الأخبار

في حوار تليفزيوني مع ماري منيب

145

 

 

 

 

الصراحة والتلقائية تلمسها في حديثهم، البساطة والهدوء في طباعهم، تعرفهم على حقيقتهم بدون رتوش الماكيير، أو خدع المخرجين السينمائية، ترى شخصيات حقيقة من لحم ودم، تسير على سيناريو واقعي لم يضعه سيناريست أو مؤلف، فكلهم نجوم سمعت عنهم، ورأيت أعمالهم الفنية، ولكن لم تقرأ أخبارهم على رصيف بائع الصحف، ولم ترَ صورهم على غلاف المجلات، أو تشاهدهم ضيوفًا على برامج “التوك شو”، إلا أنهم سيذكرون جمهور لم يعاصرهم بأحاديث نادرة من أسطوانة على “جرامافون”، أو صورة على شريط فيديو بـ”الأبيض والأسود”، من تراث الإذاعة والتليفزيون المصري، ليحكون لك كيف سارت نجومياتهم وحياتهم ليس نقلًا عن راوي، وإنما من ألسنتهم.

وفي لقاء نادر عام 1970، مع أشهر من قام بدور “الحما” في السينما المصرية، الفنانة القديرة ماري منيب، تكشف عن الوجه الطيب في شخصيتها، وتحكي أسرار نجوميتها.

في الحوار التالي:-

“سيدات آنساتي سادتي”، تفتح ماري منيب الحوار، وتقوم بدور المذيعة، ثم تسلم للميكرفون للمذيعة، وتتحول إلى ضيفة بخفة ظلها المعهودة.

المذيعة: أنت بدأتي حياتك الفنية إزاي؟

ماري منيب: أيوة يا ستي، أنا بدأت حياتي الفنية إزاي، أقولك إزاي، أنا جرأتي دلوقت متتقدرش، لأن أول ما طلعت على المسرح كان عمري 14 سنة.

المذيعة: وكان في أي رواية؟

ماري منيب: كنا بنعمل رواية اسمها “القضية نمرة 14″، وكنا يعني بساط كدة ومرحين، وكان في لحن لغنوة بنغنيها، وعاملين فيها دور بنات متشردين، بيلموا أعقاب السجاير من على الأرض.

المذيعة مقاطعة: لحن؟.. يعني انتي كنتي بتغني يا ست ماري؟

ماري منيب مازحة: مغنية يا أفندم، مطربة يا أفندم، أومال إيه، ابتدينا على المسرح، وكنا بنغني ونقول: “يا أخونا بردانين.. يا أهل الشفقة جعانين”.

المذيعة: وإزاي كان أول يوم ليكي على خشبة المسرح؟

ماري منيب: أول يوم طلعت فيه على خشبة المسرح، واتفتحت الستارة، اتخضيت من الجمهور، ووقعت على الأرض، ومعرفتش أعمل حاجة، كانت خضة ما بعدها خضة، وقالولي انتي مخضوضة كدة ليه، التمثيل مش كدة عايز جرأة، وتاني يوم دخلت على خشبة المسرح، وأول ما شوفت الجمهور، خوفت، وحطيت إيدي على وشي ومشلتهاش، وكل ما أبص من ورا صوابعي للجمهور، أخاف أكتر.

المذيعة تسأل متعجبة: يعني انتي كنتي بتخافي من الجمهور يا ست ماري؟

– كنت بترعب وبخاف جدًا، ولحد دلوقت بخاف.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى