الأخبار

الوضع غير مهيأ للانتخابات.. والمرشحون يواجهون «الحظر»

 

105

 

 

«تأتي الرياح بما تشتهي السفن»، حال محافظة شمال سيناء، بعد أن أصبح تأجيل انتخابات البرلمان غير مستبعد، وذلك بعد تقديم طعون على القانون المنظم لها، والذي تنظره المحكمة الدستورية العليا، فحال المحافظة التي تعيش في حالة طوارئ وفرض حظر للتجوال منذ 26 أكتوبر 2014، بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي، عقب مصرع 33 جنديًا مصريًا في هجومين بسيناء، وتابعه قرار لمجلس الوزراء، بمد حظر التجول لمدة 3 شهور إضافية في 25 يناير 2015، ليمتد الحظر من الساعة السابعة مساء حتى السادسة صباحا، غير مهيأ لإجراء الانتخابات المقرر إجراؤها في مارس المقبل، غير مهيأ لإجراء انتخابات.

ربما حظر التجول وحالة الطوارئ في شمال سيناء، يمثلان العديد من التحديات أمام كل من الناخبين والمرشحين للانتخابات الذين وصل عددهم لـ40 مرشحا؛ 23 منهم مرشحون عن الدائرة الأولى (مدينة العريش)، و3 عن الدائرة الثانية (رفح، الشيخ زويد، القسيمية)، و14 عن الدائرة الثالثة (بئر العبد، رمانة، النخيل، الحسنة).

المواطنون: تحديات أمام الانتخابات

قالت منى برهومة الناشطة السيناوية التي تسكن برفح، إن إجراء عملية الاقتراع في الانتخابات البرلمانية القادمة سيكون أمر صعبا، لأن المنطقة تعيش في “حالة حرب” منذ 18 شهرا.

وأضافت أن الدائرة الثانية التي تنتمي هي لها والتي تضم “رفح، والشيخ زويد، والقسيمة” لا يجوز أن تتم بها الانتخابات في ظل الظروف المشتعلة، وطالبت بتأجيل الانتخابات في الدائرة الثانية لأنهم يعيشون شبه “حالة حرب”، وتضيف “كيف سيقيم المرشح الدعاية الانتخابية وسط عدم الأمان المتواجد”.

وأشارت برهومة التي كانت عضوا بالمجلس المحلي لمدينة رفح لمدة 10 سنوات وبعدها عضو مجلس محلي لمحافظة شمال سيناء، إلى أن الأزمة ستكون لدى المواطنين الذين نزحوا من رفح بعد قرار إخلاء منطقة الشريط الحدودي لمدينة رفح المصرية من السكان مما ترتب عليه هدم بيوتهم ونزوحهم. وأضافت أنه من الصعب عليهم أن يقطعوا أكثر من 50 كيلو للذهاب إلى رفح للاقتراع.

أما ريهام زهران، من أهالي العريش، قالت إن الوضع لا يشجع على إجراء الانتخابات، الوضع لا يسمح بعمل لجان وتحديدا في الشيخ زويد ورفح.

ومن جانبه، قال حسين جلبانة، من أهالي العريش، إن المنطقة “محظورة” فحظر التجول يبدأ من السابعة مساء، وهناك قطع للشبكات الاتصال يوميا، فكيف ستتم أي ممارسة برلمانية، وأضاف أن قادة الأحزاب في شمال سيناء اجتمعوا من قبل وقرروا عدم المشاركة في أي استحقاقات انتخابية لو تم مد حظر التجول مرة ثانية وهو ما حدث بالفعل وتم مد الحظر 3 شهور إضافية، وهنا قال “موقف الأحزاب فيما بعد من الترشح أثار استغرابي، وفقدت ثقتي في كل الكيانات الحزبية المشاركة”.

المرشحون: الانتخابات مهمة لصالح أهالي سيناء

أما جمال عمرو المرشح لمقعد فردي عن الدائرة الثانية والعضو بحزب المواجهة قال إن إجمالي المرشحين المقبولة أوراقهم 40 مرشحا منهم 3 مرشحين عن الدائرة الثانية، مؤكدا أنه من الضروري إجراء الانتخابات في الدائرة الثانية حتى لا يترك الأمر للمنتفعين من عدم إجراء الانتخابات. مؤكدا أن العصبية تسيطر على الانتخابات في سيناء، وأن هناك قبائل تطالب بإلغاء الانتخابات نكاية في أشخاص من قبائل أخرى.

وأضاف أن هناك أشخاصا يعارضون إجراء الانتخابات لأنهم ينتفعون من ذلك، بأن يستمر الوضع سيئا كما هو عليه وألا يوجد من يدافع عن حقوق المواطنين في شمال سيناء.

وأكد أنه لديه مقر انتخابي، وأن العديد من القضايا على أولوية أجندته ومنها (عمل جسر للتواصل بين القيادات السياسية والاجتماعية والدينية والشباب والمرأة والجيش والشرطة لدحر الإرهاب، عمل اتحاد بين القبائل وحل المشاكل القائمة بينها، جذب مشاريع لسيناء، الاهتمام بالزراعة نظرا لأن رفح والشيخ زويد منطقتان زراعيتان).

وقال جمال عمرو الذي ترشح في 6 استحقاقات انتخابية من قبل (مجلس شعب: 1995، 2000، 2005، 2010، 2012) إن الأزمة الوحيدة متعلقة بالمواطنين الذين تم ترحيلهم عن بيوتهم التي كانت على الشريط الحدودي، مؤكدا أنه يسعى لتقديم مذكرة للجنة العليا للانتخابات بمراعاة هؤلاء وعمل مراكز للاقتراع لهم في العريش لتسهيل الأمر عليهم لممارسة حقهم السياسي. وهو ما علق عليه د. حسام رفاعي المرشح الآخر للانتخابات عن (العريش) بأنه قانونا لا يجوز بعد أن تتم دعوة الناخبين للانتخاب ألا يتم تعديل في كشوف قيد الناخبين.

مرشحو سيناء يطالبون بمساواتهم بباقي المرشحين

وأضاف حسام رفاعي، نقيب الصيادلة عن شمال سيناء، والمرشح للانتخابات عن الدائرة الأولى “العريش” أن إجراء الانتخابات في شمال سيناء أمر صعب بالنسبة لكل من المرشحين والناخبين، لأن شمال سيناء تعيش في حالة طوارئ وأن حظر التجول المفروض من الساعة 7 مساء يمنع المرشحين من النزول للشارع ومن ثم فلن توجد هناك مساواة بين مرشحي سيناء والمرشحين في باقي المحافظات.

وقال رفاعي إنه لابد من وجود حد أدنى من المساواة بين المرشحين في سيناء وباقي المحافظات، مضيفا أنهم ينتظرون حكم المحكمة الدستورية بخصوص الانتخابات، ربما يكون التأجيل فرصة لانتظار استقرار الأوضاع في المناطق المضطربة مثل شمال سيناء، وأكد أنه لو يتم تأجيل الانتخابات فهو سيقوم برفع قضية للمطالبة بتأجيلها.

وأشار إلى أن الانتخابات في سيناء ستجرى في المرحلة الثانية أي 26 أبريل، لو تم مد حظر التجول مرة ثالثة، فالاقتراع سيكون وقت الحظر الذي ينتهي في السابعة مساء، بينما الاقتراع من المقرر أن يكون من 9 صباحا إلى 9 مساء.

وطالب رفاعي بتأجيل الانتخابات لعدة شهور، ولو تمت الانتخابات، فلابد من تقليل ساعات حظر التجول وتقليص الأماكن التي يفرض عليها الحظر.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى