الأخبار

القرار “عك في عك” والطلاب “هنجوا”

17

حالة من الجدل سببتها قائمة المقررات المحذوفة لمناهج الفصل الدراسي الثاني، التي اعتمدها الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم، بعد حملة أولياء الأمور التي طالبوا فيها بتخفيف المناهج الدراسية، ليطالبوا بعدها بإقالة وزير التعليم، مستغيثين بالرئيس عبدالفتاح السيسي، لاعتراضهم على قرار الوزير بحذف مناهج شهر فبراير.

لم يقتصر الاعتراض على قرار قائمة المقررات المحذوفة على أولياء الأمور فقط، لكنه امتد ليشمل المعلمين أيضا، نظرا لحذف أجزاء من المناهج تم تدريسها بالفعل في فبراير، وإقرار مناهج مارس وأبريل التي لم تُدرس بعد، تقول هند أحمد، معلمة بمرحلة التعليم الأساسي: “الطلاب هنجوا من كتر المناهج، كان مفروض يلغوا الأجزاء اللي لسه متدرستش، الطلاب مش ملاحقين يدرسوا جديد”، مضيفة: “المفروض دلوقتي نعمل مراجعات ومش لاحقين”.

رأي نهى سمير، معلمة اللغة الإنجليزية بالمرحلة الابتدائية، لم يختلف كثيرا عما قالته هند، حيث تقول: “الأولى يلغوا اللي لسه متدرسش لأن مفيش وقت خلاص، بدل ما يشيلوا المناهج اللي مش مناسبة سن الطلاب، شالوا اللي اتذاكر وامتحنوا فيه خلاص”، لكنها ترى أن الأمر لن ينتهي عند ذلك القرار، بخاصة مع استمرار اعتراض أولياء الأمور، قائلة: “أعتقد هيلغوا دروس من المقرر، لأن أولياء الأمور مش ساكتين”.

“القرار إرضاء للرأي العام، وليس لمصلحة الطالب أو المعلم”.. هكذا علق وائل يعقوب، معلم لغة العلوم للمرحلة الابتدائية، موضحا أن الوضع أصبح متعبا للمعلم، وعلى الطالب التحصيل في هذه المدة القليلة قبل الامتحانات، فالمناهج متكدسة والطلبة غير قادرين على تحصيل هذا الكم من المنهج، فكان من الأولى أن تقرر المناهج التي تم دراستها بالفعل، مثل منهج شهر فبراير، وبالتالي تكون أخف على الطالب في مراجعتها، عن إلغائها وإقرار ما لم يتم دراسته من الأساس.

وتطرق يعقوب إلى عامل الوقت، حيث اعتبر أن القرار يستلزم 15 يوما بعد الامتحانات لإنهاء المناهج المقررة، بعد حذف الأجزاء التي تم دراستها بالفعل، وبالتالي يلجأ المعلم للإسراع في إنهاء المنهج، ولن يستطع الطالب التحصيل بشكل جيد.

“إجهاد من كل الاتجاهات”.. هو ما سيجنيه قرار الوزارة في نظر المعلمة سارة الحلو، فتقول إن القرار يعود بالإجهاد على الطلاب في التحصيل في وقت قصير، وعلى المعلم في سرعة إنجاز المناهج المقررة بعد حذف ما تم دراسته، إضافة إلى إجهاد أولياء الأمور في القلق والمصروفات والدروس.

أما بسمة عزت معلمة الرياضيات، فاعتبرت القرار “عك في عك”، وكان من المفترض أن يتم قبل الدراسة.

وعلى العكس، وجد جمال عبده، معلم الرياضيات للمرحلة الأساسية، أن القرار جيدا لأنه يخفف عن الطلبة الأجزاء التي امتحنوها بالفعل كي لا يتم دراستها ثانية، والامتحان فيها مرة أخرى، إلا أن اعتراضه كان على توقيت القرار، فكان الأفضل إما أن يطبق من بداية العام الدراسي، أو بدءا من العام الجديد، حيث إن بعض الامتحانات وضعت بالفعل، وأصبح المعلمين مطالبين بتغييرها وحذف أجزاء من منهج فبراير التي قررت الوزارة حذفها.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى