الأخبار

إستراتيجية بوتين تضع روسيا على مسار تصادمى

234

رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الأحد أن الإستراتيجية التى يتبعها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وتتمثل فى التركيز على الدول المجاورة وبحث مطالب الأقليات الروسية فيها للانضمام إلى روسيا، ربما تضع روسيا على مسار تصادمى مع حلف شمال الأطلسى (الناتو).

واستهلت الصحيفة تقريرها – الذى نشر على موقعها الالكتروني- بتسليط الضوء على تعهد بوتين بالدفاع عن الأقليات الروسية أينما كانت، ليشرع فى تفعيل حملة طموحة لإعادة بناء كبرياء الشعب الروسى وعزيمته، التى يقول إنها فقدت مع تفكك الاتحاد السوفيتي.

وقالت إنه “قبل أسبوع من بدء التصويت فى الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، والتى سوف تساعد فى تحديد علاقة كييف بموسكو، تعهد بوتين بتكريس قوة جديدة لإصلاح ما أسماه بالمأساة التاريخية التى حطمت الاتحاد السوفيتى وقسمته إلى 15 دولة”.

وأوضحت الصحيفة أن بوتين أمضى أسابيعه الأخيرة فى التركيز على الدول المجاورة، التى يقطن فى العديد منها أقليات روسية كثيرة، وهو ما تجلى فى قيامه بضم شبه جزيرة القرم وجمع الالتماسات الانفصالية من مولدوفا وتسليم جوازات السفر لمواطنين من أصول روسية يعيشون فى دول البلطيق.
وقالت الصحيفة إن هذه الإستراتيجية تضع روسيا على مسار تصادمى مع حلف الناتو نظرا لأن اثنين من أعضائه – هما استونيا ولاتفيا – يقطنهما أقليات كبيرة ناطقة بالروسية ولطالما اشتكت من التمييز، فيما قام الناتو بتعزيز دورياته الجوية فوق دول البلطيق وأرسل قوات للقيام بمناورات على أراضيها، بينما قامت روسيا فى المقابل، فى وقت سابق من الشهر الجاري، بتجارب صاروخية ومناورات حربية واسعة النطاق كانت بينها مناورات على الحدود مع لاتفيا واستونيا.

وأشارت إلى أن جهود بوتين فى هذا الشأن ساعدت على رفع شعبيته فى الداخل إلى مستويات غير مسبوقة منذ عدة سنوات، كما شجعت وألهمت بعض أبناء العرقية الروسية ومتحدثى الروسية فى الخارج، فقد شهد الأسبوع الماضى مطالبة انفصاليين موالين لروسيا فى شرق أوكرانيا بضم منطقتهم إلى روسيا على غرار القرم، وسبق ذلك بأيام توجه مسئول روسى رفيع المستوى، إلى منطقة “ترانسنيستريا” الانفصالية بمولدوفا؛ حيث جمع أكثر من 30 ألف توقيع لصالح الوحدة مع روسيا.

وأضافت “أن هذه التحركات ربما تعقد بالفعل الجهود الرامية إلى إعادة الاستقرار إلى أوكرانيا، التى تستعد للتصويت لاختيار رئيس جديد خلفا للرئيس فيكتور يانوكوفيتش الذى تم عزله فى شهر فبراير الماضى”.

وأردفت “أنه برغم حقيقة أن طموح بوتين قد لا يصل إلى فكرة إعادة بناء الاتحاد السوفيتى، إلا أن إحياء النعرة القومية من جديد أدى إلى دعم تماسك السكان الناطقين بالروسية فى الدول المجاورة وفى روسيا نفسها”.

ونسبت الصحيفة الأمريكية إلى محللين ومسئولين أمنيين قولهم “إنه حتى إن امتنع بوتين عن القيام بعمل عسكري، فإن من المحتمل أن تسفر جهوده عن خلق نقاط ضغط يمكن أن يستغلها ضد البلدان المجاورة التى تغضب بلاده”.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى