الأخبار

«التخطيط»: 90% من الفتيات تعرضن للتحرش الجنسى

عبير صلاح الدين:

المواجهة تبدأ بـ«دبوس الحجاب» والصفع والضغط على القدم إلى الصاعق الكهربائى

 

6% فقط من عينة البحث لجأت إلى الشرطة بسبب الخوف على السمعة أو من التحرش فى القسم

كشفت دراسة لمعهد التخطيط القومى عن تعرض نحو 90 % من الفتيات للتحرش الجنسى، خلال فترة الطفولة، الأقل من 18 سنة، أغلبها فى الشارع والمواصلات العامة، ثم الأسواق والحدائق العامة والشواطئ، وأخيرا الأماكن الخالية والمولات التجارية وباستخدام الهاتف المحمول

وفقا للدراسة، كان «دبوس الحجاب» هو وسيلة الدفاع التى استخدمتها 29% من الفتيات، بينما لجات 25% منهن إلى صفع المتحرش، واستخدمت 22% منهن الصاعق الكهربى، بينما لجأت نسبة 15% إلى استخدام آلات حادة، واستخدمت نسبة 10% منهن طريقة الدوس على قدم المتحرش.

وشملت الدراسة التى أعدتها الخبيرة بالمركز الديموجرافى فى المعهد، بثينة الديب، بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، وهيئة الامم المتحدة للمرأة، تحت عنوان «دراسة طرق وأساليب القضاء على التحرش الجنسى فى مصر»، عينة ممثلة من الفتيات والذكور فى سن من 10 إلى 18 سنة فى 7 محافظات، هى القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والغربية والدقهلية وأسيوط وقنا.

واستطلعت الدراسة آراء 40 من قيادات المحافظات التى شملتها، فيما يخص مدى انتشار الظاهرة والقضاء عليها، من بينها سكرتير عام المحافظة، ومدير مديرية الأمن، ومديرو مديريات التربية والتعليم، ومراكز الشباب، وأعضاء مجالس الشعب السابقين، وقيادات بالمجلس القومى للمرأة، والمجلس القومى للأمومة والطفولة.

ورصدت الدراسة التى عرضتها الديب فى لقاء للمجلس القومى للطفولة والأمومة، عن حماية الأطفال من التحرش، 3 أنواع من التحرش التى تعرضت لها عينة البحث، منها التحرش الشفوى كالملاحظات والتعليقات الجنسية المشينة، وطرح أسئلة جنسية، والنكات البذيئة، والإلحاح فى طلب لقاء، وأيضا التحرش غير الشفوى كالتلميحات والإيماءات الجنسية، والنظرات الموحية، وأخيرا التحرش جسديا، بداية من اللمس والتحسس حتى الاعتداء المباشر».

وأوضحت الديب فى دراستها أن أغلب أشكال التحرش، كانت فى شكل تصفير ومعاكسات بالكلام فقط، وتعرضت له 87% من الفتيات، يليها النظرة المتفحصة لجسد المرأة، وتعرضت له 65% منهن، ثم المعاكسات التليفونية وتتبع الفتاة، أو لمس أجزاء من جسدها، أو توجيه كلام جنسى لها، وهو ما تعرضت له أكثر من نصف الفتيات المشاركات فى الدراسة، وأخيرا تلميح المتحرش بأعضائه أو الكشف عنها، أو إرسال صور لها معنى جنسى عبر الانترنت، أو تعليقات جنسية بأماكن يمكن رؤيتها.

وقالت الفتيات المشاركات فى الدراسة، إن 60% من حالات التحرش حدثت فى كل الأوقات، و24% منها كانت تحدث فى الفترة من السادسة صباحا حتى الخامسة مساء، و11% من السادسة حتى العاشرة مساء، فيما كان 9% فقط منها يحدث خلال الفترة ما بعد العاشرة مساء.

وأشارت الفتيات إلى أن أغلب حالات التحرش، وقعت فى الشارع أو المواصلات، لكن البعض أكدن تعرضهن للتحرش من زملاء أو معلمين فى المدرسة أو الجامعة، ومن الجيران والأقارب، وذكرت نصف العينة تقريبا أنهن يتعرضن لهذه التحرشات يوميا.

وعن مشاعر الفتيات وقت التعرض للتحرش، ذكرت 37% من العينة شعورهن بالخوف والألم، وكان رد فعل 24% منهن هو الغضب والصراخ، بينما لم تبد 20% منهن أى اهتمام، وقالت نسبة 6% من العينة إنها لامت نفسها لخروجها إلى الشارع، بينما قالت 3% منهن إنها شعرت بأنوثتها عندما تم التحرش بها.

وحول ردود أفعالهن وقت حدوث التحرش، قالت 18% فقط من الفتيات أنهن قمن بسب المتحرش، وتركت 9% من الفتيات المكان، وهربن من المتحرش، ولم تتعد نسبة اللاتى استنجدن بالشرطة 1%، وذكرت الغالبية أنهن لم يطلبن المساعدة من أحد، خوفا من «كلام الناس»، أو من عدم تصديق الشرطة أو التعرض للتحرش داخل القسم.

وعند سؤال الفتيات عن رد فعل الناس عند مشاهدتهن لتحرش شخص بها، أكدت نسبة 43% من الفتيات أن الذين شاهدوهن لم يفعلوا شيئا، وقالت نسبة 37% إن «أحدا لم يلحظ ما يحدث»، فيما ذكرت نسبة 10% من الفتيات أن الناس تظاهروا بأنهم لم يروا شيئا، بينما لم تتعد نسبة التصدى للمتحرش من جانب النساء والرجال الـ10%.

ورغم أن نسبة 6% فقط من الفتيات المشاركات فى الدراسة، ذكرن أنهن لجأن إلى الشرطة عند حدوث التحرش، أكدت 58% منهن أن الشرطة منعت المتحرش عنها، بينما قالت 20% منهن إن الشرطة ألقت القبض عليه، ونقلته إلى قسم الشرطة، بينما ذكرت نسبة 11% منهن أن رجال الشرطة سخروا منهن، فيما كشفت نسبة 4% عن تحرش رجل الأمن بهن.

وذكرت نسبة 35% من الفتيات المشاركات فى الدراسة، أنهن خفن من رجال الشرطة، وقالت أخريات «عيب البنت تعرف حد بموضوع التحرش»، وقالت نسبة أخرى «عيب أن تذهب البنت إلى القسم لتشكو المتحرش»، بينما اعتبرت نسبة 68% من الفتيات أن «البنت التى ترتدى ملابس ضيقة تستحق أن تتعرض للتحرش»، وقالت نسبة 21% منهن «الولد يتحرش بالبنت لأنه غير قادر على الزواج».

وطالبت الفتيات بوضع عقوبات رادعة ضد المتحرشين، والتغلب على حالة الانفلات الأمنى بصفة عامة، وتطبيق القوانين الموجودة بالفعل، مع ضرورة وجود ضابطة وباحثة اجتماعية للتعامل مع حالات التحرش داخل كل قسم، بجانب توفير فرص عمل للشباب، والتصدى لعرض الصور والبرامج الإباحية فى التليفزيون.

وأجمعت القيادات الرسمية والشعبية المشاركة فى الدراسة، على أن أول طرق مواجهة هذه الظاهرة هى إصدار قانون جديد يعاقب المتحرش بشكل رادع، وضرورة إعادة الأمن إلى الشارع، وعودة عسكرى الدورية، والحملات الأمنية المتكررة.

وأكدت تجربة محافظتى قنا والإسماعيلية، أن الحملات الأمنية استطاعت القبض على الكثير من الشباب فى حالة «تلبس» أثناء التحرش، وتم تحرير محاضر فورية ضد المتحرشين، ومازالت هناك دعاوى منظورة ضدهم فى المحاكم.

وأوصت القيادات التى شملتها الدراسة، بأن تعمل وسائل الاعلام على توعية الشباب بخطورة التحرش، بالإضافة لتوعية طلاب المدارس والجامعات فى حصص الدين والتربية الوطنية، بأن حرية الفرد لابد أن تكون أيضا فى الحفاظ على حرية وحقوق الآخرين، كما شددت على ضرورة تطوير الخطاب الدينى ليركز على التمسك بالأخلاق الحميدة وحماية الإناث.

وأكدت قيادات الأمن فى المحافظات التى أجريت فيها الدراسة، أن أجهزة الأمن تقوم بزيادة عدد الحملات والدوريات الأمنية، خاصة فى مواعيد خروج المدارس، وأمام الجامعات والأسواق والأماكن المزدحمة، وفى مواقف سيارات السيرفيس والأتوبيسات.

الشروق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى