الأخبار

نور الشريف قبل رحلة العلاج بأمريكا:

 

47

  • *رفضت تمثيل أفلام سيئة السمعة ببيروت رغم الإغراءات 
  • *صناعة السينما تتراجع بسسب ضربات القرصنة المؤلمة 
  • *مش خايف من الموت.. وهذا سر انزعاجي من شائعات مرضي 
  • *تجاوزات البرامج التليفزيونية تهدد حرية الإبداع
  • *قبلت العمل في “بتوقيت القاهرة” بأجر رمزي
  • *الكيانات الإنتاجية الضخمة أفسدت السينما
  • *لابد من عودة الدولة للإنتاج 
  • *المسرح تراجع مع دخول التيار الإسلامى للجامعات 
  • *أنا أكثر أبناء جيلى عملًا بالمسرح
  • *النهوض بمصر اقتصاديا هو الحل
  • *يجب أن نعلم أولادنا الديمقراطية

فنان فوق العادة، صنايعي، عاشق للفكرة، عاش ما يقرب من نصف قرن للفن، عاشها بنبض قلبه وإحساس عقله، كان يبحث عن التفاصيل الصغيرة في كل شخصية أداها، فاستحق عن جدارة أن يتربع في قلوب الملايين من عشاق فنه.. إنه النجم الكبير نور الشريف العائد إلى السينما بعد غياب 6 سنوات بفيلم “بتوقيت القاهرة”.


قبل مغادرته إلى أمريكا بأيام للعلاج، لملمت أوراقي، وبين سطورها جمعت أسئلتي، وذهبت إليه، لم أسأله فقط عن فيلمه الجديد، بل تحدثت معه أيضا عن مرضه، وعن علاقته بزوجته السابقة الفنانة بوسي، وسر الثنائي الناجح مع ميرفت أمين، وسألته عن الأعمال الفنية التي ندم عليها، ورأيه في حال مصر الآن، وكانت إجاباته صريحة، تعكس رأيا ورؤية واضحة، فماذا قال؟


*هل أزعجتك شائعات مرضك خلال الفترة الماضية؟
الشائعات التي تتكرر بخصوص مرضي هي أشد ما أزعجنى، خاصة أني لم أخف حالتى الصحية، والحمد لله مش خايف من الموت، لكن حالتي الصحية تسمح لى بالعمل.

* 6 سنوات من الغياب عن السينما والآن تعود بفيلم “بتوقيت القاهرة”.. ماذا تمثل لك هذه العودة؟
“أنا عاشق للسينما، ولكن دعيني أقولها لك بصراحة: غيابي عن السينما لم يكن قراري وإنما كان لأسباب بعيدة عني، لذلك سعدت بالعمل في فيلم “بتوقيت القاهرة” فقد جذبنى السيناريو منذ أن قرأته، وقررت المشاركة في الفيلم للدرجة التي دفعتني للعمل بأجر رمزي، وأكثر ما جذبنى في الفيلم فكرته، لأنها تناقش جوانب مهمة في المجتمع وهي التغييرات التي سادت المجتمع المصري، وسيطرة القوى الدينية على عقول الشباب، من خلال شخص يعانى مرض الزهايمر يعيش في الإسكندرية ويبحث عن حبيبته التي يعتقد أنها ستغير مجرى حياته، وتكمن المشكلة في أنه لا يعرف عنوانها فيذهب إلى القاهرة للبحث عنها تاركًا أبناءه.

– تصريح النجم الكبير عن أنه عمل بأجر رمزي دفعنى لتوجيه السؤال التالي عليه: لماذا تنازلت عن أجرك رغم أنه لم يعد هناك فنانون كُثر يتنازلون عن أجورهم من أجل عمل سينمائي؟
نحن جيل تربينا على عشق السينما التي شكلت وجداننا، لذلك فالعديد من أبناء جيلنا لا يجد غضاضة في التنازل عن أجره أو خوض تجربة الإنتاج من أجل عمل فنى يعجبه، وأنا مثلًا أنتجت للسينما وأنا عمرى 29 عامًا فيلم “دائرة الانتقام”، وقدمت للسينما المخرج سمير سيف، وأذكر وقتها أن ميرفت أمين رفضت تقاضي أي أجر عن دورها في العمل حتى يخرج الفيلم للنور.

* كونت ثنائيا ناجحا مع الفنانة ميرفت أمين في العديد من الأعمال الفنية، فماذا تمثل لك هذه النجمة الكبيرة؟
ميرفت أمين هي أختي وأكثر، كما أن كل المنتجين والنقاد والعاملين بالسينما يروننا ثنائيًا قويًا على الشاشة، وعلاقتنا على المستوي الفني والإنساني قوية، كما أننا حصلنا على العديد من الجوائز معًا، وقدمنا العديد من الأفلام معًا، وذلك يعود للكيمياء بيننا التي لاحظها الجمهور بنفسه في العديد من الأعمال السينمائية التي قدمناها.

*لكن في رأيك ما هي أسباب ابتعاد الفنانين عن الإنتاج؟
هناك العديد من الأشياء التي تغيرت، فشركات الإنتاج ودور العرض السينمائي كانت تقوم بدور الضامن للبنوك مما كان يسهل الحصول على قروض سينمائية، إضافة إلى أن دور العرض لم تكن محتكرة من قبل المنتجين الذين دخلوا السوق السينمائي منذ سنوات برءوس أموال كبيرة وبفكر الإنتاج الضخم، متصورين أن الإنتاج الضخم هو الحل لتطوير الصناعة، رغم أن هذا النوع من الإنتاج محدود في كل العالم، مما أدى إلى رفع أجور الفنانين والفنيين، ودفع العديد منهم لرفض العمل في السينما حتى لا يخفض أجره.

* هل تري أننا في المرحلة الحالية بحاجة إلى تدخل الدولة في الإنتاج؟
بالتأكيد، ولابد أن تتدخل الدولة في العملية الإنتاجية حاليًا، سواء بالدعم أو بإنتاج الأفلام، لكي تعود القوى الناعمة إلى مكانتها مرة أخرى، وأذكر هنا واقعة مهمة، فبعد حرب 67 بأشهر قليلة فوجئ الراحل سعد الدين وهبة باستدعاء من رئاسة الجمهورية، وعندما ذهب إلى هناك وجد الرئيس جمال عبدالناصر يمسك بيده إحدى الصحف وعلى صدر صفحتها خبر يقول إن المخرج يوسف شاهين بدأ تصوير فيلم بعنوان “رمال من دهب” بطولة النجمة الكبيرة فاتن حمامة في المغرب، ونظر عبد الناصر بانزعاج شديد لـسعد الدين وهبة، وقال له لابد أن تعود السينما المصرية لمكانتها فهى القوى الناعمة التي تشكل وجدان الشعب وتساعده على محو آثار العدوان، فكيف نسمح بخروج السينما من مصر، وبالفعل سافر وهبة ليعود بتوقيع فاتن حمامة على أكثر من فيلم، وكذلك شاهين ومعظم الفنانين الذين كانوا في الخارج، وهو ما أعاد الحياة إلى صناعة السينما المصرية مرة أخرى، لذلك علينا نحن وجيل الشباب الآن ألا نستسلم أو نُحبط لأننا في النهاية نحمل رسالة تهم المجتمع المصرى والعربي، فالفنان عنصر مهم في المدلول الثقافى لبلده والناس على مستوى العالم لا تتذكر أسماء رؤساء بعض الدول، لكنها تتذكر أسماء فنانى هذه الدول، إذن علينا أن نعمل وسنصل لما نريده، الأهم ألا نتوقف.

* ما رأيك في النجوم الشباب الذين يشاركونك أعمالك؟
عملت مع العديد من الشباب خلال حياتي الفنية، وقدمت الكثير منهم في أعمالي السينمائية والتليفزيونية، وأصبحوا نجومًا الآن، ومشكلة الشباب الحالي أنه متعجل، إضافة إلى غياب المعلمين الكبار من المخرجين الذين تعلمنا منهم عندما كنا شبابًا في بداية طريقنا، ولكن هذا لا يمنع وجود شباب يحبون التعلم مثل شريف رمزي، وكثير من نجمات مسلسل الدالي اللاتي خرجن، وأصبحن فنانات لهن ثقلهن وسط جيلهن.

* رأيك في صناعة السينما حاليا؟
صناعة السينما تتراجع من حيث الكم والكيف في ظل وضع اقتصادي صعب تعيشه مصر حاليًا، إضافة إلى ظاهرة القرصنة التي وجهت ضربات مؤلمة لصناعة السينما، كل تلك العوامل تؤثر على الصناعة حاليًا، وتسببت في تقلص الإنتاج، ونحن كجيل عايشنا مرحلة مختلفة في السينما، كان الإنتاج السينمائي خلالها يصل إلى 70 فيلمًا في العام، لذا كان أمامنا الفرصة ليشارك الفنان الواحد في أكثر من عمل سينمائي خلال العام، وأتيحت لنا فرصة الاختيار بين الأعمال التي نقدمها، ولكن حاليًا أغلب الأفلام المقدمة مستواها إما متوسط أو ضعيف، في ظل عدم وجود فرصة للفنان أن يقدم عملًا سينمائيًا بسبب أزمة الإنتاج، ورغم هذا المناخ إلا أنني مازلت متفائلًا بالجمهور الذي لازال يذهب للسينما ويحقق إيرادات كبيرة.

*ما هى علاقتك بالمسرح؟
أنا أكثر أبناء جيلى تمثيلًا بالمسرح، وللأسف معظم هذه الأعمال لم تسجل، وهذا ما يحزنني، لأن هناك شريحة كبيرة من الجمهور والنقاد في العالم العربي لم تشاهد تلك الأعمال، وأول مسرحية شاركت فيها كانت “الأمير الطائر”، ثم قدمت أعمالًا كثيرة منها “شمشون ودليلة”، “الفارس والأسيرة”، “لعبة السلطان”، “كاليجولا”، “بكالوريوس في حكم الشعوب”، و”سهرة مع الضحك” وكانت إخراجى وإنتاجى، وأيضًا “الأميرة والصعلوك”، لكن للأسف معظم هذه المسرحيات ولم تسجل ولم يتاح للجمهور مشاهدتها.

*ماذا عن أزمة المسرح؟
المسرح الجاد تراجع في العالم كله، وللأسف المسرح الكوميدى تراجع أيضًا بسبب ارتفاع سعر التذكرة، وأيضًا مع صعوبة المرور، وأيضا هناك إثارة تليفزيونية موجودة، وأرى أنه لا يمكن إنقاذ المسرح إلا بعودة مسرح المدرسة والجامعة، لأن المسرح تراجع مع دخول التيار الإسلامى للجامعات.

*بصراحة.. هل ندمت طوال تاريخك الفني على عمل قدمته؟
أنا سعيد بتاريخي الفني الممتد لـ47 عامًا، صحيح أن هناك بعض الأعمال قدمتها في شبابي ندمت عليها ولو عاد بي الزمن لن أقدمها مرة أخرى، ولكنى سعيد يتاريخى.

*وهل تلك الأفلام التي ندمت عليها من الفترة التي عملت فيها بلبنان؟
الندم هنا لا يرتبط لدى بالفترة، وإنما على مستوى ما قدمت، فمعظم الأفلام التي أنا نادم عليها مستواها ساذج أو سطحي، ومثلًا في فترة عملي في بيروت عرض علىّ تقديم أفلام سيئة السمعة ورفضتها رغم كل الإغراءات المالية، احترامًا لمبادئي، فالفن مسئولية.

*ننتقل من العام إلى الخاص.. ماذا عن علاقتك بزوجتك السابقة الفنانة بوسي؟
علاقتي ببوسي مستمرة، فهي لازمتني في كل فترات حياتي الجيدة والصعبة، إضافة إلى أنها عشرة عمري وأم بناتي، وعلاقتنا تخطت الأربعين عامًا، وحتى لو كنا منفصلين إلا أننا نمكث في مكان واحد بجوار بعضنا، إضافة إلى أنها ترافقني وابنتاي دائمًا في السفر، ولازمتني في كل رحلات علاجي مع ابنتي في الخارج.

*ماهى رؤيتك لوضع مصر الآن؟
لابد أن ننهض بالوطن اقتصاديًا، وأن نتجاوز الأزمات الاقتصادية التي تسببت فيها الفترة الماضية وأن نبني احتياطي إستراتيجي، وأن يشعر المواطن بتحسن الحالة الاقتصادية أما الديمقراطية فلا يمكن تحقيقها إلا بعد تربية أولادنا على صفتين ألا يخاف وألا يكذب.

*ماذا عن التأثيرات السلبية لثورة يناير على السينما؟
بالتأكيد أثرت على السينما بالسلب، فعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي جعل شركات الإنتاج تتراجع وتتخوف، ولم يبق أمامنا سوي الأفلام التجارية فقط، وأنا هنا لست ضد الأفلام التجارية، وأقدم التحية لكل من عمل في تلك الظروف الصعبة، وإن كنت أتمنى أن يتطور مستوى تلك الأفلام، وأن تحمل بعض القيم، لكنني ضد سياسة المنع أو وضع القيود.

*هل لديك مخاوف من فرض قيود على الإبداع؟
أرى أنه حاليًا يصعب تقييد الحرية، ولكن للأسف هناك تجاوزات تحدث باسم حرية الرأي في البرامج التلفزيونية اليومية، وأرى أن تلك التجاوزات هي ما يهدد حرية الابداع، لأن الفنان مهما كانت جرأته لن يصل إلى المستوي الذي وصلت له البرامج في الفضائيات المختلفة، ولابد أن نعي جيدًا أن الحرية تأتي بالتراكم في كل المجالات.

*أخيرا.. بعد كل هذه السنوات في العمل الفنى، ما هو الدور الذي يتخوف منه نور الشريف؟
كل الأدوار لدى سواء، فأنا مازلت أقوم بالتحضير للشخصية ودراستها جيدًا حتى اؤديها بشكل جيد يرضي الجمهور، وكلما زادت خبرات الفنان زاد قلقه وتوتره على ما يقدمه لجمهوره الذي ينتظر منه الكثير.

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى