الأخبار

في الذكرى الـ37 لمعاهدة السلام..«كامب ديفيد»

41

في حدث ليس الأول من نوعه، وحتماً لن يكون الأخير، يستضيف منتجع “كامب ديفيد” قمةً خليجيةً، دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما،  في الـثاني من أبريل الماضي، لبحث الصفقة السياسية التي توصلت إليها اللجنة السداسية وإيران، وإمكانية تحويلها إلى  اتفاق شامل لتسوية القضية النووية الإيرانية بحلول 30 يونيو القادم.

«القمة الخليجية ليست الحدث الأوحد»hgsh]hj السادات

وأصبح “كامب ديفيد” معقل الأحداث الأهم على الإطلاق، ففيه اتفق الرئيس الأميركي روزفلت في 1943 و رئيس وزراء بريطانيا، ونستون تشرشل، على خطة غزو أوروبا لتحرير معظمها من محتليه النازيين، فتحرر بعد عامين.

كما احتضن “الكامب” مفاوضات الحدث الأشهر في تاريخ مصر والعرب بإنهاء الصراع مع اسرائيل، قرابة الـ12 يوماً، وانتهت بالتوقيع في 17 سبتمبر  1978 على “اتفاقية كامب ديفيد” بين الرئيس المصري محمد أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، ورعاها الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، والتي حصل الزعيمان مناصفة على جائزة نوبل للسلام عام 1978 بعدها حسب ما جاء في مبرر المنح للجهود الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وتوجد مطالب بالإفصاح عن تفاصيلها التي تبقى سرية حتى اليوم، كما أنّها لم تُعرض على البرلمان المصري، والتي حرمت مصر بسببها من عضوية جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989.

وفي “الكامب” أحداثاً عربية أخرى، في منتصف عام 2000 تصافحت اسرائيل مع سوريا،  تمثلت في لقاء فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري حافظ الأسد، وبين رئيس وزراء إسرئيل آنذاك، إيهود باراك، وتناولا العشاء معاً برفقة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.

uvعرفات

وعلى رأس النزاع العربي الاسرائيلي تقف القضية الفلسطينية، وهي حاضرة أيضاً في الكامب، ففي العام 2000، برعاية كلينتون أيضاً، التقى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات برئيس وزراء إسرائيل القتيل إسحاق رابين، للاتفاق على مسودة اتفاق أوسلو، كما التقى فيه أيضاً بايهود باراك.

وفي تجمع هو الأول من نوعه، استضاف “الكامب”  قمة مجموعة الثماني السنوية رقم 38 ، في الفترة ما بين 18 إلى 19 مايو 2012، قبل ميعاد قمة الناتو مباشرة، وتم نقل مقر القمة من مدينة شيكاغو حيث كانت ستقام بالتعاقب مع قمة حلف الناتو إلى منتجع كامب ديفيد جراء مخاوف من تجمع كبير لمظاهراتمحتجين، وكانت هذه القمة هي الأولى منذ انضمام روسيا لمجموعة الثماني عام 1997 التي لم يحضرها الرئيس الروسي.

«أسرار كامب ديفيد»

وفي محاولة  استكشاف سر “القلعة الخفية” يذكر التاريخ أن “الكامب” يعود إلى عهد الرئيس  الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت، الشهير بفوزه 4 مرات متتالية برئاسة الولايات المتحدة، والذي انتخب رئيساً للمرة الأولى في 1933م، حيث قرر أن يبني  منتجعاً خاصاً يقضي فيه عطلة الصيف، واختار مكانه جبال “كاتوكتن” البعيدة نصف ساعة طيران بهليكوبتيرات هذه الأيام، وبدأ العمل فيه في 1935، وأطلق عليه حين انتهى بناؤه في 1942 بتكلفة بلغت 25 ألف دولار اسم Shangri-La المستمد من “مملكة جبلية” أسطورية، تحدث عنها الكاتب البريطاني الراحل في 1954 جيمس هيلتون برواية سماها “الأفق المفقود” وصدرت عام أصبح روزفلت رئيساً،وتم تخصيصه للقاءات شخصية للرؤساء من بعده، و يعرف رسمياً باسم مرفق الدعم البحري بثورمونت ومن الناحية التقنية يعتبر منشأة عسكرية ويتم توفير الموظفين في المقام الأول للمرفق من قبل قوات مشاة البحرية الأمريكية وبحرية الولايات المتحدة.

«مصير المنتجع بعد رحيل مؤسسه»

حافظ الرئيس هاري ترومن على “شانغري-لا” طوال 8 سنوات من ولايتيه، لأن زياراته إليه كانت قليلة، وزوجته “كانت تعتبر المكان مملاً”، وفق ما ذكره موقع Infoplease الأمريكي.G8_Summit_working_session_on_global_and_economic_issues_May_19,_2012

 وظل على اسمه حتى عهد الجنرال الراحل دوايت آيزنهاور، الشهير حبه لأحد أحفاده الذي ما زال حياً للآن، وتيمناً به أطلق الرئيس اسمه في 1953 على المنتجع، فتغير وأصبح “كامب ديفيد”، في إشارة إلى ديفيد آيزنهاور، المولود في 1948 والمؤلف والأستاذ حالياً بجامعة بنسلفانيا، والذي تزوج من جولي، ابنة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وله منها 3 أبناء ولديهما 3 أحفاد.

 « اختراقات أمنية للحصن المنيع»

 وفي “الكامب” المحجوب عن النظر بأشجار كثيفة على التلال المحيطة، والغائب عن العالم الورقي والخرائط الجغرافية، والذي تديره قوات المارينز وتشرف عليه وتحميه، مع أنه محمي ببيئة جبلية مرتفعة عن سطح البحر 548 متراً، ويصعب اختراقها براً للوصول إليه، ومزود بكل ما يقيه من غارات الطائرات، حتى بملاجئ أضافوها إليه مع الزمن، وفيه أيضاً مكان لتأدية الصلاة، وهو “خاص جداً” بلقاءات الرئيس الأمريكي خارج البيت الأبيض، لم يقف كل ذلك ضد اختراقه أمنيا في واقعتين خالدتين – ربما غير مقصودتين- إن جاز التعبير، ففي  10 يوليو 2011 اعترضت طائرات قتالية أمريكية طائرة خاصة صغيرة بالقرب من أجواء كامب ديفيد حينما كان الرئيس باراك أوباما بالمنتجع، وكانت تلك هي المرة الثالثة خلال يومين والخامسة خلال شهر التي يحدث بها مثل هذا الحادث. ولم يكن هناك أي مؤشر يستدعي الربط بين تلك الحوادث.

فيما تداولت وسائل الإعلام الأمريكية إبان أحداث 11 سبتمبر 2001 أنباء عن سقوط طائرة الرحلة رقم 93 التابعة للخطوط الجوية المتحدة بالقرب من كامب ديفيد بمسافة تبعد 90 ميل تقريبا بعيدا عن مكان هبوطها الطبيعي في مقاطعة سومرست بولاية بنسيلفانيا.

ويبدو أن الأمر ليس حديثاً أن يصطدم الأمريكيون بـ”الكهف المجهول” دون أن يدركوا ماهيته، ففي 12 مايو 1989 وقع حادث تصادم لسيارة بالباب الرئيسي للمنتجع أدى إلى إصابة سائق السيارة بجروح خطيرة جراء اصطدامه بالبوابة المحصنة التي لم يصبها أي ضرر.

«أحداث رئيسية»

واتخذ “الكامب” طابعاً دولياً وشهرة عالمية رغم اختفائه عن الأنظار الطبيعية، فشهد في عهد الرئيس دوايت أيزنهاور عقد أول اجتماع لمجلس وزراء بالمنتجع، كما استضاف أيزنهاور هناك كل من رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان ورئيس الوزراء السوفييتي نيكيتا خروتشوف.

كما زار الرئيس جون كينيدي وعائلته المنتجع في كثير من الأحيان، للاستمتاع بركوب الخيل والفرص الترفهية الأخرى. كما سمح كينيدي لموظفيالبيت الأبيض وأعضاء مجلس الوزراء باستخدام المنتجع عندما لا يكون موجودا به، فيما عقد الرئيس ليندون جونسون عدة مناقشات هامة مع مستشاريه بالمنتجع خلال كل من حرب فيتنام، وأزمة الجمهورية الدومينيكية، كما استضاف به رئيس الوزراء الأسترالي هارولد هولت وزوجته.

و في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، وفي محاولة تجديد الـ”كامب” تم إنشاء عدة مباني جديد تتماشى مع الطراز المعماري للمنتجع وتجمع بينها وبين وسائل الراحة الحديثة، ليستخدمه “نيكسون” في عقد اجتماعات لمجلس الوزراء، ومؤتمرات للموظفين، واستضافة كبار الشخصيات الأجنبية، كما كان مكان للم شمل عائلة الرئيس.

وفي عهد الرئيس جيرالدفورد، استضاف بالمنتجع الرئيس الإندونيسي سوهارتو وزوجته، إلا أن الرئيس رونالد ريغانق، كان الإوفر حظاً في الاستمتاع بهدوء المكان، حيث ضى  وقتاً بالمنتجع أكثر ممن سبقه من رؤساء الولايات المتحدة، واستضاف به رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت تاتشر.

فيما استضاف الرئيس جورج بوش الأب الأمير تشارلز بالمنتجع، والذي تردد  مرات عديدة على المنتجع، وقضى هناك مئات الأيام واستضاف به العديد من قادة الدول الأجانب.

«مناسبات الكامب»

وفي عام 1992 شهد الكامب أول وأخر احتفال زواج رسمي، حيث أقامت “دوروثي بوش” ابنة الرئيس بوش حفل زفافها بالمنتجع ليكون أول حفل زفاف يتم هناك.

ONA

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى