الأخبار

أسرار نقل يهود اليمن إلى تل أبيب

28

بعد قيام إسرائيل، بنقل 19 يهوديًا يمنيًا إلى إسرائيل، كشفت صحيفة عبرية عن أن تل أبيب دفعت مبالغ مالية لمليشيا الحوثى المدعومة من إيران لكى يتسنى إخراجهم، وأن العملية تمت بتنسيق من الوكالة اليهودية للهجرة.

ونقلت “ها آرتس” عن مصدر إسرائيلى، لم تفصح عن هويته، قوله إن خطة نقل اليهود من اليمن جرى العمل فيها منذ أكثر من عام، مضيفًا أن عشرات اليهود توافدوا فى الأشهر الأخيرة من تلك الدولة إلى إسرائيل عبر عمليات “معقدة لم نشهد لها مثيلا من قبل”.

وأوضحت الصحيفة، أن هذه العملية أُديرت من على البعد نظرًا لأنها تتعلق بدولة “معادية” تفتقر إلى رحلات طيران محددة ومطاراتها مغلقة فى كثير من الأحيان، وطرقها تعج بالحواجز الأمنية مما اضطر القائمين عليها أن ينقلوا عددًا محدودًا من اليهود كل مرة.

محمد حنفى الشنتناوى باحث فى الشؤون الإسرائيلية، فى تصريحات لـ«مبتدا»، إن الوكالة اليهودية التى كنا نسمع عنها كثيرا فى العقود السابقة، خصوصا فى بدايات إعلان قيام إسرائيل، كان هدفها تهجير اليهود من مختلف دول العالم، إلى أرض الميعاد المزعومة، وعندما استقرت الأمور، وأخذت إسرائيل كل الاعترافات الدولية بها كدولة للأسف، صمت الإعلام الصهيونى عن عمل تلك الوكالة.

وأضاف الشنتناوى، أن الوكالة لا زالت تعمل حتى الآن، لكن يس بقوة الماضى، موضحا أن هدفها فى الوقت الحاضر هو الحفاظ على اليهود المنتشرين حول العالم، بالإضافة لتنفيذ مخطط لتهويد العديد من الأشخاص أصحاب الديانات الوضعية.

وأكد أن الوكالة اليهودية هى التى نقلت اليهود اليمنيين، بمساعدة الموساد الإسرائيلى، حيث إن اليمن أصبحت أرض خصبة لانتشار كافة الأجهزة الاستخباراتية العالمية.

وأوضح، أنه تم نقلهم فى هذا الوقت تحديدا، بسبب هجوم الجماعات الحوثية المسلحة، مشيرا إلى أن الوكالة أخذت كلام المتنازعين وتصريحاتهم بشأن اليهود كذريعة لنقل آخر اليهود المتواجدين فى اليمن.

من جانبه، قال فادى عيد الباحث والمحلل السياسى لشؤون الشرق الأوسط، أن عمليات نقل يهود اليمن التى تمت على مدار شهور، ولم تكن عملية واحدة فى مشهد يعكس لنا نشاط الوكالة اليهودية للهجرة بالتنسيق مع الموساد، يذكرنا بكيف كانت عناصر الموساد تعمل فى العراق بعد الغزو الأمريكى لها عام 2003، سواء لنقل يهود العراق إلى إسرائيل، أو لتصفية كافة علماء الذرة العراقيين، وسرقة تاريخ وآثار العراق فى مشهد عكس لنا انتقام اليهود من مملكة بابل، ولحظة ثأرهم التى انتظروها من قرون بعيدة جدا.

وتابع عيد، أن العملية الأخيرة توضح أيضا كيف استغل الموساد اضطرابات أوكرانيا الأخيرة فى نقل يهود أوكرانيا إلى تل أبيب، فى مشهد قالت فيه الدولة العبرية لكافة يهود الأرض هنا تل أبيب، هنا الملاذ الآمن الوحيد لكم بالمسكونة.

وقال رئيس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية لإسرائيل، ناتان شارانسكى فى تصريحات صحفية: “هذه لحظة فى غاية الأهمية فى تاريخ إسرائيل والعاليا (الكلمة العبرية التى تشير إلى عودة اليهود لإسرائيل)، من عملية البساط السحرى فى عام 1949 وحتى يومنا هذا، ساعدت الوكالة اليهودية فى جلب يهود اليمن إلى موطنهم بإسرائيل. اليوم تنتهى هذه المهمة التاريخية. هذا الفصل من تاريخ أحد أقدم الطوائف اليهودية فى العالم يقترب من نهايته، ولكن مساهمة اليهود اليمنيين الفريدة من نوعها والبالغة من العمر ألفى عام، للشعب اليهودى تستمر فى دولة إسرائيل.”

وكانت عملية “البساط السحرى” عملية سرية لنقل ما يقرب من 50 ألفا من اليهود اليمنيين من عدن إلى إسرائيل فى عام 1949، بعد سماح إمام اليمن لليهود بمغادرة البلاد. وتم الكشف عن تلك العملية فقط بعد أشهر من انتهائها.

مبتدأ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى