الأخبار

واشنطن تتمسك بـ «تنحي» الأسد

Russian soldiers ride an armoured vehicle near the ancient Syrian city on March 31, 2016. Syrian troops backed by Russian forces recaptured Palmyra on March 27, 2016, after a fierce offensive to rescue the city from jihadists who view the UNESCO-listed site's magnificent ruins as idolatrous.  / AFP PHOTO / JOSEPH EID
Russian soldiers ride an armoured vehicle near the ancient Syrian city on March 31, 2016.
Syrian troops backed by Russian forces recaptured Palmyra on March 27, 2016, after a fierce offensive to rescue the city from jihadists who view the UNESCO-listed site’s magnificent ruins as idolatrous.
/ AFP PHOTO / JOSEPH EID

عاد مصير الرئيس بشار الأسد نقطة خلاف علنية بين الجانبين الأميركي والروسي، مع تأكيد واشنطن على وجوب خروج الأسد «في مرحلة انتقالية» وتمسك موسكو بترك ذلك إلى «الشعب السوري»، وسط أنباء تفيد أن الرئيس فلاديمير بوتين لا يريد ممارسة الضغوط لتنحي الأسد كي لا يلجأ إلى الدعم الإيراني، وإن كانت موسكو تريد من النظام السوري إبداء «مرونة» في مفاوضات جنيف التي ستبدأ في ١١ الشهر الجاري وتبحث في ملفي تشكيل الحكم الانتقالي وصوغ دستور جديد. وشن الطيران السوري لليوم الثاني عشرات الغارات على غوطة دمشق. (راجع ص 3)

وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» أن «الموقف الأميركي من الأسد لم يتغير ويجب أن يخرج في مرحلة انتقالية». وكان المسؤول الأميركي يرد على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الشعب السوري يقرر مصير الأسد بالقول: «يجب أن يخرج الأسد في مرحلة انتقالية والقرارات حول آلية ذلك يجب أن تكون في إطار العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة والتي ستستأنف في منتصف هذا الشهر». وأشار المسؤول الأميركي إلى أنه «من المهم التذكير بأن كل أعضاء المجموعة الدولية الداعمة لسورية تؤيد المرحلة الانتقالية التي دعا إليها ميثاق جنيف في ٢٠١٢ والذي يشير بوضوح إلى وجوب تشكيل جسم حكم انتقالي بموافقة مشتركة ويحظى بصلاحيات تنفيذية كاملة».

وكان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف حض «وفد السلطات السورية الشرعية» إلى الجولة المقبلة من محادثات جنيف على «مواصلة المشاركة بصورة بناءة وإبداء المرونة الضرورية ضمن الأطر الممكنة».

وتواصلت ردود الفعل الروسية على التقرير الذي نشرته «الحياة» أول من أمس، وأشار نقلاً عن مصادر ديبلوماسية في مجلس الأمن، إلى اتفاق روسي – أميركي على «رحيل» الأسد إلى «بلد ثالث في مرحلة معينة من التسوية». وشن لافروف هجوماً عنيفاً على واشنطن واتهمها بتعمد تقديم «تسريبات غير مهذبة» حول التفاهمات الروسية – الأميركية، موضحاً أن الاتفاق بين موسكو وواشنطن يقوم «حول المبادئ الرئيسية للتسوية السورية، وهي علنية ومثبتة في قرارات المجموعة الدولية لدعم سورية وفي قرارات مجلس الأمن».

وكشف مصدر فرنسي مطلع لـ»الحياة» أن محادثات وزير الخارجية الأميركي جون كيري في موسكو مع الرئيس فلاديمير بوتين ولافروف في موسكو الأسبوع الماضي تركزت على الانتقال السياسي ومستقبل الأسد، لافتاً إلى أن ما قاله لافروف أمس من أنهما لم يتطرقا إلى هذا الموضوع «غير دقيق لأن مستقبل الأسد والانتقال السياسي في سورية كانا في صلب موضوع النقاش». وما لفت الجانب الأميركي في حجج بوتين أنه قال: «من الصعب جداً دفع الأسد إلى التنحي» وأن ذلك قد يخلق له مشكلة مع الإيرانيين وأن إيران حازمة ومتشددة بتمسكها بالأسد وأنه إذا ضغط بوتين لدفع الأسد إلى التنحي فإنه سيلجأ إلى الدعم الإيراني».

إلى ذلك، تداول خبراء قانونيون مستقلون ومعارضون «إعلاناً دستورياً موقتاً» يشكل مرجعية للهيئة الانتقالية خلال فترة التحول السياسي في «الجمهورية السورية». وأكدت مصادر متطابقة لـ «الحياة» أن لافروف سلم كيري خلال لقائه نهاية الشهر الماضي، مسودة دستور مبنية على وثيقة صاغها خبراء قانونيون مقربون من النظام السوري، ويدرسها الجانب الأميركي حالياً.

ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران السوري شن عشرات الغارات على مناطق قرب دمشق في وقت اتهمت باريس النظام السوري بخرق الهدنة بقصفها المدنيين وضرب الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية لإيجاد حل سياسي. وأعلنت الخارجية الأميركية أنها «روعت» بالغارات السورية على بلدة دير العصافير شرق دمشق، التي أسفرت عن مقتل ٣٣ مدنياً الخميس.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس لن تعترف بمكتب تمثيلي للأكراد السوريين في أراضيها، مؤكدة أن «المحاور الشرعي الوحيد» هو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الذي لديه سفير في العاصمة الفرنسية.

وكان رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم أعلن الخميس عزمه على «فتح مكتب تمثيلي لكردستان سورية في فرنسا».

 

الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى