الأخبار

يا بجاحتك!

 

125

 

بأى عين، وبأى وش يلتقى أوباما زعماء الخليج؟.. وبأى عين، وبأى وش يلتقى أوباما الملك سلمان تحديداً؟.. أى بجاحة؟.. وأى صفاقة؟.. فقد اكتشفنا أنه رئيس «مقلب»، واكتشفنا أنه رئيس «شوربة».. أوهمنا بأنه جاء ينصر العرب، فإذا الدولة الوطنية العربية تنهار شرقاً وغرباً، ثم طعن السعودية بأنها دولة تحرض على العنف والإرهاب، والآن يبيتون لقانون يعاقبها على هجمات 11 سبتمبر!

لا أظن أن خادم الحرمين سوف يقابله بالطريقة التى كان يقابله بها من قبل.. ولا أظن أن زعماء الخليج يستريحون إليه كما كانوا من قبل.. فقد عرفوا أنه لا يختلف عن غيره، واكتشفوا أنه مجرد «شخشيخة» لا أكثر.. لذلك لم أجد عندى تعبيراً أخف من وصفه بالبجاحة.. ولا أجد عندى تعبيراً غير أنه «مقلب».. وكنت أتمنى أن تندلع مظاهرات فى وجهه تزامناً مع القمة الخليجية الأمريكية تطالب بطرده فوراً!

لم أعد أطمئن إليه إطلاقاً.. ولا أطمئن إلى توجهاته أبداً.. فقد جاء بسلامته ليناقش جهود مكافحة الإرهاب مع الملك سلمان.. كيف وهو يتصور أن السعودية هى التى كانت وراء الإرهاب والتحريض على العنف؟.. لقد قال ذلك فى حواره الشهير، وهم هناك فى الكونجرس يبيتون لقانون يعاقب السعودية بأثر رجعى.. السبب أن السعودية مستهدفة بالتقسيم.. يريدونها إمارات صغيرة فى حجم قطر!

سيكتب التاريخ أنه أسوأ رئيس دخل البيت الأبيض.. فقد خسرت أمريكا فى عهده منطقة الشرق الأوسط.. صحيح أنه رفض التشريع المزمع، لكنها ربما تكون مسألة وقت فقط.. قد يتحرك الأمر فى وقت لاحق.. وقد تكون الحكاية مجرد «ابتزاز للسعودية»، رغم أن الرياض هددت على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير بعقوبات اقتصادية، وبيع سندات مقدارها 750 مليار دولار لإرباك الاقتصاد الأمريكى!

ذكرتُ فى مقالات سابقة أنه يحاول أن «يحرق» الأرض قبل أن «يرحل».. وأظن أن حواره لمجلة «ذى أتلانتيك» كاشفٌ لمكنونات نفسه.. فهل سيلقنه الخليجيون درس العمر؟.. هل تواتيهم الشجاعة ليقولوا له ما فى جعبتهم، أم أن السياسة لها طرقها وأساليبها؟.. إذن فليفعلها الإعلام، وليفعلها شباب الخليج.. إلا إذا كانت واجبات الضيافة تأبى عليهم أن يفعلوها.. لابد أن تصله الرسالة بطريقة أو بأخرى!

فمن المؤكد أن هناك ملفات ملتهبة قائمة، ينبغى أن تتطرق إليها القمة الخليجية الأمريكية.. ومن المؤكد أن أوباما كان طرفاً فيها بغباوته، وتقديم مصالح إيران على مصالح العرب.. ومن المؤكد أن أمريكا أدارت ظهرها للمنطقة فى عهده، كما أنها تركت إيران تنفرد بها.. السؤال: كيف يقنعنا السيد أوباما بأنه «حليف استراتيجى»؟.. وكيف يمكن أن نطمئن إليه مثلاً، وهو «لاعب رئيسى» فى كل مشكلات المنطقة؟!

أعرف أن السعودية لا «تبلع» أوباما بعد تصريحاته، والأمير تركى الفيصل قال إن السعودية تدفع ثمن وقوفها بجوار مصر.. أما قطر فهى أسعد العرب بتخاريف أوباما، وربما أسعدهم بمشروع تقسيم المنطقة إلى دويلات.. أولاً لأن قطر لا تقبل التجزئة.. ثانياً كله هيبقى زى بعضه.. ثالثاً: هيسخطوك يا قرد هتبقى إيه؟!

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى