الأخبار

رعب فى إسرائيل ؟؟؟؟؟؟

 

133

“قلق إسرائيلى متزايد من التقارب الروسى – المصرى”، هكذا كانت منشتات وعناوين الصحف الإسرائيلية أمس واليوم، لتعكس مدى الرعب الذى تعيشه الدولة العبرية من تعاظم قوة مصر إقليميا ودوليا، خاصة بعد توجهها نحو الشرق مرة أخرى، كما كان فى سابق عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وتحالفه مع الاتحاد السوفيتى السابق.

ونقلت الصحف العبرية تقريرا مطولا لوكالة “أنباء موسكو” الروسية أفادت أن المباحثات الوزارية المصرية ـ الروسية بصيغة “2+2” وما صدر عنها من تصريحات ومؤشرات بشأن التعاون بين البلدين، لم يصب الإدارة الأمريكية فقط بالقلق والانزعاج، بل أثار انزعاج إسرائيل، وقوى إقليمية ما زالت تترقب عن كثب تطورات التعاون بين موسكو والقاهرة خاصة فى المجال العسكرى والأمنى والتكنولوجى.

وكالة أنباء موسكو حسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” وغيرها من الصحف العبرية أكدت أن الموقف الأمريكى من ثورة 30 يونيو، التى أسقطت حكم جماعة “الإخوان المسلمين”، فتح الباب للقاهرة كى تخرج إلى فضاء أوسع فى سياستها الخارجية، ودفعها لإعادة تقييم العلاقات مع واشنطن.

فيما تظل إسرائيل القوة الإقليمية الأكثر ترقبا للتقارب المصرى الروسى وما أُعلن عن اتجاه البلدين لتعزيز التعاون العسكرى، عقب مباحثات هى الأولى من نوعها لوزراء الخارجية والدفاع للبلدين مؤخرا.

وعن أسباب الرعب الإسرائيلى من التقارب المصرى مع موسكو، قالت الصحف العبرية إن إعلان الإدارة الأمريكية عن تجميد جزء من المعونة العسكرية المقررة لمصر، أجبر الحكومة الإسرائيلية عن إبداء مخاوفها من تأثير ذلك القرار على موقف مصر من بنود معاهدة “كامب ديفيد” خاصة أن مصر تخوض حاليا معركة ضد الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء.

كما أن التعاون العسكرى مع روسيا من شأنه تزويد مصر بأحدث التقنيات والتكنولوجيا فى هذا المجال بعيدا عن أصدقاء تل أبيب فى الإدارة الأمريكية والبنتاجون، وأن مصر بدأت فى بلورة رؤية إستراتيجية متكاملة للمنطقة فى ظل المتغيرات الراهنة والمعادلات السياسية سواء فيما يتعلق بالأزمة السورية أو برنامج إيران النووى، والأطراف المؤثرة فى المشهد إقليميا ودوليا.

وفى السياق نفسه قال موقع “عكا” الإخبارى التابع لعرب 48 إن إسرائيل تدرك أن مصر مؤهلة لاستعادة دورها فى منطقة الشرق الأوسط بمحيطها العربى والإسلامى، وفى قارتها الأفريقية، وأن التقارب مع روسيا وتنسيق المواقف السياسية يعزز من دور القاهرة الإقليمى والدولى، خاصة فيما يتعلق بقضية الدولة الفلسطينية وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وإصلاح هيئة الأمم المتحدة وتعزيز شرعية قرارات المنظمة الدولية، فضلا عن خلق عالم متعدد الأقطاب ووضع حد لهيمنة القطب الواحد.

ونتيجة لهذا الرعب الإسرائيلى من التقارب المصرى الروسى، كانت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، الخاطفة إلى موسكو أمس، لبحث العلاقات بين تل أبيب وموسكو وعدد من القضايا، ودور موسكو فى المنطقة خاصة الملف النووى الإيرانى والعلاقات مع القاهرة فى ضوء التطورات الراهنة، خاصة بعد تسريب نبأ نية موسكو إرسال صواريخ دفاع جوى متطورة لمصر.

وكانت المفاجئة التى واجهت نتانياهو، هى فشل زيارته فشلا ذريعا، وفقا لتأكيد مسئولين روسيين لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية مساء أمس الأربعاء، مشيرين إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى حاول إقناع الرئيس الروسى فلاديمر بوتين، بالوقوف ضد أى اتفاق مع إيران حول ملفها النووى، وإعادة النظر فى العلاقات الروسية مع مصر مما لا يحقق تفوقا على حساب إسرائيل، وهو ما لم يحدث

وأشار المسئولون إلى أن روسيا حزمت أمرها إلى جانب الاتفاق، موضحين أن وزير الخارجية لافروف قد قال فى تصريحات أدلى بها سابقاً، أنه لا يمكن إقناع الإيرانيين بوقف برنامجها النووى عن طريق تشديد العقوبات.

وكان نتنياهو قد وصل، بعد ظهر أمس الأربعاء، إلى موسكو فى زيارة عمل خاطفة يلتقى خلالها الرئيس بوتين، وقالت الدائرة الإعلامية التابعة للرئاسة الروسية إنه من المتوقع أن يبحث الطرفان قضايا حيوية على الساحة الدولية والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وكشفت معاريف أن الاستقبال الدبلوماسى الروسى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو الذى هبط بطائرته ظهر أمس فى موسكو لم يكن جيدًا للغاية، ليعيد للأذهان نفس الاستقبال الفاتر الذى استقبلت به موسكو للرئيس المصرى المعزول محمد مرسى عندما ذهب فى زيارة لها خلال فتره حكمه السابقة.

وأوضحت الصحيفة أن وسائل الإعلام الروسية لم تقم بتغطية الزيارة على الوجه الذى يليق بزيارة لرئيس وزراء إسرائيل، موضحة أن خبراء روسا قالوا إن نتانياهو سيفشل فى إقناع الروس بمسألتى الملف النووى الإيرانى ومحادثات طهران مع الغرب بالإضافة إلى إقناع موسكو بالتخلى عن تسليح نظام بشار الأسد، مؤكدة أن اللقاء المرتقب بين نتنياهو والرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيكون بروتوكوليًا إلى حد كبير.

وبعد أن فشل نتانياهو فى إقناع الولايات المتحدة بأن القوى العالمية إنما تسعى لاتفاق سىء، توجه إلى موسكو لمقابلة الرئيس فلاديمير بوتين بينما يجتمع مبعوثون من روسيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا مع مفاوضين إيرانيين فى جنيف.

وأشار نتانياهو بعد الاجتماع مع بوتين وزيارته الفاشلة لموسكو إلى أن إسرائيل لن ترضى إلا بأن تضع إيران نهاية لجميع أنشطتها النووية وأشار إلى اتفاق تدمير كل الأسلحة الكيماوية السورية كمثال يحتذى، زاعما “بالنسبة لإسرائيل أكبر خطر علينا وعلى أمن العالم هو سعى إيران لأن تتسلح بالأسلحة النووية. ولبلدينا هدف مشترك: لا نريد أن تتسلح إيران بأسلحة نووية.”

ولم يكشف نتنياهو وبوتين سوى القليل التفاصيل بشأن اجتماعهما فى الكرملين، حيث قال بوتين إنهما ناقشا موضوع إيران بالتفصيل واكتفى بالقول إنه يأمل أن تسفر محادثات جنيف عن نتيجة إيجابية، ولا يوجد ما يشير إلى أن روسيا غيرت موقفها إزاء إيران بأى شكل.

وكانت قد أشارت الإذاعة العامة الإسرائيلية إلى أن موسكو والقاهرة تتفاوضان على إنشاء قاعة تصنيع مشتركة للأسلحة فى مصر وتدريب ضباط مصريين على عمليات التصنيع، كما أن هناك اتصالات بين القاهرة وبكين على استيراد صواريخ صينية بالستية وأخرى بعيدة المدى.

الجدير بالذكر، أن الرئيس المصرى المؤقت عدلى منصور أكد خلال مقابلة مع التلفزيون الكويتى أنه يعمل على دعم العلاقات مع الصين وروسيا، وأن القاهرة تجرى إعادة تقييم لعلاقاتها مع الولايات المتحدة.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى