الأخبار

إيران تحتفل غداً بالـ «نوروز»

28

يحتفل الإيرانيون غداً بعيد الـ «نوروز» والسنة الإيرانية الجديدة، في ظل رفع العقوبات الغربية ووسط وعود بتحسّن الوضع الاقتصادي.

وكانت السنوات السابقة قاسية على الإيرانيين، بسبب العقوبات التي انعكست على نسب التضخم والبطالة وغلاء المعيشة والخدمات الحياتية الأخرى، لكن الرئيس حسن روحاني اعتبر السنة التي تنتهي في 20 الشهر الجاري، تاريخية إذ شهدت إبرام الاتفاق النووي مع الدول الست، ورفع العقوبات. وتعهد بسنة جديدة مختلفة عن الأعوام الماضية، اقتصادياً واجتماعياً، مستنداً إلى برامج وضعتها حكومته لجذب استثمارات أجنبية وخلق فرص عمل.

لكن مناهضي سياسة روحاني يشكّكون في هذه الوعود، إذ يعتبرونها «أضغاث أحلام» لا يمكن أن تتحقّق في ظل السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة مع إيران بعد الاتفاق النووي. ويرى هؤلاء أن واشنطن لا ترغب في التعاون مع طهران، على رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على تطبيق الاتفاق، إذا لم تلتزم طهران بوعودها في التنسيق والتعاون في شأن ملفات إقليمية، علماً أن المرشد علي خامنئي منع أي حوار مع الولايات المتحدة الآن.

ويعتقد هؤلاء بأن حكومة روحاني فشلت اقتصادياً، ويرون أنها تريد وضع «كل بيضها في السلة الغربية»، ما يتعارض مع مصلحة إيران.

وتفيد أرقام البنك الدولي بأن إيران ستحقّق نمواًَ اقتصادياً يتراوح بين 6 و8 في المئة، خلال سنتَي 2016 و2017. وإذا نجحت الحكومة الإيرانية في فتح آفاق للتعاون مع الدول الغربية، يمكنها إنجاز برامجها. لكن المشكلة تكمن في أن الولايات المتحدة لم تسمح بعد للمصارف الأوروبية والآسيوية بالتعاون مع نظيرتها الإيرانية، ما يعقّد إنجاز مشاريع استثمارية مشتركة.

ويتطلع المواطن الإيراني بأمل إلى المستقبل والعلاقات الاقتصادية لبلاده، بعدما ساند المفاوضات النووية، وهو يدعم البرامج الاقتصادية للحكومة. كما أنه أسقط نواباً عارضوا تلك المفاوضات، خلال الانتخابات النيابية التي نُظمت أخيراً.

واعتبر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني أن الإيرانيين صوّتوا لمصلحة نهج «الاعتدال» الذي تعتمده الحكومة، خصوصاً أن روحاني بدا واضحاً في نأيه عن الإدلاء بتصريحات متشنجة ومتشددة في شأن القضايا الإقليمية، مركّزاً على المسائل الاقتصادية الداخلية، على رغم تطورات كثيرة تشهدها المنطقة. بل غابت تصريحات متشددة كان يدلي بها مسؤولون في وزارة الخارجية، حول تطورات إقليمية والعلاقات الخارجية لطهران، منذ بدء تطبـيق الاتفاق النووي. ووضع بعضهم الهجوم على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد، في إطار محاولة متشددين إفشال سياسة ترطيب الأجواء مع المحيطين العربي والدولي.

وستشهد السنة الإيرانية المقبلة برلماناً جديداً لا يهيمن عليه الأصوليون، ويميل إلى الانسجام مع برامج الحكومة، من أجل المساهمة في إدارة البلد في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي. وستكون صدقية حكومة روحاني اقتصادياً على المحك، إذ ستحدّد مصير معركته للفوز بولاية ثانية، في انتخابات الرئاسة المرتقبة العام المقبل، علماً أن الأصوليين الذين هُزموا في الانتخابات الأخيرة، يخطّطون للتعويض، من خلال محاولة إفساد محاولة روحاني الفوز بولاية ثانية.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيزور إسطنبول اليوم، حيث سيلتقي نظيره مولود شاووش أوغلو والرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.

الحياه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى