الأخبار

معرض لتأجير عربات الترمس

81

 

 

فى أحد أركان «خرطة أبوالسعود» بحى مصر القديمة، تراصت عربات العرقسوس والترمس والتين الشوكى انتظاراً للزبون، وكأنها معروضة فى متجر لبيع أو تأجير السيارات الحديثة، وبمجرد أن تقترب من العربات الخشبية تجد «محمد أحمد»، الرجل الأربعينى، مُنكباً على إحداها محاولاً صيانتها بعد أن أتلفتها حرارة الشمس، وقلة الإقبال من الباعة المتجولين، الذين كانوا يستأجرونها ليسرحوا بها على الكبارى فوق النيل. «إحنا جينا من الصعيد ما نعرفش حاجة فى القاهرة، أبويا صنع عربية وبقى يلف بيها، ولما القرش جرى فى إيديه قرر يصنع منها كتير عشان كل صعيدى ييجى القاهرة يبدأ حياته على عربية تين شوكى أو عرقسوس، ولما أبويا مات كملت المشوار من بعده»، هكذا بدأ «محمد» حديثه عن مهنته المتوارثة.

أمور عدة نالت من عربات العرقسوس والترمس والتين الشوكى، أهمها حرارة الشمس، التى أتلفتها وتسببت فى عزوف الباعة عن استئجارها، وارتفاع أسعار البضائع، وانصراف الزبائن عنها، ما يدفع «محمد» إلى إلقاء المياه على العربات بين الحين والآخر حتى لا يُصيبها «التسوس» وتلحق بها التشققات، فى ظل عدم استخدامها لفترات طويلة. أغلق الرجل الأربعينى الورشة، ووضع العربات أمامها إلى أن «يحن» عليها أحد ويستأجرها: «أنا بأجرها فى اليوم بـ100 جنيه، وفيه ناس بتأجرها منى بالليل بس لحد الساعة واحدة الفجر، عشان الشمس شديدة اليومين دول، ولو نزلوا الصبح هيجيلهم ضربه شمس، وطبعاً أنا ما بأجرهاش لأى حد. اللى أعرفهم بس لأن وارد حد ياخدها ويطمع فيها».

يمكث «محمد» بالساعات فى شرفة منزله أعلى الورشة يترقب الزبائن من بعيد، فما أن ينتهى اليوم دون مجىء زبون للعربات يقوم بغلق الشباك، آملاً فى تعويض الخسائر فى اليوم التالى: «أنا لازم أقتنع إن سوقها واقف وما بقاش حد يأجرها.. وقف حال».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى