الأخبار

“حلب” تحترق والدول العربية تدين

12

على الرغم من الغضب الذي اجتاح نفوس جميع شعوب العالم، وشعوب الدول العربية بصفة خاصة، على غرار القصف المتواصل على مدينة حلب السورية، والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء الشعب السوري، ومن بينهم الكثير من الأطفال في مشاهد تقشعر لها الأبدان، إلا أن الدول العربية لم تلتفت إلى الأمر إلا من خلال بيانات الإدانة والشجب، ولم تتخذ أي دولة خطوات تصعيدية للعمل على وقف نزيف الدم في سوريا.
وفي هذا السياق ترصد “الفجر”، مواقف الدول العربية من القصف على مدينة حلب، وتعليقات بعض الخبراء على تلك المواقف.
مصر تعرب عن قلقها
أدانت مصر، عمليات القصف التي شهدتها مناطق متفرقة من سوريا مؤخراً، معربةً عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني هناك.
وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية، إن المتحدث باسم الوزارة أدان عمليات القصف التي شهدتها مناطق متفرقة من سوريا على مدار اليومين الماضيين، لاسيما قصف مستشفى القدس بمدينة حلب.
وأعرب المتحدث، عن القلق البالغ الذي ينتاب الحكومة المصرية إزاء تدهور الوضع الميداني على الساحة السورية، وما يصاحبها من معلومات عن سقوط العديد من المدنيين.
وأشار إلى أن الحاجة تقتضي حالياً تطوير العملية السياسية، والانتقال بها إلى مرحلة التفاوض المباشر وتسهيل تمرير المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب السوري في جميع المناطق المحاصرة.
السعودية تدين
عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة وشجبها واستنكارها الشديدين، للغارات التي تشنها قوات بشار الأسد على مدينة حلب، والتي أدت إلى تدمير مستشفى يُدار من قبل منظمة دولية، وأودت بحياة العشرات بينهم أطفال وأطباء.
وأكد المصدر، أن هذا العمل الإرهابي يضرب بعرض الحائط اتفاقية وقف الأعمال العدائية، ويخالف القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية الإنسانية، ويسعى إلى إجهاض المساعي الدولية الرامية للوصول إلى حل سياسي للأزمة، ومنع وصول المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق.
وأضاف المصدر، أن قيام طاغية دمشق بشار الأسد بهذا العمل الإجرامي يؤكد عدم جديته في الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، وعدم جديته في المضي في المباحثات الجارية لحل الأزمة السورية سلمياً وفق مبادئ جنيف1 وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
واختتم المصدر تصريحه بمطالبة المملكة المجتمع الدولي وحلفاء بشار الأسد الذين التزموا بوقف الأعمال القتالية؛ باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاعتداءات وكافة الجرائم التي يرتكبها بشار الأسد وأعوانه ضد الشعب السوري الشقيق.
الإمارات تستنكر
كما استنكر أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية الوضع فى سوريا، مؤكداً أن العنف أصبح ظاهرة يومية فى لغة العرب.
وقال قرقاش، فى سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمى بموقع التدوين المصغر تويتر: “التوحش والنذالة لا تعرف قاعاً فى حروب العرب الأهلية، من سلفى الإعلامية السورية إلى استعراض الجثث عبر شاحنة النقل، وقبل ذلك عنف وإعدامات داعش”، مضيفاً “العنف واستعراضه أصبح ظاهرة يومية فى لغة العرب مع العرب، والإعلام الحديث سهل نشره، ظاهرة أن لم نتصدى لها ستصبح سرداً مواكباً ومقبولاً لحروبنا”.
واستطرد وزير الدولة للشئون الخارجية “هل نقف صامتين أمام هذا الإفلاس والإنحطاط اليومي والمرافق لحروب العرب والإرهاب المصاحب؟ هل وجب أن نسقط أخلاقيا ونحن نمزق الأوطان ونفكك الدول؟”.
الجامعة العربية تطالب بخطوات عملية
واستنكرت جامعة الدول العربية استمرار عمليات القصف العشوائي للمدنيين في مدينة حلب وغيرها من المناطق السورية.
وأبرز الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في بيان له، موقف الجامعة المطالب دائما بضرورة القيام بخطوات عملية، من أجل وضع حد لأعمال القتل والتدمير والقصف بالبراميل المتفجرة والأسلحة الثقيلة ضد المدنيين، والسماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالدخول إلى المناطق السكنية المحاصرة.
وأعرب مجددا عن موقف الجامعة العربية المؤيد للائتلاف الوطني السوري، مشدداً على أهمية مواصلة المساعي لإنجاح مسار الحل التفاوضي للأزمة السورية على قاعدة بيان مؤتمر جنيف1.
تركيا تهدد
وعلى الصعيد الآخر، صعدت الحكومة التركية من لهجتها حيال التطورات المتسارعة على الحدود السورية التركية، وأعلنت مجدداً تصميمها على التدخل في سورية إذا اقتضت الضرورة.
وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن المقاربة التركية في مواجهة الجماعات المتطرفة واضحة وستستمر إلى غاية القضاء عليها وبشتى الوسائل، مشيراً إلى أنه لا مبرر لأي نوع من الإرهاب ولا حوار مع الإرهابيين، وقال: “إذا تطلب الأمن التركي منفذا، فبالطبع سنتخذ كل الإجراءات داخل تركيا أو داخل سورية”.
وأوضح أوغلو أنه “سيتم اتخاذ كل الإجراءات لرد هجمات المجموعات الإرهابية التي تستهدفنا في تركيا أو داخل سورية”، مضيفاً أن طائرات إضافية من دون طيار ستنشر في منطقة كلِّس لصد أي اعتداءات جديدة.
موقف الدول العربية مخزي
فيما أكد رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، أن موقف الدول العربية تجاه ما يحدث في سوريا مخزي ويعبر عن الهوان والضعف الذي يعيشه العالم العربى وجامعة الدول العربية، وأنهم أصبحا مفعول به واستسلموا لذلك.
وأضاف السعيد، في تصريح خاص لـ “الفجر”، أن تهديد تركيا جدي ويجب أن يقابله موقف مصري واضح وكذلك موقف لجامعة الدول العربية، لافتاً إلى أنه آن الأوان لمواجهة حقيقية مع الدول العربية الداعمة للعصابات التي ترفع شعارات إسلامية.
وأشار رئيس حزب التجمع، إلى أنه هناك ضرورة لإجراء حوار حقيقي في سوريا يرتفع إلى متطلبات الأمن القومى العربى وتحدياته، وخاصةً بعد افتتاح وتشغيل قاعدة عسكرية تركية فى قطر وبما تمثله من تهديد للأمن القومي العربي فى ظل انتماء تركيا للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية.
اجتماع عاجل لـ”الجامعة”
ومن جانبه، أكد السفير عبد الرؤوف الريدي، عضو سابق بالأمانة العامة للجامعة العربية، أنه فيما يتعلق بموقف جامعة الدول العربية حول ما حدث في سوريا مؤخراً، فإنها ستتجه أولاً لعقد جلسة طارئة لأعضائها لمناقشة الأوضاع هناك، وستحاول الوصول إلى حلول عاجلة لوقف قصف المدنيين السوريين.
وأضاف الريدي، أن دور الجامعة لا يقتصر على ذلك فقط، بل أنها ستحاول التواصل مع منظمات الإغاثة الدولية لتصعيد الأمور، والسعي إلى توصيل المساعدات للشعب السوري الذي يدفع ثمن هذه الحرب.
وناشد الريدي، الجامعة العربية بالعمل على التواصل مع مجلس الأمن ومنظمة الدول المتحدة، للضغط على نظام “الأسد” والمعارضة السورية هناك للالتزام بالهدنة، واحترام القرارات الدولية باعتبارها من القوى المؤثرة على الوضع في سوريا الآن.
الفجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى