منوعات

قناة السويس شريان حياة لواشنطن يواجه تحديات

 

ذكرت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية، أنه لطالما كانت قناة السويس شريان حياة حيويا للتجارة العالمية ونقل المعدات العسكرية منذ افتتاحها في عام 1869، محذرة أن زيادة عدم الاستقرار في سيناء يمكن أن يهدد هذا الروتين، مؤكدة أنه يتوجب الاعتراف بهذه المخاوف والاستعداد لها.
وتحدثت المجلة عن مدى الأهمية العسكرية واللوجيستية لقناة السويس للإمبراطورية البريطانية لمدة قرن تقريبا منذ إنشائها عام 1869، وأوضحت أنها اليوم تعتبر من أساسيات تمكن وقوة بحرية الولايات المتحدة ، وتقصر الكثير من الوقت على السفن الحربية الأمريكية في استجابتها للأزمات الناشئة.

وأشارت إلى أنها على مدى العقود القليلة الماضية، أصبح استخدام البحرية الأمريكيةللقناة مسألة روتينية، ولم تضطرب أو تتأثر بسبب الاضطرابات التي تحدث أحيانا في مصر والحرائق الإقليمية الأوسع.
وأوضحت أن السفن العابرة من الساحل الشرقي الأمريكي لمضيق هرمز توفر 3 آلاف ميل بحري لدى الإبحار عبر أفريقيا أو نحو 8 أيام، فضلاً عن توفير الوقود. ومن خلال عبور البحر الأبيض المتوسط يمكن للسفينة الوصول بسرعة بالقرب من «النقاط الساخنة» الرئيسية الأخرى.
وعلاوة على ذلك، تسهل قناة السويس الحركة السريعة للسفن بين القيادات الأوروبية والوسطى. ووفقا للموقع، فالقدرة على تحرك السفن بسهولة بين البحر المتوسط والبحر الأحمر توفر للقادة المرونة التشغيلية في وقت التهديدات الإقليمية في ليبيا، وأوكرانيا، وسوريا، والعراق، واليمن، وإيران.
وترى المجلة أنه، للأسف، استمرار استخدام البحرية الأمريكية لشريان الحياة المتمثل في قناة السويس أصبح مهددا على نحو متزايد نتيجة زراعة الفوضى في سيناء على الجهة الشرقية من القناة. وأوضحت أن المتشددين في سيناء المرتبطين بـ«داعش» شنوا ما يقرب من 400 هجمة ضد أهداف عسكرية ومدنية في عام 2015، ما أسفر عن مقتل ما يقرب من 300 شخص، وهذه زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة. في حين أنه تم قتل أكثر من 3 آلاف من هؤلاء المتشددين في المقابل، وتم اعتقال ما يقرب من 4 آلاف شخص، لكن لا يبدو أن العنف قد تراجع.
وأكدت المجلة أنه حتى الآن، لم تظهر قدرة المسلحين على السيطرة على مناطق في مصر، ومع ذلك، فإنهم يمكن أن يهددوا السفن العابرة للقناة، وذلك ظهر عندما هاجموا سفينة تجارية بقذيفة صاروخية في عام 2013.

وأوضحت أن القناة ليست غريبة على العنف، والبعض منها قد أدى إلى إغلاق مطول في الماضي. وتعرضت لغارة أرضية أثناء الحرب العالمية الأولى، وكذلك القصف الجوي خلال الحرب العالمية الثانية، ومنذ 60 عاما، كانت القناة نفسها نقطة محورية في الصراع. وبعدما أممها الرئيس السابق جمال عبدالناصر، منع الملاحة الإسرائيلية عبر خليج العقبة في عام 1956، وهو الموقف الذي أدى إلى العدوان الثلاثي على مصر، وقصفت القوات البريطانية والفرنسية مصر ونزلت القوات على القناة ظاهريا للفصل بين الجانبين. وخسرت مصر عسكريا، لكنها فازت دبلوماسيا، إذ انسحبتبريطانيا وفرنسا والقوات الإسرائيلية من المنطقة تحت ضغط دولي من قبل الأمريكيين وغيرهم. وكانت القناة مرة أخرى مسرحا لأعمال عنف كبيرة خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، وخلالها إسرائيل دخلت سيناء مرة أخرى، وخدمت القناة كخط فاصل بين القوات المصرية والإسرائيلية خلال حرب الاستنزاف التي تلت ذلك، وكانت بعد ذلك تخضع لعبور قوات من الجانبين خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973. وظلت القناة مغلقة من عام 1967 حتى عام 1975.
وترى المجلة أن الولايات المتحدة عليها أن تفكر في اليوم الذي قد يواجه ذلك الممر الحيوي خطر الإغلاق نتيجة الإرهاب أو وصول حكومة معادية للمصالح الأمريكية بالمنطقة. وأوضحت أنه رغم أن البحرية الأمريكية كانت تتمتع على مدى عقود بقدرتها على عبور قناة السويس دون عائق، فمع ذلك، خطر فقدان الوصول إلى قناة السويس لا يزال موجودا، وربما يحدث بسرعة وبشكل غير متوقع.
وذكرت أنه يجب إبلاغ القوات البحرية للتخطيط الاستراتيجي والتشغيلي لتفادي تلك المشكلة في المستقبل. وهناك طريقتان يمكن التصدي بهما لهذا الخطر، الأولى هي الحد من احتمال فقدان القدرة على الوصول من خلال العمل مع السلطات الوطنية والمحلية في مصر لتحسين الأمن الداخلي في المناطق المجاورة للقناة. والثانية هي تطوير الخطط التشغيلية وهيكلة الأسطول مع وضع خطر فقدان القناة في الاعتبار، فمثلا إذا لم تتمكن قوات البحرية الأمريكية من التحرك في القناة بسهولة، فقد تكون هناك حاجة لمزيج من القوات الجوية والبحرية لتحقيق نفس التأثير في ظل جميع الظروف.

 

 

 

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى