الأخبار

بعد تهديدات أولتراس أهلاوي

14

بعد فترة ليست بقليلة من الهدوء التي خيمت علي أجواء الكرة المصرية، عادت أخبار روابط المشجعين لتتصدر عناوين الصحف من جديد علي خلفية قيام أعضاء أولتراس أهلاوي بحصار فندق إقامة اللاعبين في منطقة مصر الجديدة، ومنعهم من الخروج قبل ساعة من مباراة الفريق مع نادي سموحة ضمن مباريات الجولة الثامنة من منافسات الدوري الممتاز، وذلك للمطالبة بعودة الجماهير الي المدرجات.

وأشار اولتراس أهلاوي في بيان رسمي لهم عبر موقع التواصل الاجتماعي ” فيس بوك” إلى ضرورة عودة الجماهير أو إلغاء الكرة في مصر حتى عودتهم للمدرجات، قائلين: “إذا كنتم تجدون صعوبة فى عودة الجماهير بسبب تقصير أطراف وعناصر في المنظومة -ليس من ضمنها الجماهير- فالأفضل أن تلغوا الكرة في مصر حتى يكون لديكم القدرة على التأمين وعودة الجماهير”.

خبراء الأمن اتهموا أعضاء تلك الروابط بتنفيذ أجندات تنظيم الإخوان من خلال الدخول في مصادمات مع الأجهزة الأمنية، ومحاولة إشاعة الفوضى قبيل الذكري الخامسة لثورة 25 يناير، مستبعدين نجاح تلك الروابط في الضغط علي الحكومة من أجل إعادة المشجعين إلي المدرجات.

الخبير الأمني اللواء محمد نور الدين، اتهم روابط المشجعين بالانصياع وراء مخططات العناصر المندسة داخلها ممن ينفذون أجندة تنظيم الإخوان، ومن يطلقون علي أنفسهم أبناء حازم أبو إسماعيل، في نشر الفوضي مع إقتراب الذكري الخامسة لـ 25 يناير، مضيفا ما يحدث من أعمال تصعيديه مرتب و مخطط لها منذ فترة.

وشدد علي ضرورة ألا ترضخ الحكومة للضغوط التي تمارسها تلك الروابط أو تسمح بلي ذراعها، وألا تكون رخوة في التعامل مع الخارجين علي القانون، بل ينبغي إلقاء القبض علي المحرضين و محاكمتهم.

واستبعد نور الدين نجاح تلك الضغوط في إعادة الجماهير إلي المدرجات، لافتا إلي أن التظاهرات
والتهديدات التي أطلقتها رابطة مشجي الأهلي ” أولتراس أهلاوي” ستعيد المفاوضات بين وزارتي الشباب و الرياضة و الداخلية من أجل إعادة الجماهير للمدرجات إلي مربع الصفر، قائلا: لو كان فيه إمكانية لعودة الجماهير في السابق فإننا بعد ما حدث رجعنا عشرين خطوة للوراء”.

واتفق معه اللواء خالد عكاشة، رئيس المركز الوطني للدراسات الأمنية، مؤكدا أن ما حدث يعد
خروج فادح ومعيب عن القانون، ويعكس شكل من أشكال عدم الاستقرار المجتمعي في ظل تضارب الرؤى بشكل عبثي، منتقدا ما وصفه بتساهل في التعامل مع مثيري الشغب ما أدي إلي تفاقم المشهد في النهاية.

وشكك عكاشة في إمكانية إعادة الجماهير الي المدرجات، مشيرا إلي أن طريقة طرح روابط المشجعين لمطالبهم علي الرأي العام أساءت إليهم، وقد تدفع المسئولين في المقابل إلي إعادة التفكير من جديد بشأن التراجع عن نية عودة الجماهير لحضور المباريات.

وعن تهديدات الأولتراس بمنع إقامة المباريات، أكد أن التصعيد من جانبهم يعد خروج صريح عن القانون وبلطجة ولا تعبر عن مطالب مشروعة،و بالتالي فإنها ستواجه بتصعيد من قبل أجهزة الأمن، مشيرا الي أن الدولة طوال الفترة الماضية حرصت علي التعامل بنوع من التعقل و الرزانة مع أعضاء تلك الروابط نظرا لحداثة سنهم وغاضت عن أخطاء كثيرة ارتكبت من قبلهم نظرا لكونهم ينتمون لمرحلة عمرية تحتاج الي الاحتواء.

وأضاف :أن الدولة لن تسمح بتجرؤ هؤلاء الصبية علي هيبة القانون، و إشاعة الفوضى من جديد، حيث ستعبر القبضة القانونية عن نفسها، و من يخالف القانون يبقي الجاني علي نفسه”.

وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير الإستراتيجي، أنه من حق اي مواطن التعبير عن رأيه بالطرق السلمية بعيدًا عن الشغب أو العنف، لكن ما تخللته تظاهرة مشجعي النادي الأهلي من أعمال شغب و احتجاز اللاعبين ومحاولة منع إقامة مبارة فريقهم، يعد دافع قوي لتعطيل عودة الجماهير للمدرجات وليس العكس، مضيفا أن تلك الأفعال يشير إلي أنه مازال المتفرجين غير منضبطين وبالتالي لا يمكن إعادتهم للمباريات في التوقيت الراهن.

وأضاف عودة الجماهير لحضور المباريات مطلوب وبدونهم ليس للمباريات طعم، ولكن إعادتهم في الوقت الحالي كارثة لما يمثله من خطورة شديدة علي أمن الجماهير و حياتهم، مشددا علي أهمية التعامل بأسلوب أكثر حزما مع مثيري الشغب وعجم التراخي في تفعيل القانون.

 

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى