الأخبار

“فريدي” يعرى “أوباما

148

 

تمتد جذور التفرقة والفقر في غرب بالتيمور بشكل مباشر في السياسة الفيدرالية فالخط الأحمر من الأحياء بالولاية، التي أنشئت تحت إشراف الهيئة الاتحادية للاسكان، ساعد على ضمان فصل السكان السود وفي عام 1995، وجد قاض اتحادي ان وزارة الإسكان والتنمية الحضرية انتهكت قانون الإسكان العادل، ووضعت الإسكان العام فقط في الأحياء الفقيرة ذات الغلبية السوداء، وبالتالي تركيز وإدامة دائرة الفقر فيها حيث تم استهداف السود من سكان المدينة بالإقراض التمييزي.
“المنصفون برروا أحداث بالتيمور ووصف المتظاهرين بالبلطجية قائلين هذه ليست عدالة أن نقول إن ما حدث هو شغب من مجموعة من الناس لإيجاد طريقة للسرقة هذا هو التناقض في صميم أعمال الشغب في بالتيمورفهذه الأحداث هي غضب بني ببطء، بدءا من إلقاء القبض على فريدي رمادي الرجل الأسود البالغ من العمر 25 عاما بعد وفاته متاثرا باصابة خطيرة في سيارة للشرطة لكن حياته وموته دفعت إلى سلسلة من الأسئلة حول كيفية تفاعل الشرطة مع سكان بالتيمور والتفرقة والفقر في المدينة.
بعد منتصف الليل يوم الاثنين12 أبريل الجاري نشر تقرير يقول إن أعضاء جماعة “كريبس والدماء”، واثنين من عصابات متنافسة، قد وافقوا على عقد مسيرة سلمية ضد وحشية الشرطة وأصدرت إدارة شرطة بالتيمور بيانا قالت فيه إن هناك “تهديدا حقيقيا” من أفراد العصابات المتحالفة مع ضباط “إخراج” لكن في الحقيقة، هؤلاء الأفراد يبدون أكثر الناس فعالية في الحفاظ على “مظاهر النظام” في الشوارع ..من نصدق في هذه الحالة؟ إن موت فريدي ليس سوى أحدث حلقة في تاريخ وحشي للشرطة في الولاية المنكوبة.
بدأ المتظاهرون بإلقاء الطوب والصخور، ومقذوفات أخرى على ضباط وعجز وجود شكلي لسود في السلطة من التغطية على عنصرية راسخة في الإدارة الأمريكية وتبين أن مجرد وجود الأمريكيين من أصل أفريقي في مناصب عليا، كرئيس البلدية وقائد الشرطة المفوض ليس كافيا.
وكعادتها المزيفة في التعامل مع مثل هذه الاحتجاجات  بدا رئيس البلدية ستيفاني رولينجز بالاستماع بتعاطف إلى المحتجين وبدا في سلوكه كمجرد سياسي ، يخضع لانتقادات من الناس إلا ان الشرطة أفسدت محاولاته لتشيرإلى المتظاهرين بلفظ “البلطجية”، وهو مصطلح عنصري تكرر استخدامه من قبل سلطات فيرجسون وأماكن أخرى ما دفع بعض المسئولين مرغمين إلى انتقاد علني لوحشية الشرطة ضد قوات الشرطة بالتيمور.
بالنسبة لمعظم الأميركيين، فإن التلفزيون ينقل صورة غير مكتملة لما كان يحدث وأخذت التقارير الإخبارية في سياق ظاهر الأحداث من عنف والتركيز على تلك الصور التي يمكن أن تكون مضللة في بعض الأحيان ليظهر للكاميرا رجال شرطة يكافحون شغب من بعض اللصوص والمخربين.
إلا أن الجميع اتفق على الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة ضد فريدي رمادي.ليتم التركيز على مشاهد حادة للدمار، من حرائق وإلقاء الحجارة وعمليات النهب التي هي انعكاس للفقر الشديد في الولاية وإخفاء وحشية القوات التي هي أكثر أهمية في تفسير ما يحدث.
لقد انهارت الصورة الذهنية التي تروجها أمريكا عن نفسها بمساعدة الأحرار حول العالم وبات بيتها الزجاجي الهش مليئا بالثقوب وبات أوباما مطالبا بالتدخل وتهدئة الأعصاب في بالتيمور لكن هل يكتفي بزيارة الولاية وإلقاء خطاب، كما فعل بعد الكثير من المآسي الوطنية؟ وهي الزيارة التي تعد مسكنا لجرح عميق من تسبب العنصرية في انفجار هذا الغضب أم تكشف أمريكا بشجاعة للعالم أنها مجتمع قام على هدر حقوق السكان الأصليين وإبادتهم لتواجه عنصرية تسري في دمائها تتجمل لإحفائها؟.

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى