الأخبار

نصائح .. حتى لا ينحرف المراهقون

153

يظن أن نصيحة والده تدخل صارخ في حياته، وأن توجيه أمه أمر لا يجب السكوت عنه، فيواجهه بالعناد والتمرد ظنًا منه أنه يواجههم، فقد اقتنع في قرارة نفسه أنه أصبح رجلا عاقلا، أو أنها أصبحت فتاة ناضجة، إنهم المراهقون .

 

ويظن المراهق أن بإمكانه الصمود في مواجهة الآباء والتمرد على خططهم، لكنه قد يواجه خطرا بالغا عندها يندفع في اتجاهات تجعله يخسر الكثير في مشوار حياته، والدخول في مشاكل، أو إفساد حياته.

 

ويقول خالد حمدي (13 عاما): “أحب أمي وأبي جدا، ولكن أمي مثلا تتدخل فيما ألبس ودائما ما تخبر أبي عن كل ما أفعله طالما لا يتوافق مع ما تريده مني، أما أبي فهو سريع الغضب ولا يريد أن أعارضه في الرأي”.

 

ومن جانبه تقول أميرة مصطفى (15 عاما): “لا أحب أن يتدخل أحد في حياتي أريد أن أعيش بحرية مطلقة أفكر مثلما أريد وأخرج مع من أحب من صديقاتي، ولكن أبي كثيرًا ما يرفض بحجة ألا أتأثر بهم وبسلوكياتهم، أو أنه لا يعرف آباءهم جيدا”.

 

ويقول عمرو اسماعيل (16 عامًا): “يصر والدي على رفض ممارسة أي هواية لي خصوصا في أوقات الدراسة، فيرفض الاشتراك في النادي أو ممارسة العزف على الآلة الموسيقية التي أحبها، بحجة ألا يتأخر مستواي في المدرسة، لكنه في النهاية لا يشعر بي”.

 

وترى زينب محمد (13 عاما): أن هناك فارقا كبيرا بين وجهة نظرها ووجهة نظر والدها والتي تراها مخالفة تمامًا لتوقعاتها ورؤيتها، كما ترى أن فارق السن الكبير بين الأجيال سبب في تمردها وعنادها معه.

 

أما عمرو سالم (17 عاما) فيقول: “دائما ما اختلف مع أمي وأبي، وأرى أن تدخلهم ولو بالنصيحة اعتداء على حريتي، وحرية اتخاذ قراراتي بشكل فردي”، متسائلا: “لماذا لا يشعر أبوي بأنني إنسان ناضج له الحق في التفكير واتخاذ قراراته، وأننا جيل مختلف عن جيلهم ويجب أن يسمحوا لنا بمساحة من الاختلاف”.

 

وتقول وقار عبد الله (15 عاما): “كثيرا ما تراني أمي طفلة صغيرة، ولا تتركني أعتمد على نفسي وحالي، وتفكر نيابة عني حتى صرت أشك في قدراتي، كما أصبحت تختار لي ملابسي حتى وإن كانت لا تعجبني”.

 

وتتساءل رويدا خالد (14 عاما): “لا أعرف سببا حول حرمان والدي من الاشتراك في الرحلات المدرسية والخروج مع صديقاتي، ودائما ما تكون العبارة الأشهر: “أنا خايف عليك، ومش متخيل تبعدي عني الساعات دي كلها”، مشيرة إلى رغبتها في قضاء أوقات باختيارها مع من هم أقرب لها في العمر”.

 

ويرى الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، والاستشاري النفسي أن المراهق يعترض على والده ووالدته في هذه الفترة، لافتا إلى أن فترة المراهقة تعد مرحلة من أحد مراحل التحرر في حياة الإنسان.

 

وقال في تصريح خاص لموقع مصر العربية: “هناك مراحل لتحرر الإنسان، حيث تبدأ الأولى في السنة الثانية من عمر الطفل التي يبدأ فيها في التحرك وحده بعيدا عن رؤية والدته، ويجوب أرجاء المنزل وكل ما حوله ليرى العالم بعينه لا بعين والأم”.

 

وأشار إلى المرحلة الثانية وهي المراهقة، قالا: “المراهق يتحرر في هذه المرحلة من سلطة الأب والأم معًا حتى يرى العالم، ويستكشف ما حوله ليكون خبراته الشخصية”.

 

وأوضح بخصوص المرحلة الثالثة أنها “تأتي في منتصف العمر حيث يتحرر الإنسان من وصاية المجتمع الذي يعيش فيه، ويتحرر من توجهاته ومعتقداته دون الوصاية من أحد”.

 

وذكر الاستشاري النفسي أن هناك فرقا بين ما يسمى بالتحرر وما يسمى بالتمر، مؤكدًا أن الأول شيء والثاني شيء آخر مختلف تماما، وأن المراهق من حقه أن يستكشف ما حوله، وأن الآباء يجب ألا يتدخلوا وأن يكون دورهم توجيهيا وإرشادا فقط”.

 

وأضاف المهدي أن المراهق يجب أن يدرك أنه لا يملك الكثير من الخبرة والعلم، وأن يعلم أن رغبته في الاستكشاف قد تدفعه لإفساد حياته، وقد تدخله في مشاكل”.

 

 

وأشار المهدي إلى أن “المراهق في معرض إثباته وتفرده يحاول أن يلغي أي رأي آخر، ويقوم بإلغاء أي نصيحة، ويعتبر أن أي نصيحة هي اعتداء على حريته، وانتقاص من شخصيته”.

 

ووجه أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر حديثه للمراهق قائلا: “لك الحق في أن تكون حرا مستقلا مختارا مريدا، وأن تعيش نفسك وتعيش شخصيتك المتفردة”.

 

وتابع: “يجب أن تفرق بين الحرية والاستقلال والتفرد، وبين التمرد والعناد”، مؤكدا أن ما يفعله الكثير من المراهقين هو أقرب للتمرد والعناد، وأنهم يعارضون رأي الأب أو الأم أو الكبار بعد تخيلهم أن تدخل الآباء فيه اعتداء على حرياتهم.

 

وأوضح المهدي أن المراهق حين “يتبنى التمرد والعناد للكبار، فإنه يخسر خبراتهم وعلمهم ونصيحتهم وتوجيههم، وبالتالي يندفع في اتجاهات تجعله يخسر الكثير في مشوار حياته”.

 

واختتم حديث قائلا: “الموقف الرشيد أنه يقوم بالاستماع لرأي الكبار، ويضع رأيه في موازنة مع رأي الآباء أو الكبار، ثم ينتقي من الآراء ما يفيده”.

الاخباريه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى