الأخبار

السيسى: نتعاون بـ”شفافية” مع إيطاليا

35

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي عميق الأسف الذي تبديه مصر على المستويين الرسمي والشعبي لمقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، منوهاً باعتزام مصر مواصلة تعاونها الكامل وبشفافية تامة مع الجانب الإيطالي للوقوف على ملابسات الحادث وتقديم الجناة للعدالة.

ونوّه الرئيس السيسي باهتمام مصر بالكشف عن ملابسات اختفاء المواطن المصري عادل معوض في إيطاليا منذ أكتوبر 2015، معرباً عن ثقته في أن العلاقات المصرية الإيطالية الوثيقة والممتدة عبر التاريخ قادرة على التعامل بحكمة مع مثل هذه الحوادث الفردية وعبورها دون تداعيات سلبية على علاقات البلدين والشعبين الصديقين.

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم وفداً من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلنطي، وذلك بحضور وزير الخارجية سامح شكري.

وصرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف بأن الرئيس رحب بوفد الجمعية، مشيراً إلى أن بدء التواصل بين الجمعية البرلمانية للحلف والبرلمان المصري يمثل فرصة طيبة للتعريف بالتطورات التي شهدتها مصر على مدار السنوات القليلة الماضية، فضلاً عن عرض الرؤية والشواغل المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية الدقيقة التي تمر بها المنطقة والتي تؤثر على أمن واستقرار دولها.

وأوضح أن حالة عدم الاستقرار تلك تمتد لتؤثر ليس فقط على مصر، ولكن أيضاً على مختلف دول العالم، إذ طالت آثارها العديد من الدول في أوروبا والقارة الإفريقية. كما استعرض الرئيس الجهود الجارية لدفع عملية التنمية الشاملة في مصر على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكداً حرص الدولة المصرية على ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، وإعلاء قيم الديمقراطية، بالإضافة إلى العمل على خفض معدلات البطالة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن أعضاء الوفد أكدوا الدور المحوري الذي تقوم به مصر من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي، منوهين بما يلمسونه من حرص القيادة المصرية وتوافر الإرادة السياسية لمواصلة عملية التحول الديمقراطي، فضلاً عن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأعرب أعضاء الوفد عن تطلعهم للتعرف على الرؤية المصرية حيال العديد من الموضوعات ذات الأولوية، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، والأزمة الليبية، والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى مقاربة شاملة لمواجهة الإرهاب الذي قد يمتد تأثيره لسنوات طويلة ما لم يتم التحرك الجاد والسريع لتداركها والقضاء على مسبباتها.

ونوه الرئيس بأن تلك المقاربة يتعين آلا تقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، ولكن تمتد لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وكذا الأبعاد الفكرية والدينية، فضلاً عن ضرورة شمولها لكافة الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب سواء في المنطقة أو في القارة الإفريقية، علاوةً على مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، لا سيما أنها تعتنق ذات الأيديولوجية المتطرفة.

ونوَّه الرئيس السيسي بأهمية وقف إمداد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين الأجانب موضحا أن النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب، ستساهم أيضاً في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وستقضي على المسببات الرئيسية لها.

وفي الشأن الليبي، أكد الرئيس السيسي أهمية اتفاق المجتمع الدولي، لاسيما الدول المعنية بالأزمة، على بلورة رؤية مشتركة لتسوية تلك الأزمة، بما يساهم في عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا ويحافظ على سلامتها الإقليمية، ويصون مقدرات شعبها، وهو الأمر الذي يقتضي دعم تشكيل وإقرار حكومة الوفاق الوطني ومساندة مؤسسات الدولة الليبية وفي مقدمتها الجيش الوطني ليتمكن من بسط الأمن والنظام والاضطلاع بمهامه في مكافحة الإرهاب.

وأكد الرئيس أهمية التسوية السياسية لتلك الأزمة وعدم التركيز على الحلول العسكرية، أخذاً في الاعتبار أن عملية (الناتو) غير المكتملة في ليبيا وعدم ملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية وتجريدهم من السلاح، مكنت تلك التنظيمات وكذا الميلشيات المسلحة من بسط سيطرتها على عدة مناطق في ليبيا وزعزعة أمن واستقرار البلاد.

وعلى صعيد الأوضاع في المنطقة، شدد الرئيس على أهمية الإسراع في التوصل إلى حلول سياسية لمختلف أزمات المنطقة، بما يحافظ على وحدة الدول وسيادتها ويصون مؤسساتها الوطنية ويحترم خيارات وإرادة شعوبها، ويساهم في تهيئة المناخ السياسي المناسب للتركيز على جهود التنمية والقضاء على البيئة المواتية لانتشارالإرهاب، فضلاً عن أهمية تحقيق التوازن في المنطقة بما يدعم أمنها واستقرارها، ويعزز من قيم الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.

مصراوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى