الأخبار

«أغنى إزاى وأهلى بيتقتلوا؟»

158

 

كشف المطرب الفلسطينى محمد عساف، سفير النوايا الحسنة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عن حزنه وألمه الشديدين تجاه القصف الذى شنته قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، والذى أدى إلى استشهاد ما يقرب من ألفى مواطن، بالإضافة إلى آلاف الجرحى الذين يعانون جروحاً حادة. وتحدث «عساف» عن حزنه لابتعاده حالياً عن قطاع غزة، وقال لـ«الوطن»: «أنا خارج قطاع غزة، وهذا الأمر يسبب لى الكثير من الآلام والأحزان؛ فربما سأكون مطمئناً لو كنت معهم داخل القطاع، وأشاهد أهلى وأصدقائى طيلة الوقت، ولكن بسبب ابتعادى عنهم أحاول أن أطمئن عليهم من خلال وسائل الاتصال المختلفة؛ فهاتفى لا يهدأ من كثرة المكالمات التى أجريها وأستقبلها خلال اليوم من أجل التواصل معهم».

وعن ذكرياته تجاه القصف الإسرائيلى، قال: «أتذكر جيداً الفترة التى عشت فيها بمخيم خان يونس؛ حيث عاصرت الانتفاضة الثانية التى انطلقت عام 2000 وحينها كنت طالباً فى المرحلة الابتدائية، وأتذكر المعاناة الشديدة التى عشتها مع أسرتى، وما زلت أشعر جيداً باللحظات الحلوة والمرة التى مررت بها خلال تلك الفترة الأليمة، كما عاصرت حرب 2008 ومن الصعب أن أنساها، فمشاهد قتل الأعداء لأهلى وهم يتساقطون الواحد تلو الآخر ما زالت تمر أمام عينى، ونفس الأمر بالنسبة لحرب عام 2012.

وعن موقعه كسفير للإنسانية والدور الذى سيقوم به، قال: «المسئولية كبيرة علينا، خاصة أن عدد الأطفال فى المنطقة التى تشهد القصف يصل إلى 20% من عدد السكان، وهو أمر يُشعر الجميع بالغضب والاشمئزاز، وأنا كسفير للإنسانية، أتوجه بكلامى إلى المؤسسات الدولية والحقوقية من أجل الحفاظ على الطفل الفلسطينى وحمايته من هذا القصف، فهو مثل أى طفل بالعالم، من حقه أن يعيش ويتعايش مع المجتمع، وأن يفرح ويعيش مرحلة طفولته فى براءة وسعادة، فحرام على الإنسانية أن تترك هذا الطفل يقضى تلك المرحلة الأولى من عمره وسط هذا الكم من النيران والدمار والخراب».

وعن أسباب انسحابه من حفل «نجوم العرب»، الذى كان من المقرر أن يُقام فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، قال: «أهلى وأصدقائى يستشهدون كل يوم بالمئات، فكيف أستطيع أن أغنى وسط هذا الكم من القتلى والجرحى؟ فصوتى هو صوتهم، وعلىَّ أن أوجه صوتى الآن للدفاع عن بلدى وأرضى ووطنى وأهلى، فأنا لم أكن أصل إلى هذه المكانة لولاهم».

الوطن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى