الأخبار

قتلوا أمى قدام عينى.. فتعلمت «الكونغ فو» لأنتقم لها

7

بعيون مكسورة ووجه غابت عنه الابتسامة بدت ملامح الصغير الذى لم يكمل عامه الـ11 بعد، يجلس فى مؤسسة «بناتى» واحداً ضمن عشرات الصغار من الأولاد فى الجانب المخصص لهم.. يتعلق «محمد» بسيارة لعبة، ويظل ممسكاً بها طيلة حديثه، لا ينظر فى عيون من حوله كثيراً لكنه يفضل النظر إلى عربته، والتأمل فى كل ما يدور من حوله، يصنف داخل المؤسسة باعتباره من الجيل الثانى لأطفال الشوارع، إذ إن والدته كانت إحدى أطفال الشوارع، ولولا تدخل المؤسسة لظل هو الآخر فى الشارع دون مأوى.

تميز فى كرة القدم بفريق المؤسسة: «عايز أبقى لعيب مشهور»

تقديراته المدرسية تشير إلى كونه متوسط الذكاء، لكن هواياته تدفعه نحو التميز، فيقول: «بحب الكورة.. ونفسى أكون لعيب مشهور وكل الناس تتكلم عن نجاحى»، حلمه الذى بدأ أولى خطواته من داخل المؤسسة بتدربه على أصول اللعبة وتميزه داخل الفريق الكروى الخاص بالمؤسسة، حبه للكرة نبع من تشجيع والدته التى كان يراها مرة كل أسبوعين، فقد كانت تحرص على المجىء إلى المؤسسة لاصطحابه يوماً أو يومين معها، وكانت هواياته المفضلة معها، ركوب العجَل ولعب الكرة.

قبل شهرين على الأكثر زارت الأم صغيرها واصطحبته معها كعادتها، لكنه لم يكن يوماً عادياً إذ فوجئ بهجوم بعض الرجال على أمه فى الشارع والاعتداء عليها بالضرب والسحل إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، مشهد لم يتحدث الصغير عنه منذ وقوعه واكتفى بالصمت منذ ذلك التاريخ والتحدث بحذر نحو كل من يحدثه، لكنه اشترك فى لعبة «الكونغ فو» ليحاول أن يكون متميزاً فيها مثل تميزه فى كره القدم، يقولها ببراءة بدت على وجهه: «نفسى أبقى قوى.. وأحمى أمى من الناس اللى ضربوها وانتقم لها».. رغبة الصغير فى الأخذ بالثأر أو حماية أمه، كما سماها، دفعته للإجادة فى تدريبات «الكونغ فو»، ويقول «محمد»: «أمى كانت بتسيبنى ألعب كورة فى الشارع»، لكن لم يعد له أحد من رائحة والدته سوى شقيقة له من أب آخر، ولكونها معروفة النسب فهى تخضع لرعاية أبيها، لكن «محمد» لم يذهب إليها منذ مقتل أمه.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى