الأخبار

تصريحات النائبة آمنة نصير لـ«الشروق»

26

دافعت الدكتورة آمنة نصير، عضو مجلس النواب، القيادية بائتلاف «دعم مصر»، عن مجلس النواب، ضد الانتقادات التى توجه إليه، وقالت: «المجلس به 400 نائب من أعظم أهل مصر، والإعلام يتربص به، وإذا تم حله سنكون سبة على مستوى العالم».

وهاجمت نصير فى حوارها مع «الشروق»، بعض علماء الأزهر، والسلفيين، وقالت: أقسم بالله بأن السلفيين أخطر من الإخوان»، وتعهدت بالعمل فى المجلس على إلغاء الدروس الخصوصية، وقالت التعليم «حاله مايل» وأعرف أمراضه.

ورأت نصير أن «الشعب لا يرقى إلى مستوى سعى الرئيس، الذى يعمل بمفرده، ويد واحدة لا تصفق».

وجددت نصير رفضها للنقاب، وقالت: من الشريعة اليهودية، وقالت إنها ضد تحريك مؤسسة الأزهر قضايا ضد الباحث اسلام البحيرى وفاطمة ناعوت وغيرهما.. وإلى نص الحوار:

• ما تعليقك على أداء البرلمان ونوابه حتى الآن؟
ـ أداء النواب فى البرلمان يتميز بالطموح لكن يحتاج إلى القليل من النضج والهدوء، غير أن هذا الطموح يجعل النواب ينفعلون عندما يتحدثون، وأتمنى مع تزايد خبرتهم فى الفترة المقبلة أن نتفادى هذه الأشياء. لكننى منزعجة من بعض وسائل الإعلام التى تتعامل مع البرلمان ونوابه بلغة التربص للكبيرة والصغيرة، فضلا عن تهويل الأخطاء السلبية أكثر ممن تستحق.

فالبرلمان يوجد به 400 نائب من أعظم أهل مصر، ولسنا فى المدينة الفاضلة، فبعد الثورات الأمور تبدو مختلفة.

• هناك مخاوف لدى البعض بألا يؤدى البرلمان دوره المطلوب فى التشريع والرقابة؟
ـ تقديرى أن البرلمان يعمل بدرجة جيدة لم تتواجد فى برلمانات مصر السابقة ونتائجه ستكون خيرا على الدولة، ونحن نقوم بعملنا الطبيعى وجلسنا لمدة شهر لمراجعة 420 قانونا صدروا فى غيبة المجلس، وعملنا بجدية للانتهاء منها، بالإضافة إلى انجازنا اللائحة الداخلية للمجلس، وسنقوم بالعمل على اللجان النوعية، وبعدها نحكم على البرلمان.

• رئيس مجلس النواب فى حديث له لوح بتخوفه من حل البرلمان.. هل هذا وارد؟
ـ البرلمان بمثابة الجهاز المناعى للدولة، ولا أريد أن أضعفه بهذه الأحاديث، فدائما لدينا روح التشاؤم والهدم، وهذا لا يتسق مع نضج التجربة، ورغبة العمل الحقيقى لخدمة الدولة المنهكة، ولا قدر الله إذا حدث حل للبرلمان سنكون «سبة» على مستوى العالم، لأننا انتظرنا هذا المجلس كثيرا، وكانت تكلفته المادية عالية، ولابد أن نقف بجواره ونحميه، ونكون على قدر المسئولية فيه، ولا أتوقع حل المجلس وليس لدى هذا الفكر المتناقض، ونحن بشر وعندما يتسرب لدينا هذا الشعور، لن نعمل بجدية.

• الحكومة ستلقى بيانها الشهر الحالى أمام مجلس النواب.. ماذا لو رفضتموه، هل يقدر البرلمان على تشكيل حكومة؟
ـ أتمنى أن يكون البرلمان قادرا على تشكيل الحكومة، ودائما البرلمانات التى لديها تشكيل واضح تستطيع أن تشكل حكومة، ولكن نحن ليس لدينا وضوح كامل فهذا لن يحدث بالرغم من وجود نواب متخصصين على أعلى مستوى فى الدولة.

• هل تؤيدين استمرار حكومة شريف إسماعيل؟
ـ أتمنى أن تكون هناك تعديلات فاعلة وقوية حتى نتمكن من النهوض بالدولة، ويحسن اختيار الوزراء الجدد، ونحتاج إلى تعديل وزارى على الأقل عشرة أو أحد عشر وزيرا.

وأتمنى أن يتضمن بيانها برنامجا جيدا وحقيقيا قابلا للتطبيق ولدينا من الإمكانيات الحقيقية التى يطبق فيها المشروع الذى سيقدم للبرلمان، وليس مجرد أوراق وديباجات لغوية رائعة، وكلام دون مضمون على أرض الواقع.

• إحدى النائبات صرحت بأن المرأة تشعر بالاضطهاد والتمييز داخل البرلمان؟
ـ لا يوجد تمييز واضطهاد للمرأة داخل البرلمان، ولكن أحيانا بعض العبارات الرعناء تصدر من قبل أحد النواب، دون «اتيكيت»، فتزعج النائبات وهذا نوع من البساطة التى تربى عليها بعض نواب فى الريف والصعيد، ولا أستطيع أن أحكم على أداء المرأة داخل البرلمان الآن.

• بصفتك عضوة فى ائتلاف «دعم مصر» هناك اتهام بأنه يمارس سياسات «الوطنى المنحل» تحت القبة؟
ـ والله«دعم مصر» لن يكون استنساخا للحزب الوطنى المنحل، ولن يعمل على «التكويش» داخل المجلس، بل بالعكس الذين ينضمون إلى الائتلاف تجمعوا على حب الوطن، دون النظر إلى منافع وغنائم، ولا يوجد أحد داخل الائتلاف سرق أو نهب شيئا. وهذا الهجوم من النواب الآخرين؛ يعتبر كنوع من الحسد والغيرة. والائتلاف لن يكون أداة تخويف للأعضاء غير المنضمين له، وليس لدينا هذه النوايا إطلاقا.

• لماذا أعلنت ترشحك لرئاسة لجنة التعليم فى البرلمان؟
ـ عملت لمدة 40 عاما بالتعليم، وأشرفت على 200 رسالة جامعية فى كل العلوم الإنسانية، وحال التعليم فى مصر «مايل» وأعرف أمراضه جيدا، من بين ذلك كآبة المدارس الضيقة وعدم وجود خضرة أو أى مظهر للجمال، ولا معلم يحتوى الطلاب، بل يبذل جهده فقط فى الدروس الخصوصية، مما أفقده هيبته العلمية ودوره الذى كاد أن يكون رسولا، بجانب ذلك فان الكتاب الجامعى يحتاج إلى إعادة نظر.

وسأسعى إلى رفع راتب المدرس حتى يعطى كل جهده إلى العملية التعليمية داخل الفصل، وسأمنع الدروس الخصوصية.

• هل تستطيعين؟
ـ هناك اقتراحات بشأن ذلك، وسأتقدم بها إلى المجلس وأريد أن أقنن التعليم المجانى فى مصر بعدة «قروش لا تتجاوز المائة جنيه، وسأمنح منها 25% للمعلم حتى أمنعه من الدروس الخصوصية، وانفق الباقى على تطوير التعليم. ولا أريد أن ألغى مجانية التعليم ولكن هى أشياء رمزية لتحسين وضع المعلم والمدرسة، فنحن نواجه أمية قاتلة.

• لماذا تطالبين بمنع النقاب داخل المراحل التعليمية والمؤسسات الحكومية؟
ـ النقاب ليس من الشريعة الإسلامية، والإسلام لم يطلب من المرأة ذلك، ولا يوجد نص شرعى يتحدث عن ذلك، والنقاب شريعة يهودية وجد مع القبائل اليهودية، والقبائل العربية قبل الإسلام، والنقاب عادة وليست عبادة.

والنقاب جذوره كانت عند القبائل قبل الإسلام، وعندما جاء الإسلام لم يفرضه، ولكن فرض فقط «غض البصر» على المؤمنين والمؤمنات، والآية الكريمة: «وليضربن بخمورهن على جيوبهن» وتحديد الوجه معناه أنه غير مغطى ونص غض البصر ماذا يقصده، وهذا تناقض مع الآية الكريمة، والسلفيون دائما يهاجموننى بسبب رفضى للنقاب، وبقولهم: «اتفلقوا».

• ما هو سبب تكرار هجومك على التيار السلفى؟
ـ هم يكرهون العلم، وعندما يأتى العلم ضد رغباتنا نبدأ «ننهش» فى بعض ولهذا فهم يكرهوننى، وأن أتحدث عن أشياء فى تخصصى بالشريعة الإسلامية الصحيحة، وهم يسيرون على نفس نهج جماعة الإخوان فى تنظيم الشعب فى قرى المحافظات، وعلى نفس الخطوات ولكن بوجوه أخرى ويهتمون دائما بمظهر الرجل والمرأة، وهم لديهم برنامج يريدون تحقيقه وهو أن سيداتهم يتميزن بغطاء على وجوههن، ورجالهم يتميزون بمظهر آخر، وهذا موروث أخذوه من دول الخليج وأصبح فلسفة لدى البعض وأيديولوجية.

والسلفيون أصيبوا بحسرة شديدة عندما فشلوا فى الحصول على 40 أو 50 مقعدا بالبرلمان، وهم يمارسون صراعا ناعما على الأرض، لذلك هم يعرفون جيدا أننى أعلم نواياهم، وهم يسيرون على نفس المنهج للإخوان بوجه آخر، ويدعمون الأسر الفقيرة فى الريف للسيطرة عليهم، واستطاعوا أن يصنعوا جيشا من المواطنين وراءهم، وأقسم بالله هم أخطر من جماعة الإخوان.

• ما تقييمك لدور الأزهر فى ظل وجود دعوات تطالب بتجديد الخطاب الدينى؟
ـ لا أعرف سبب غياب دوره، والأزهر يحب السمع والطاعة لذلك أنا لا أنفع معهم لأننى أحتكم للعقل ولدراستى الفلسفية، لا أعطيهم الولاء، وأصبح هناك حالة من الحساسية تجاهى عندما أتحدث عن الأزهر، والبعض من العلماء يعمل كـ«القرداتى» للأزهر من أجل كسب سفرية أو الحصول على منصب، وأنا لا أحتاج لمثل هذه الأشياء.

• وماذا عن تطوير المناهج الأزهرية؟
ـ لا نتعشم فى إحداث أى تطوير للمناهج الأزهرية، ولن يحدث، وعندما كنت عميدة لكلية الدراسات الإسلامية منذ 18 عاما فى اجتماع لمجلس الجامعة، قلت هل نحن قادرون على أننا لا نقتلع من جذورنا ومصادرنا ولا نغترب عن مستجدات عصرنا فلم أجد أحدا من عمداء الكليات يرد، والمشكلة أنهم غير قادرين على المواكبة مع مستجدات العصر والتوثيق بين مصادرنا التى يبنى بها عصرنا وهى حركة عقلية جيدة. أتمنى أن يفعلوها.

• لماذا تطالبين بتعديل قانون ازدراء الأديان؟
ـ لأنه قانون يسىء للإسلام أولا، ويحرم الإنسان من حريته، وحريتى وإرادتى جزء أصيل فى تكليفى، الحق سبحانه وتعالى لا يكلف عبدا ولا أسيرا، والحرية منحة من الله وبغيرها لا أكون انسانا مكلفا، وعندما أخطئ فى مقال يكون الرد بمقال مثله، ولابد من مواجهة الفكر بالفكر.

أنا ضد رفع مؤسسة الأزهر قضايا على الباحث اسلام البحيرى وفاطمة ناعوت وغيرهما، والأزهريون لا يحبون الاختلاف معهم، وإذا كانوا هم لا يحبون السمع والطاعة فيتركون من يختلف معهم يقول رأيه بحرية.

بعض أمور الدولة أصبحت تدار بشكل سلفى، وحالة من التطبيق السلفى بشكل واضح، وتغلغل فى جامعاتنا وأكثر من الأمور.

• هناك مخاوف لدى البعض من التحدث فى الدين؟
ـ التخوف من مسألة الدين جاء نتيجة لما يدور حول تنظيم «داعش» والدين برىء من «داعش» ومن جماعة الإخوان لما فعلوه باسم الإسلام، ومأساتنا كانت نتيجة انهم لم يصدقوا مع هذا الدين، بل اختبأوا خلفه، واخرجوا كل مطامعهم، واستولوا وكوشوا على هذا البلد، لذلك رفضهم الشعب لأنهم افتقدوا إلى المصداقية.

• رأيك فى إقالة المستشار أحمد الزند وزير العدل السابق؟
ـ أنا ضد إقالته ولا أحد يخلو من زلة اللسان، وهو أخذته الجلالة عندما كان يتحدث فزل لسانه، وكل بنى آدم يخطئ.

• ما تقييمك لأداء الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
ـ كان الله فى عونه، وهو يحلم كثيرا ولكن مع شعب لا يرقى إلى مستوى ما يسعى إليه الرئيس ولا يستجيب إلى اهتمام بناء هذا البلد ويد واحدة لا تصفق، وأتمنى منه أن يعيد اختياره فى مستشارية، ويتميزون بالقوة والعدل وألا يهابوا من أى رد ويستمعون للنصائح.

• وماذا عن أداء الحكومة؟
ـ الحكومة لينة، وتشبه النسمة الناعمة ولا تشعر أنها تقتحم الصعاب، من المشكلات، فالرئيس اقتحم الصعاب المتراكمة الموجودة منذ 70 عاما ولا يجد حوله من يعينه على تحمل هذه الصعاب، والقضاء عليها ويعمل بمفرده.

• ما تعليقك على بيان البرلمان الأوروبى التى تحدث عن انتهاك لحقوق الإنسان فى مصر؟
ـ أطالب شعب مصر بأن يعمل ويجتهد، ويستغنى عن مد اليد لا لحبيب أو قريب ولا أى انسان، والشعب لديه قدرات يفعل كل شىء وعليه أن يكف لسانه عن الثرثرة، وأن يدمن العمل حتى يأخذ مصر إلى الأمام وتحقيق ما نحلم به، وطالما نمد يدنا ونأخذ التبرعات فأى شخص من الممكن أن يتطاول عليك، ولابد من الاستغناء عنها بجهودنا، وطالما تمد يدك فالكل يتجرأ على أنفك ورأسك، «وإذا مدت اليد تركت كرامتى صدقة».

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى