الأخبار

الرقابة تمنع «آلهة وملوك» دون عرضه على الأزهر

 

106

 

 

حلقة جديدة من مسلسل الصدام بين الإبداع والدولة، بمؤسساتها، سواء كانت وزارة الثقافة وهيئاتها، أو المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر، بعد طرح فيلم “الخروج: آلهة وملوك”، والذى كان من المنتظر عرضه فى اليوم الأخير من ديسمبر الجارى.

رئيس «الرقابة»: منعنا الفيلم لأخطاء تاريخية.. وآخر ما نفكر فيه الكفر

الفيلم يعتبر اليهود شعب الله المختار.. ويدعى بناءهم الأهرامات

مخرج «آلهة وملوك»: النصوص المقدسة لا تعطى تصورًا معينًا عن الله.. والتوراة أغفلت أجزاء من قصة موسى

وأعلن عبد الستار فتحى، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، اليوم الإثنين، عن قرار جهاز الرقابة بمنع فيلم آلهة وملوك، الذى يجسد شخصية موسى، دون إرساله للأزهر، مضيفًا أن أى فيلم لا يتم إرساله للأزهر إلا إذا كان به مشكلة خاصة بالتفسير الدينى، أما مشاكل هذا الفيلم تاريخية، ولذلك منعه الجهاز مباشرةً.

وأضاف فتحى أن أبرز الأخطاء التاريخية التى وقع فيها الفيلم إظهاره اليهود باعتبارهم شعب الله المختار، وأنهم من بنوا الأهرامات وأبو الهول، كذلك شق البحر بسبب زلزال، وليس بعصا موسى، مشيرًا إلى أن الذات الإلهية مجسدة فى شكل طفل بالفيلم، وهذا لا يجوز دينيًا، ولا يحتاج أحد لرأى الأزهر فى أمر كهذا، لمنع مثل هذه الأعمال.

وأكد رئيس جهاز الرقابة أن فيلم موسى لا يختلف عن أى فيلم آخر، ولا يعنى الجهاز انشغال الجمهور به، أو انتظاره فى ليلة رأس السنة، ومادام به تفاصيل خاطئة تجعل جهاز الرقابة يرفضه، يحدث ذلك على الفور.

فرعون وسيدنا موسى بفيلم “آلهة وملوك”

وتابع فتحى: “يتعامل الفيلم مع موسى باعتباره جنرالًا وليس نبيًا، ولذلك كان التكفير آخر ما نفكر فيه، إلا أن شق البحر حسمه القرآن، ولا يجوز طرح رؤى مختلفة فى هذا الشأن، بجانب إظهار المصريين كمجموعة من الغوغائيين المعتدين على اليهود المسالمين، وهو ما رفضه الجهاز احترامًا لمشاعر المصريين، ولكذب هذه الادعاءات”.

تعرض لفيلم لهجوم دينى غربى، ورغم ذلك الهجوم الذى شنته العديد من المؤسسات الدينية اليهودية والمسيحية فى الولايات المتحدة الأمريكية على الفيلم، إلا أن الفيلم تربع على قائمة شباك التذاكر الأمريكى محققا أرباح بلغت 80 مليون دولار، بعد أيام قليلة من عرضه.

مخرج الفيلم علّق على هجوم إحدى المؤسسات الحاخامية فى الولايات المتحدة على فيلمه، قائلًا: “النصوص المقدسة لا تعطى تصورًا معينًا عن الله، والتوراة أغفلت أجزاء مهمة فى قصة خروج موسى، ولذلك فعلى الفنانين والمخرجين أن يضعوا التصور الخاص بهم، وأن يروا الله مثلما يعتقدون”، وكان مخرج الفيلم قد اختار الصبى إسحاق أندروز للأداء الصوتى لدور الله فى مشهدين فقط بالفيلم.

مواجهة بين موسى وفرعون فى “آلهة وملوك”

منع فيلم موسى، ومن قبله قبل وقت قليل “نوح”، يعيد للأذهان تاريخ من منع للأفلام الدينية، وكان أبرزها:

الرسالة

بوستر فيلم الرسالة

البداية كانت عام 1977 حينما تم طرح فيلم “الرسالة” للمخرج السورى، الأمريكى الجنسية، مصطفى العقاد، وهو الفيلم الذى أثار جدلًا واسعًا أدى إلى أن تم منعه من العرض فى الدول العربية حتى فترة قريبة، بسبب تجسيده لشخصية حمزة بن عبد المطلب، عم النبى، وهو الدور الذى قام به الفنان الراحل عبد الله غيث فى النسخة العربية للفيلم، والفنان العالمى أنتونى كوين فى نسخته الأجنبية.

فعلى الرغم من أن الفيلم لم يقم بتجسيد أى من الأنبياء أو حتى الخلفاء الراشدين، إلا أن الأزهر فى هذا الوقت تراجع عن موافقته على قصة الفيلم، وقام بمنع عرضه بدعوة أنه يجسد شخصية حمزة عم الرسول، وهو من أهل الجنة.

آلام المسيح

آلام المسيح

ومنذ السبعينيات لم يحدث جدل حول مسألة تجسيد الصالحين فى الأعمال الفنية، حتى جاء طوفان الجدل فى عام 2004 بعدما عرض فيلم “آلام المسيح” الذى اعتبر أكثر الأفلام نجاحًا فى تاريخ إيرادات صندوق التذاكر فى الولايات المتحدة الأمريكية.

وبطبيعة الحال فقد أثار الفيلم غضب رجال الدين الإسلامى، الذين اعتبروا أن تجسيد النبى عيسى فى أحد الأفلام السينمائية هو “إهانة”، ما دعا هيئة كبار العلماء فى اللجنة الدائمة للإفتاء فى المملكة العربية السعودية، ولجنة الفتوى فى الأزهر الشريف، لنشر الفتاوى بعدم مشاهدة وعرض الفيلم فى الأراضى العربية والإسلامية، لما فيه من إهانة للسيد المسيح، وبالفعل فلم يعرض الفيلم فى مصر إلا على استحياء فى خمس صالات فقط.

يوسف الصديق

مشهد من مسلسل يوسف الصديق

ومع مرور الوقت بدأت الأعمال الفنية تميل إلى الجرأة فى تجسيد الأنبياء، الأمر الذى ظهر جليًا فى المسلسل الإيرانى “يوسف الصديق”، الذى تناول حياة نبى الله يوسف بصورة مفصلة.

وتجدد الجدل مرة أخرى إلى حد مطالبة علماء الدين بمنع المسلسل بدعوة أنه لا يوجد فى عصور الأنبياء من رسمهم أو صنع لهم تماثيل أو أى شىء يدل على ملامح شخصياتهم، فبالتالى تكون الشخصية التى تظهر على الشاشة فى أى عمل فنى هى شخصية مغايرة لحقيقة الرسول أو النبى، ويصبح الأداء بهذا الشكل أقرب إلى الكذب أو هو الكذب نفسه.

مملكة سليمان ونوح

بوستر “مملكة سليمان”

وفى عام 2009 طرح فيلم “مملكة سليمان”، وهو إنتاج إيرانى يجسد فى جزءين سيرة نبى الله سليمان، وعلاقته بملكة سبأ “بلقيس”، وبالطبع فقد واجه الفيلم موجة من الانتقادات كان أبرزها أنه يسب نبى الله سليمان ويظهره كـ”ساحر” وليس نبيًا.

السينما العالمية قدمت حياة الأنبياء فى أعمال سينمائية عدة، تحول بعضها إلى كلاسيكيات، ونالت بعضها جوائز أوسكار، وأشهر هذه الأفلام على الإطلاق هو فيلم “الوصايا العشر”، من إخراج سيسيل دى ميل، والذى قدمه مرتين الأولى عام 1924 من بطولة شارلتون هيستون، وأعاد تقديمه عام 1956، كما قدمت السينما العالمية عن موسى فيلم آخر هو “أمير من مصر” والذى ادعى لأول مرة أن رمسيس الثانى هو فرعون الخروج، و فيلم “موسى” عام 1975، وفيلم “الإنجيل” عن حياة سيدنا إبراهيم.

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى