الأخبار

التخبط الأمريكي يزيد ” اللوغاريتم” الإيراني تعقيدًا

44

 

 

 

 

تنعقد اليوم الجولة الثانية من محادثات مجموعة (5 +1)  النووية مع إيران، والتي انتهت جولتها الأولى منذ 10 أيام دون اتفاق، وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة 5 + 1 تلك تتكون من الخمس دول المتمتعة بحق الفيتو بالأمم المتحدة وهي أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا + ألمانيا.

تجدر الإشارة مبدئيًا إلى أن ألمانيا تعتبر الشريك الأساسي لإيران في برنامجها النووي؛ حيث يعتمد البرنامج الإيراني النووي بالأساس على منتجات وخدمات ألمانية.
أما فرنسا فقد تمسك الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، في زيارته الأخيرة لإسرائيل بأربعة شروط من أجل الموافقة على المفاوضات النووية مع إيران وهي الشرط الأول: وضع جميع المنشآت النووية الإيرانية، بدءً من الآن، تحت رقابة دولية، الشرط الثاني: وقف تخصيب ( اليورانيوم) بنسبة 20%، الشرط الثالث: خفض المخزون الحالي، وأخيرًا، وقف بناء محطة آراك”، بحسب ما نقلت عنه الصحيفة الفرنسية “LE FIGARO” لوفيجارو.
وبالنسبة لبريطانيا التي عبر وزير خارجيتها عن إمكانية التوصل لاتفاق مع إيران، فقد شهدت العلاقات البريطانية الإيرانية تحسناً ملحوظاً مع تعيين البلدين لقائمين بالإعمال غير مقيمين في كل منهما الأسبوع الماضي، وهي خطوة أولى في تطبيع العلاقات بين البلدين بعد انتخاب الرئيس حسن روحاني في “يونيو” الماضي، قد تؤدي إلى فتح سفارات البلدين.
كما اتصل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، هاتفيًا اليوم بروحاني قبيل استئناف المفاوضات في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني، كما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن كاميرون كان أول رئيس وزراء بريطاني يتصل برئيس إيراني منذ أكثر من عقد!
وبالحديث عن الموقف الصيني من المفاوضات، فقد حث الرئيس الصيني، شي جين بينغ، نظيره الإيراني حسن روحاني على انتهاز فرصة تحسين العلاقات مع القوى العالمية، وقال بينغ لروحاني خلال اتصال هاتفي ” تأمل الصين أن تغتنم إيران الفرصة وتحافظ على زخم المفاوضات وتسعى لأكبر قدر من العناصر المشتركة لتحقيق أفضل النتائج”.
كلها مواقف الدول السابقة واضحة، على عكس الموقفين الروسي والأمريكي من المفاوضات فهما معقدان بعض الشيء ويرتبط بتراجع نفوذ الأخيرة على الساحة الدولية، وأسباب هذا التراجع.
يعتبر توجه رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، لروسيا اليوم كي يتحدث عن الملف النووي الإيراني خير دليل على تدهور العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بالإضافة إلى انحدار النفوذ والتأثير الأمريكي على القضايا العالمية.
حيث أقرت الصحيفة الإسرائيلية “ynet news”  المعروفة عربيًا بيديعوت أحرونوت سعى نتنياهو لمقابلة الرئيس الروسي بوتين في قصر الكرملين كي يعبر عن قلقه من توافق الغرب مع البرنامج النووي الإيراني.
كما أشارت الصحيفة إلى ما انتهت إليه الجولة الأخيرة من المحادثات مع إيران في 10 نوفمبر، حيث اقتربت مجموعة
5 + 1 من الوصول لاتفاق مبدئي يقول عنه مؤيدوه أنه سيحسن من صورة الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، وسيمنح إيران الوقت للتفاوض على اتفاق شامل.
وبحسب الصحيفة، فقد عبرت موسكو عن أملها في حل الخلافات، خاصةً مع قول بوتين لنظيره روحاني منذ يومين أن هذه تعد” فرصة حقيقية لحل مشكلة طال أمدها”.
وفي سياق العلاقات الأمريكية الإسرائيلية الحالية ذكرت الصحيفة الأمريكية “WORLD TRIBUNE”   ما جاء بتقرير نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بشأن تورط إسرائيل والولايات المتحدة حاليًا في أخطر نزاع بينهما منذ عقود من التحالف.
ومن جانبه، قال المدير التنفيذي  للمعهد، روبرت ساتلوف، إن النزاع الحالي سيترك ندوبًا في علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة، مشيرًا إلى انتقاد الولايات المتحدة لمعارضة إسرائيل لرفع العقوبات عن طهران كجزء من حل أزمتها النووية.
وقد كشفت الصحيفة الأمريكية “WASHINGTON POST”  واشنطن بوست عبر موقعها الإلكتروني عن وجود خلافات داخل الإدارة الأمريكية تصل إلى درجة الانقسام وهو ما انعكس على السياسة الأمريكية بشكل سيء؛ فقد حثت مستشارة الأمن الأمريكية، سوزان رايس، وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، قبل رحلته الأخيرة إلى القاهرة على ضرورة أن يدلي بتصريحات قوية سرًا وعلانيةً حول محاكمة الرئيس محمد مرسي، إلا أن كيري قرر تجاهل تعليمات البيت الأبيض.
وأضافت الصحيفة، أن التوتر بين مستشارة الأمن القومي ووزير الخارجية الأمريكي قد ظهر للرأي العام في الأسبوع الماضي حين قيمت رايس الحكومة المصرية بشكل يناقض تقييم كيري بأن مصر “على طريق الديمقراطية”.
وذكرت الصحيفة، أن التصدع الحالي كان يغلي  وراء الكواليس لمدة شهور، كما أنه يوضح سبب تباين السياسات الأمريكية تجاه مصر، وهو ما يدفع للتساؤل حول تأثير هذا الخلاف على التذبذب الأمريكي تجاه النووي الإيراني، خاصةً أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريفي، قد اشتكى سابقًا من هذا الأمر وقال إنه  ينسف ” الثقة”، التي اتفقت مجموعة 5+1 وإيران على أنها عنصرًا هامًا يفصل في مسألة الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.

 

 

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى