الأخبار

القصة الكاملة لتفاصيل هجوم “بوركينا فاسو”

 

31

 

 

شن تنظيم القاعدة الإرهابي، الليلة الماضية، هجوما على مطعم وفندق في واجادوجو، يرتادهما غربيون، ما أوقع 20 قتيلا على الأقل، كما احتجزوا رهائن، وذلك بعد أقل من شهرين على اعتداء مماثل في مالي.

وكتب السفير الفرنسي جيل تيبو، في تغريدة له على “تويتر”، أنه قبل الساعة 02.00 (بالتوقيتين المحلي وجرينتش)، بدأ هجوم قوات الأمن على المسلحين المختبئين في فندق “سبلنديد” الفاخر في وسط عاصمة بوركينا فاسو.

واوضح السفير: “تقاسمت مختلف فئات الأمن والجيش المهام بينها، في الوقت الذي انتشر فيه عسكريون فرنسيون في المكان”.

وأعلن وزير محلي، قرابة الساعة 04.30 بتوقيت جرينتش، أن 30 شخصا خرجوا “سالمين” من الفندق، وتم إجلاء 33 جريحا.

وأوضح وزير الاتصالات ريميس داندجينو، لوكالة “فرانس برس”، أن من بين الأشخاص الذين لم يتعرضوا لأذى، وزير العمل كليمان ساوادوجو، الذي كان في الفندق عند بدء الهجوم، مضيفا: “هناك قتلى لكن ليس لدينا رقم محدد، الهجوم جار وتقوم به قوات بوركينا بدعم من قوات خاصة فرنسية”.

وتتمركز قوات فرنسية خاصة في ضواحي واجادوجو، في إطار مكافحة التنظيمات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل، كما تملك واشنطن 75 عسكريا في البلاد، وقالت إنها تقدم الدعم للقوات الفرنسية في العملية.

وأشار مراسل وكالة “فرانس برس”، إلى سماع إطلاق نار كثيف لمدة 5 دقائق، قرابة الساعة 05.00 بتوقيت جرينتش صباح اليوم السبت في الطوابق العلوية للفندق، مضيفا: “قوات الأمن دخلت بعدها إلى الفندق، بعضها من نوافذه إلا أن سيارات الإسعاف التي أتت لإجلاء الجرحى المحتملين، ما تزال على مسافة من الفندق، ما يدل على أن الهجوم لم ينته بعد.

ويضم الفندق 147 غرفة، ويرتاده غربيون وموظفو وكالات الأمم المتحدة، وهناك مراقبة في مدخل الفندق، لكن ذلك لم يمنع دخول المهاجمين نحو الساعة 19.45 بتوقيت جرينتش، حين سمع دوي إطلاق نار وانفجارات.

واستهدف المهاجمون مطعم “كابوتشينو” المجاور، الذي يرتاده أيضا أجانب، وقال موظف في المطعم: “الهجوم أوقع العديد من القتلى”.

وقال وزير الداخلية سيمون كومباوري، لـ”فرانس برس”: “شاهد رجال الإطفاء العديد من الجثث في شرفة المطعم”.

وتحدث مدير المستشفى الرئيسي في العاصمة عن حصيلة أولية من 20 قتيلا على الأقل، في الاعتداء، ونقل عن إحدى الجريحات، أن “البيض أكثر من السود” بين القتلى.

– مهاجمون معممون-

وتمكن مراسل وكالة “فرانس برس”، من تمييز 3 مسلحين معممين عند بدء الهجوم، في حين قال شاهد إنه رأى 4 مهاجمين “معممين وبدوا من العرب أو البيض”، فيما أغلقت قوات النظام المنطقة حيث اشتعلت النار في عشر سيارات.

وتبنى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الاعتداء الذي نسبه إلى كتيبة “المرابطون” بزعامة “مختار بلمختار”، بحسب موقع “سايت” الأمريكي.

وعلى الفور، أشارت السفارة الفرنسية إلى وقوع “اعتداء إرهابي”، وخصصت رقما للطوارئ لرعاياها في بوركينا فاسو، في حين تم تحويل رحلة الخطوط الفرنسية “باريس-واجادوجو” إلى النيجر المجاورة.

ويشكل الاعتداء غير المسبوق في العاصمة، تحديا لنظام الرئيس روش مارك كابوري المنتخب حديثا، بعد عملية انتقالية صعبة، على رأس هذا البلد ذي الأغلبية المسلمة 60%.

لكن بوركينا فاسو التي شكلت “نقطة ارتكاز دائمة” لعملية برخان الفرنسية في مالي، سبق وتعرضت لهجمات إرهابية، وشهدت بعد ظهر أمس الجمعة، هجوما في شمال البلاد قرب الحدود مع مالي، أدى إلى مقتل دركي ومدني، بحسب الجيش.

وسجلت هجمات عدة من النوع ذاته في الأشهر الأخيرة، وفي أبريل 2015، تعرض مسؤول أمن روماني للخطف في منجم في تامباو (شمال)، في عملية تبنتها كتيبة المرابطون.

– كما حدث في باماكو-

وياتي اعتداء مساء أمس الجمعة، بعد أقل من شهرين من اعتداء على فندق “راديسون بلو” في باماكو، الذي أسفر عن سقوط 20 قتيلا، بينهم 14 أجنبيا في 20 نوفمبر، حيث احتجز مسلحون لعدة ساعات نحو 150 نزيلا وعاملا في الفندق، قبل تدخل القوات المالية مدعومة من القوات الخاصة الفرنسية والأمريكية ومن مهمة الأمم المتحدة، وقتل مهاجمان.

وبعد هذه الاعتداءات، وسعت الأجهزة القنصلية الفرنسية في بوركينا فاسو، نطاق “المنطقة الحمراء” التي ينصح بعدم السفر إليها، لتشمل قسما كبيرا من بوركينا فاسو، لكن دون أن تشمل العاصمة واجادوجو.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى