الأخبار

الصيانات «المضروبة» لمحطات الكهرباء

176

 

 

مصدر لـ”التحرير”: محطات طلخا مهددة بالخروج عن الخدمة قبل بداية الصيف.. رغم أعمال الصيانة

صرف 30 مليون جنيه على الوحدة الأولى لم يمنع عطل المكثف وخروجها من الخدمة

الوزارة: العمرات جيدة وانتهينا من 90%

“إيه الصوت ده”، كان هذا السؤال المتداول بين أهالى وسكان مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، مساء أمس الجمعة، بعد سماع دوى انفجار كبير، وهو ما رد عليه مصدر مسؤول بالمحطة بأنه، صوت “عادى” للسيفتى الخاص بالوحدات الموجودة بالخدمة، وهنا سألت” التحرير”، المصدر عن حالة محطات إنتاج الكهرباء بمحطة طلخا، لا سيما وأن أغلب المحطات قاربت على الانتهاء من برامج الصيانة الخاصة بها، وفقا لما أعلنه الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، عن انتهاء كل أعمال الصيانات لكل محطات الكهرباء مع نهاية شهر أبريل الجارى، فكان رد المصدر بأن الوضع فى محطة طلخا التابعة لشركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء” كارثى”.

وكشف عن إهمال جسيم داخل أروقة المحطة، يهدد بأزمات متوقعة خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بسبب وجود فساد فى عمل الصيانات والعمرات الجسيمة لوحدات إنتاج الكهرباء بالمحطة، لتعمل بكفاءة واستمرار.

«بلوف» صينى.. وقطع الغيار غير مطابقة

وأفاد المصدر لـ”التحرير”، اليوم السبت، أن محطة طلخا تحوى عددا من وحدات إنتاج الكهرباء، موزعة، ما بين محطة كبيرة بقدرة 750 ميجا وات، خارجة من الخدمة العام الماضى، لإجراء عمرة جسيمة، وهى العمرة التى تحتاج إلى فترة طويلة مقارنة بأعمال الصيانات المعتادة لكل المحطات ووحدات الإنتاج كل عام، فضلا عن احتياجها لمبالغ مالية كبيرة مقارنة بغيرها من المحطات الأخرى التى تحتاج إلى الصيانة، ومن المفترض أن يتم الانتهاء من العمرة الجسيمة للمحطة، مع نهاية شهر أبريل الجارى، وهو الآمر الذى توقع المصدر، صعوبة حدوثه، منوها بأن العمرة الجسيمة للمحطة قدرة 750 ميجا وات، لن تكون مجدية، بسبب استخدام “بلوف” صينى، وقطع الغيارغير مطابقة للمواصفات.

وأضاف المصدر، أن محطة طلخا بها وحدتان قدرة كل وحدة 210 ميجا وات، تحت مسمى الوحدة الأولى والوحدة الثانية، كما يوجد 8 محطات يطلق عليها الوحدات الغازية، ولكنه مجرد اسم فقط، وهى محطات لا تعمل بكفاءة، وعلى أقصى تقدير يعمل منها وحدتان، وكل وحدة من هذه الوحدات لا تنتج أكثر من 50 ميجا وات، وهو رقم هزيل، مشيرا إلى أن هذه المحطات الثمانية قديمة جدا، ووجودها لا يعتد به “غير محتسبة بشكل أساسى من قدرات إنتاج محطة طلخا”.

وأكد المصدر، الذى فضل عدم ذكر اسمه، أن الوحدتين الأولى والثانية بهما إهمال جسيم، حيث أن الوحدة الأولى بقدرة 210 ميجاوات، والتى تم عمل تحديث كامل “مضروب”، لها، على حد وصف المصدر، وهو أشبه بالعمرة الجسيمة فى الفترة من شهر مايو الماضى واستمرت حتى شهر أكتوبر الماضى، وتم صرف مبلغ مالى قدر بـ30 مليون جنيه، على الوحدة الأولى، وكان المفترض بعد انتهاء التحديث أن تنتج المحطة قدرات لا تقل عن 200 ميجاوات، بينما تنتج الوحدة ما لا يتعدى الـ160 ميجا وات، بخلاف خروجها المتكرر عن الخدمة، واصفا هذا الأمر بالكارثة.

ترقيع

وأوضح المصدر، أنه كان المفترض قبل عمل التحديث للوحدة الأولى، هو شراء طلمبتي تغذية وعمل إحلال لفرن الغلاية الخاصة بالوحدة الأولى، ولكن ما تم من تحديث هو “ترقيع”، كاشفا عن الوحدة الأولى تخرج عن الخدمة من وقت للآخر، لافتا إلى أن آخر مرة خرجت الوحدة عن الخدمة منذ 10 أيام، منوها بأن الوحدة تحتاج إلى مكثف وهم ما يتطلب خروج الوحدة لمدة 20 يوما متواصلة، ويعد بمثابة “الفضيحة” للقائمين على المحطة، فكيف لمحطة لم يتعد الأشهر عن خروجها من عمرة جسيمة، تخرج لتغيير المكثف ولمدة 20 يوما، ولا سيما ونحن لا يفصلنا عن نهاية أبريل، سوى 3 أسابيع، وهو الموعد المحدد للانتهاء من كل أعمال الصيانات للمحطات.

كما كشف المصدر عن اتفاق بين القائمين على محطة طلخا، وإحدى الشركات، وهى شركة الجزيرة للعمل فورا، بمجرد خروج المحطة فى أى وقت.

 مشكلات في الكيمياء

أما فيما يخص الوحدة الثانية والتى لا يقل إهمالها فسادا على الوحدة الأولى، وهى وحدة قدرتها الإنتاجية 210 ميجا وات، مشيرا إلى أن هذه الوحدة تعانى مشكلات فى “الكيمياء”، والتى تتسبب فى انهيار مواسير الغلاية، حيث إن المياه التى يتم نقلها من نهر النيل إلى الغلاية، لا بد أن تمر على وحدة الكيمياء لتنقيتها وعلاجها، ومن ثم دخولها للغلاية، بينما نظرًا لأن وحدة الكيمياء لا تعمل، فالمياه تدخل إلى الغلاية بدون أى معالجة تذكر، وفى النهاية تتآكل مواسير فرن الغلاية، لافتا إلى أن المشكلة عندما يتم عمل صيانة لوحدة إنتاج وبعد دخولها للخدمة بيومين تخرج، بسبب عطل وإهمال الغلاية لتعطل وحدة الكيمياء وعدم تنقية المياه، منوها بأنه تم تغيير مواسير فرن الغلاية أكثر من مرة للوحدة الثانية بعد رجوعها من أعمال الصيانات خلال الشهرين الماضيين، وسيستمر خروج الوحدة لعدم القضاء على السبب الرئيسى فى انهيار مواسير الغلاية بإصلاح عطل وحدة الكيمياء.

مثال مصغر

وشدد المصدر على أن المحطة تشهد باستمرار انفجارات لخروج الوحدات الأولى والثانية، وكلتا الوحدتين مهددة بالخروج فى أى وقت، وسيخرجان خلال الفترة المقبلة، على الرغم من أعمال العمرات الجسيمة والصيانات التى يتم علملها، موضحا أن الأعطال التى تشدها وحدات الإنتاج بمحطة طلخا، هى مثال مصغر لما يتم بعدد ليس بالقليل بمحطات إنتاج الكهرباء على مستوى الجمهورية.

“التحرير”، حاولت التواصل مع المهندس محمد العبد رئيس شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء، أو أى من المسؤولين بمحطة طلخا، إلا أن جميع المحاولات لم يكتب لها النجاح، بينما كان هناك رد من الوزارة، من خلال مصدر مسؤول داخل أروقة الوزارة بالعباسية، بأن الأمور تسير بشكل جيد فيما يخص أعمال الصيانات، وتم الانتهاء من أكثر من 90% من أعمال الصيانات للمحطات، مشددا على أنه سيتم الانتهاء من أعمال الصيانات بالكامل، وفقا للجدول والموعد المحدد من الوزير مع نهاية شهر أبريل الجارى.

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى