الأخبار

لقاءات البابا بملوك الخليج..

3

يبدو أن الكنيسة المصرية اتجهت نحو العمل السياسي؛ فللمرة الثانية خلال أقل من شهر، يتلقي تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، برؤساء دول عربية.

المرة الأولى، كانت في مطلع الأسبوع الماضي، عندما التقى بالملك السعودي سلمان بن عبد العزير، أثناء زيارته للقاهرة، والثانية، اليوم؛ حيث يلتقي تواضروس بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

وتعد الظاهرة الأولى من نوعها، فكانت الكنيسة بعيدة عن العمل السياسي الصريح منذ عهد البابا شنودة، الذي لم يلتقِ أيًّا من الرؤساء خلال تقلده منصب الباباوية، الأمر الذي أثار حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض للزيارة؛ فرأى البعض أنه إقحام للكنيسة في العمل السياسي، في حين رأى آخرون أنه أمر طبيعي؛ باعتبار أن الكنيسة مؤسسة من بين مؤسسات الدولة.

لم تكن المرة الأولى التي يخرج فيها تواضروس عن الإطار الذي رسمه البابا شنودة للكنيسة المصرية منذ عشرات السنين, فزار من قبل، الأراضي المحتلة في نوفمبر من العام الماضي بعد انقطاع منذ عام 1980, وهو الموقف الذي اتخذه المجمع المقدس بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد.

الكاتب القبطي جمال أسعد، شن هجومًا على الزيارة، وأكد أنها غير مفهومة، وتطرح سلسلة من السيناريوهات المرفوضة؛ موضحا أن تدخل الكنيسة في المشهد غير مبرر، ويعيد للأذهان ما حدث في لبنان، وانتهاء الوضع فيها بحرب طائفية، كما أن زيارة  الرؤساء للبابا، محاولة للزج بالكنيسة في الأحداث السياسية.

وأَضاف أسعد لـ “البديل” أن الزيارة تعتبر ردًّا للجميل؛ بعد مساندة الكنيسة لأحداث 3 يوليو عقب عزل حكم الإخوان ومساندة النظام الحالي المدعوم من دولة البحرين، مؤكدا أن البابا شنودة لم يلتقِ أيًّا من الرؤساء خلال عهده باستثناء الزعيم الراحل ياسر عرفات، وكان ناتجًا عن علاقات شخصية بين الجانبين، بالإضافة إلى مواقفه التاريخية من القضية الفلسطينية ورفض زيارة القدس في ظل الاحتلال الصهيوني.

وحذر أسعد من دخول الكنيسة العمل السياسي الذي سيخرجها من كونها بيتًا للعبادة ومكانًا دينيًّا إلى مؤسسة سياسية لها مواقف ومحل نقض من القوى السياسية، مضيفا أن النظام الحالي يحاول أن يصور للمجتمع الدولي أن الضيف يقابله كل أطياف المجتمع وليس الحكومة فقط.

وعلى الجانب الآخر، قال كمال زاخر، المفكر القبطي، إن هناك حالة من الجهل بدور الكنيسة في المجتمع المصري، مؤكدا أنها مؤسسة مصرية كباقي المؤسسات، ودخولها المشهد السياسي لن يؤثر عليها، كما أن الكنسية تعبر عن آراء المصريين، واصفًا انتقادات لقاءات البابا برؤساء الدول بـ”غير المفهومة”.

وأوضح زاخر أن الزيارة عادة تأتي بناء على طلب الضيف، والعادات والتقليد المصرية ترحب بالجميع، ولا يمكن أن يطلب ضيف زيارة شخص أو مكان معين، ويتم رفض هذه الزيارة.

البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى