«الإخوان» تلجأ إلى تعديل لائحتها الداخلية
ازدادت الخلافات داخل تنطيم الإخوان خلال الفترة الماضية، وهو ما دعا الجماعة لتعديل بنود لائحتها الداخلية، حيث يرى المنشقون أن التعديل وفتح باب الترشح لمنصب المرشد جاء بعد فشل التنظيم، وزيادة الانشقاقات في الفترة الأخيرة، ويرى آخرون أن التعديل حفاظا على مركزية التنظيم التاريخية، وأن ترشح مرشد عام للجماعة من خارج مصر بداية لتفتيت الجماعة.
وهناك معركة عنيفة داخل الإخوان حول تعديل اللائحة الداخلية فهناك من يرفض إجراء أي تعديل على اللائحة، ومن يريد طرح التعديلات على قواعد التنظيم.
قال الدكتور محمد حبيب، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان السابق، إن اعتراف جماعة الإخوان في مصر بأحقية غير المصريين في الترشح لموقع المرشد العام، بعد قبولها بالمراقب العام، أمر غير جديد.
وأضاف «حبيب» في تصريح لـ«فيتو»، أنه من حق مجلس شورى الإخوان في أي تنظيم تقديم مرشح لموقع المرشد العام، ثم يعرض على الـ33عضوا وهم مجلس شورى الجماعة فإذا تمت الموافقة أصبح المرشد.
وتابع: «القضية هنا أن تنظيم الإخوان في مصر تراجعت شعبيته بعد وصولهم للسلطة، وفشلهم في إدارة شئون الجماعة، والفشل في إدارة الأزمات، وبالتالي بدأ تنظيم الإخوان يفكر في تفعيل أمر تقديمها لمرشح كمرشد للجماعة».
زيادة الانشقاقات
وأوضح الشيخ محمود الفقي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن اعتراف جماعة الإخوان في مصر بأحقية إخوان الخارج بتقديم مرشح لموقع المرشد العام للجماعة بعد قبولها بمراقب عام، يعد تحولا كبيرا في فكر جماعة الإخوان في مصر خاصة وأنها كانت تعتبر موقع المرشد العام قاصرا على مصر لأنها بلد منشأ الجماعة.
وأضاف أن الضربات والانشقاقات التي تضرب جماعة الإخوان والفشل المتلاحق كان وراء قبولها بهذا التحول خشية انفراط عقد الجماعة وزيادة الانشقاق في التنظيمات الإخوانية الأمر الذي يعجل بالسقوط التام.
المركزية التاريخية
ومن جانبه قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن قبول إخوان مصر بمرشح من التنظيمات الأخرى لموقع المرشد العام للجماعة، إجراء من شأنه تعزيز شأن التنظيم الدولي على حساب الجماعة ومركزيتها التاريخية في مصر نتيجة أزمتها الحالية.
وأضاف أن هذا يحدث للمرة الأولى بعد رفض الفكرة مرارًا قبل ذلك نتيجة تدني مستوى أداء قيادات الإخوان في مصر وآرائهم ومواقفهم وقراراتهم التي كانت دون مستوى الأزمة ما تسبب في أكبر هزيمة وانهيار تنظيمي للجماعة في تاريخها.
وأشار إلى أن تلك الخطوة سوف تضع قيادة غير مصرية في هذا المنصب خاصة وأن هناك قيادات أثبتوا رشدًا وحكمة طوال الفترة الماضية في تعاملهم مع الأزمات والأحداث.
تفتيت الجماعة
فيما قال صبرة القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية والباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن اعتراف جماعة الإخوان في مصر بأحقية تنظيمات الإخوان بالخارج في تقديم مرشح لموقع المرشد العام بعد قبولها بوجود مراقب عام في مصر، يعد تغييرا كبيرا في سياسة الجماعة نتيجة ضعف القيادات الإخوانية وفشل تجربتهم بمصر.
وأضاف أن الإحباطات والنتائج غير المرضية للتنظيم الدولي وثبوت الفشل الذريع للقيادات في مصر، وراء هذه الخطوة التي تؤدي إلى الصراعات وتفتيت الجماعة.
فيتو