدور هذا الحكم، رفع نحو 1000 قضية ضد الشركة في ميسوري، و200 آخرين في نيوجيرسي الأمريكية.

أما الضحية فهي سيدة تدعي “فوكس”، أصيبت بسرطان المبيض، والذي أدي لوفاتها عن عمر يناهز 62 عامًا في أكتوبر الماضي، وقد ثبت استخدامها لبودرة جونسون للأطفال، علي مدار 35 عامًا، وهو ما أثار حالة من الصخب والغضب ضد الشركة في أمريكا.

الدكتور على عوف رئيس الشعبة العامة للأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، طالب وزارة الصحة باتخاذ قرار بسحب كافة منتجات جونسون آند جونسون من السوق المصرية، بعد إصدار المحاكم الأمريكية، أحكامًا قضائية نهائية، بالتعويض لتسبب منتجات الشركة، في وفاة أكثر من شخص، ومطاردة الشركة بالدعاوي القضائية.

وأكد الدكتور محمود فؤاد، رئيس المركز المصري للحق في الدواء، أن إدارة “اليقظة” بوزارة الصحة، يجب عليها التدخل لحماية المصريين، وإصدار قرارات سريعة، بسحب الأدوية التي يثبت تسببها في إحداث أضرار من السوق، وأوضح أن الأدوية التي يصدر بشأنها في بعض الدول بالخارج، قرارات بسحبها وإعدامها لتسببها في أضرار، لا يتم اتخاذ قرار فوري بشأنها في مصر، إلا بعد مرور عدة أشهر وأحيانًا سنوات، وهو ما يتسبب في أضرار صحية جسمية للمصريين.

وأشار فؤاد لـ “بوابة الأهرام”، إلى أن مركزه طالب وزارة الصحة أكثر من مرة، بسحب بعض الأدوية التي ثبت تسببها في أضرار للمستهلك بالخارج، إلا أن الوزارة ترجئ اتخاذ قرار بسحب هذه الأدوية، بحجة إجراء أبحاث عليها.

أمهات كثيرات يلجأن إلى استخدام الحفاضات للأطفال وكذلك الشامبو والمناديل المبللة، وأكدت الدكتورة رحاب عبد الله استشاري الجلدية والليزر، خطورة استخدام تلك المنتجات للأطفال لما تحتويه من منتجات كيميائية ضارة بجلد الأطفال.

وأشارت إلى أنه ليس هناك منتجات آمنة ومنتجات غير آمنة ،فجميع المنتجات بها تركيبات كيميائية ضارة لذا يجب استخدامها بنسب بسيطة وعلى فترات طويلة, ونصحت الأمهات الابتعاد قدر الإمكان عن استخدام الحفاضات في فصل الصيف، واستخدامها عند الضرورة فقط.

كارول جودريتش، المتحدثة باسم الشركة، قالت في تصريحات صحفية سابقة إن الشركة تناقش خطواتها القانونية القادمة، مشيرة إلى أن الحكم يتعارض مع دراسات علمية صحيحة استمرت لعقود تثبت المنتجات كمكون لمستحضرات التجميل، مستشهدة بأبحاث أعدتها الإدارة الأمريكية للأغذية والدواء والمعهد القومي للسرطان.

وفي سياق متصل، أكد تقرير نشر علي موقع “هيلث فوود هاوس” الأمريكي، أن منتجات “جونسون آند جونسون” للأطفال، يدخل في تركيبها مواد كيميائية تسبب السرطان، وتؤثر على الجهاز المناعي للأطفال على المدى البعيد.

وأشار تقرير الموقع، إلى أن المركبات السامة المتواجدة في منتجات جونسون، هي مادة التوكسين التي تعمل على تهيج الجلد وضعف الجهاز المناعي، وهو ما يتسبب في تعرض الطفل لمشاكل صحية خطيرة، هذا بالإضافة لمادتين أكثر ضررًا يتم استخدامهما في منتجات جونسون، هما فورمالديهيد “المادة الحافظة ” وكواتيرنيوم 15، واللتان تتسببان في الإصابة بالسرطان، وتهيج البشرة ومادة الديوكسين 1.4.

ونشرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية عن نورا فريمان انغستورم أستاذة القانون بجامعة ستانفورد أن الحكم الذي صدر بتغريم جونسون 72 مليون دولار سيتم تنفيذه، حيث إن المحاكم العليا في البلاد تهتم بتشديد الأحكام العقابية نتيجة الإضرار بالمستهلكين مؤكده أنه من الصعب التراجع عن الأحكام الكبرى لهيئة المحلفين خلال الاستئناف، مشيرة إلي أن الحكم لا يبشر بالخير علي الإطلاق للشركة.

الاهرام