الأخبار

«أحمد» خطف طفلة فى «ورشته»

73

«انتى باين عليكى هتموتى يا بنتى بطلى شقاوة بقى» تلك الكلمات نطقت بها ربة منزل أثناء مداعبتها لطفلتها «جنى» البالغة من العمر 3 سنوات، لكن تلك المقولة سرعان ما تحولت لواقع عاشت الأسرة مرارته، عقب اختطاف الطفلة من أمام المنزل والعثور على جثتها داخل ورشة نجار بجانب منزل الأسرة فى منطقة العياط.

الشرطة ضبطته والنيابة حبسته واستخرجت جثة القتيلة

«جنى محروس محمود» طفلة فى عمر الزهور أو البنت الشقية، كما كان يحلو لأسرتها تسميتها، اعتادت والدتها أن تتركها أمام المنزل لتلهو مع أبناء الجيران لبعض الوقت، لكنها فى المرة الأخيرة لم تعد بل اختفت للأبد، عندما تعرضت للاختطاف على يد صديق والدها «أحمد. م» الذى يعمل فى ذات المهنة التى يعمل فيها والدها وهى النجارة، واحتجزها داخل ورشته التى تبعد أمتاراً قليلة عن منزل أسرتها للمساومة على 40 ألف جنيه فدية نظير إعادة الطفلة، لكن الأسرة لم تستجب لطلبه وأبلغت الشرطة.

محاولات تهدئة الطفلة بالحلوى من جانب المتهم لم تستمر سوى 4 ساعات، وخلال مدة التفاوض على تقليل قيمة الفدية بين الجانبين دخلت الطفلة فى نوبة بكاء مستمرة فشلت معها محاولات المتهم فى تهدئتها، وعندما خاف من افتضاح أمره وضع يديه على فم الطفلة وحبس أنفاسها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة فى يديه، لتبدأ معها محاولات إخفاء الجريمة من جانب المتهم، الذى أحضر أدوات بدائية خاصة بأعمال الحفر، وقام بتشغيل إذاعة القرآن الكريم بصوت عال، حتى لا يشعر المارة من أمام الورشة بأعمال الحفر وتمكن من حفر حفرة عمقها 3 أمتار داخل الورشة ودفن داخلها الطفلة.

القاتل: كنت محتاج قرشين ولما أبوها اتأخر فى دفع الفدية خنقتها خوفاً من الفضيحة

4 ساعات فقط كانت هى مدة المفاوضات التى حدثت بين المتهم وأسرة الضحية بتوصية من أجهزة الأمن، التى كانت تباشر مهام عملها فى رصد المحادثات الهاتفية بين الجانبين لتحديد مكان المتهم، لكن سرعة إجراءات البحث لم تفلح فى إنقاذ الطفلة من القتل، فكانت أصابع المتهم التى تحولت إلى مخالب تحيط برقبة طفلة بريئة كادت تفصل رقبتها عن جسدها حتى توقفت عن البكاء للأبد.

24 ساعة فقط مرت على اختطاف الطفلة، وتمكنت أجهزة الأمن بقيادة اللواء خالد شلبى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، من القبض على المتهم بعد تحديد رقم هاتفه من خلال شركات المحمول ورصد مكان وجوده، وكانت معها فرحة كبيرة من جانب الأسرة التى لم يتوقع أفرادها مقتل الطفلة خلال مدة اختفائها، وأثناء استجواب المتهم حاول الإنكار فى بداية عملية استجوابه من جانب الفريق الأمنى، لكنه سرعان ما انهار عندما ضيقت الشرطة الخناق عليه واعترف بواقعة اختطاف الطفلة واحتجازها داخل ورشته، عندها حاصره الفريق الأمنى بأسئلة كثيرة مفادها أين مكان الطفلة؟ ومن هم الأشخاص الذين يخفونها وعددهم؟ لكن المتهم قطع تلك الأسئلة بقوله «يا باشا البنت ماتت من البكاء المستمر وأنا دفنتها فى الورشة»، تلك الكلمات الصادمة للفريق الأمنى حولت حياة أسرتها مرارة وحسرة عقب معرفتهم بالجريمة النكراء التى نفذها جارهم فى ابنتهم «جنى».

على مدار 3 ساعات استمر الفريق الأمنى، العقيد محمد عبدالواحد، مفتش مباحث العياط والبدرشين، فى استجواب القاتل حتى انهار واعترف بتفاصيل جريمته بقوله «بصراحة يا باشا اللى حصل هو إن البنت جنى فضلت تعيّط كتير وصوتها كان عالى وكنت خايف أحسن حد يسمعها من الجيران اللى كانوا بيخرجوا مع أسرتها للبحث عنها، ساعتها قمت حابس نفسها عشان تسكت لكنى لقيتها ماتت فى إيدى، فوضعتها على ماكينة تقطيع الخشب، وبدأت فى حفر حفرة عشان أدفن فيها الجثة، ولما حسيت إن الناس اللى بتعدى من قدام الورشة ممكن تشعر بالحفر رحت جبت الراديو وشغلت القرآن بصوت عالى».

«كنت براقب الطفلة جنى وهى بتلعب قدام البيت لحد ما شفت الباب اتقفل من الهوا فأسرعت إليها ونجحت فى خطفها» بهذه الكلمات واصل المتهم اعترافه بتفاصيل الجريمة أمام المقدم على عبدالرحمن، رئيس مباحث العياط، قائلاً إن مروره بضائقة مالية كان السبب فى إقدامه على اختطاف

ابنة جاره وصديقه، وإنه نفذ الجريمة من أجل الحصول على فدية من أسرة الطفلة، ولم يكن لديه أى نوايا لقتلها، لكن بكاءها المستمر كان الدافع الأوحد للتخلص منها خشية افتضاح أمره.

اقتادت أجهزة الأمن القاتل إلى الورشة الخاصة به، بعد إخطار المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وأرشد عن مكان المقبرة التى دفن فيها الطفلة، واستدعت الشرطة قوات الدفاع المدنى الذين تمكنوا من استخراج الجثة، فى حضور محمد نصار، وكيل أول نيابة الحوادث، وتبين من مناظرة الجثة وجود آثار احمرار وتجمعات دموية حول رقبتها، ناتجة عن قسوة المتهم فى خنقها حتى فارقت الحياة فى الحال، كما تبين أن الحفرة التى أعدها القاتل عمقها 3 أمتار والعرض متر والطول متر ونصف، وقررت النيابة برئاسة المستشار أحمد ناجى، مدير نيابة الحوادث، انتداب الطب الشرعى لتشريحها لمعرفة أسباب الوفاة، وتحفظت على أدوات الحفر المستخدمة فى الجريمة، وقررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث التى أكدت صحة الواقعة.

أسرة الضحية المكلومة أصيبت بحالة من الحزن والحسرة يصعب على الكلمات وصفها، عقب استخراج جثة الطفلة من الحفرة ليحتضنها الأب، الذى كان يجلس على رأس الحفرة فى حالة يرثى لها، ويقول «حسبى الله ونعم الوكيل منه لله اللى عمل فيكى كده» بحسب وصف أحد رجال المباحث الذين حضروا عملية استخراج الجثة، وتمكن الجيران من السيطرة على حالة الغليان التى كان عليها الأب، وأخذوا من يديه جثة الطفلة لتتسلمها سيارة الإسعاف ويتم إيداعها فى مشرحة زينهم لتنفيذ قرار النيابة العامة بتشريحها.

أما حالة الأم فكانت أكثر مأساوية من الأب الذى هدأ قليلاً عقب تحرك سيارة الإسعاف، واستمرت فى البكاء والصرخات حتى ساءت حالتها الصحية وسقطت على الأرض فاقدة للوعى من هول الجريمة، وهى تردد مواقف الطفلة وحركاتها معها.

شهود العيان قالوا فى تحقيقات النيابة إنهم لم يكن يصدقوا أن جارهم أحمد نفذ الجريمة بتلك الطريقة البشعة لولا أنهم شاهدوا استخراج جثة الطفلة من ورشته، الأمر الذى أصابهم بالاندهاش من هذا التصرف المشين.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى