الأخبار

«أبطال» صنعهم السوشيال ميديا

44

 

في العالم الافتراضي «السوشيال ميديا»، يمكنك أن تصنع نجمًا أو بطلًا أو رمزًا للحرية أو ملهمًا، فقط أن تكتب «بوست» عاطفي يلعب على وتر الإحساس بـ «الحب، الجرح، اليأس من الحياة، الرومانسية، البساطة، …»، ليحصد آلافًا من المتابعين، واللايك، والشير، والأهم من ذلك أن يحظى الأمر بتطورات وتناقضات تساعد على انتشاره.

«رضوى جلال» لم تكن الحالة الأولى التي صدمت محبيها ومتابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تحولت إلى «أيقونة» موضة المحجبات بعد الشهرة التي صنعها لها رواد فيسبوك وتويتر، واتسعت شهرتها بعد اتهامها بـ«النصب»  ليكتشف بعض المتعاطفين معها أنهم تعرضوا للخداع وربما النصب هم أيضًا فهي لم تسرق أموالهم لكنها سرقت “مشاعرهم” واستغلت تعاطفهم معها.

صاحبة «مليكة» أعادت إلى الأذهان قصة «ندى سلامة» صاحبة «الانتحار الكاذب»، والتي حولها رواد فيسبوك من فتاة تقدم على الانتحار إلى أيقونة «الحرية» التي يأست من الحياة فقررت إنهائها.

وربما لم ترتبط  حكايات الأبطال الذين يصنعهم رواد «السوشيال ميديا» بالخداع، إلا أنهم حولوهم إلى «أساطير» يمثلون غايات نبيلة في المجتمع مثل «حب وليد ديدا ومريم صقر» ، «بساطة كمال وندى» ، «قصة حب ميلاد وبسنت» ، و«موضة خطوبة الجامعات».

«رضوى أرملة سفير الخير»

بدأت شهرة رضوى جلال، بعد وفاة زوجها «أحمد الجبلي» الذي تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وحكايات حول حياته اكتسبت صفة التعاطف أحيانًا، والتحسر على وفاة “داعية إسلامي” – كما وصفوه.

أحمد الجبلي ورضوى جلال

وتطور الموضوع إلى حملات مواساة لـ”رضوى” على خسارة زوجها الذي تتمناه كل فتاة، وأنشأت صفحات باسم الجبلي، وأطلقوا عليه “سفير الخير” وانتشرت صور زفاف “أحمد ورضوى”، وتداول رواد “فيسبوك وتويتر” صورهما مصحوبة بعبارات توضح قوة حبهما وأنها فقدته بسبب الحسد بعد ان صلى بأصدقائه يوم زفافه ولقبوه بعريس السماء، وشدة ما ستعانيه “رضوى” وطفلها بعد وفاة زوجها، لتبدأ فترة انقسام متابعيها بعد إعلانها العودة للعمل وأن “الجبلي” مرحلة في حياتها، وأنها لابد أن تستكمل طريقها وتكمل حياتها من أجل طفلها، ليستمر الجدل بعد إعلان شركائها أنها “نصبت عليهم”، ليبدأ بعدها سجال الأخذ والرد بين إحدى مؤسسي “مليكة” وشركائها والتي لم تحسم حتى الآن.

ندى سلامة

«ندى سلامة .. قصة انتحار فاشلة»

اجتاح هاشتاج “ندى سلامة” بعد انتشار  خبر انتحارها الذي ربطه المتابعون  بانتحار صديقتها  زينب المهدي، ووصفها مغردوا الهاشتاج بأنها سفيرة البهجة، فيما وصفها آخرون بأنها انتحار للإنسانية والحرية، وانساقت الأخبار وراء قصة حياتها المرحة لتاخذها بعض الصحف على محمل سياسي معارض للنظام الحالي وفسروا انتحارها  أنه نتيجة قمع الحريات، لتفاجأ “ندى” الجميع بأنها ما زالت على قيد الحياة لتنقلب الدفة لسيل من الاتهامات بالنصب واستغلال المشاعر أيضًا.

الـ «هييييييح» في قصة حب وليد ديدا ومريم صقر

انتشرت قصة وليد ديدا ومريم صقر في الانتشار عندما أدرك متابعوا “ديدا” أن ما يكتبه تحت هاشتاج تعرفي، هي كلمات غزل لحبيبته مريم، وبدأت شهرته بعد مشاركة يومياته مصحوبة بعبارات الـ”هييييح” والتي تزايدت بعد إعلان خطبتهما وبالتتابع زواجهما، ليكون  ديدا “أيقونة الوفاء” في عالم السوشيال ميديا.

«السعادة في البساطة … وأزمة الشقة والعفش»

“فوتو سيشن”  جعل “كمال وندى” أيقونة البساطة في عالم السوشيال ميديا، بعد ان نشر مصور، صورًا لهما في منزل بسيط تغمرهما السعادة، ليسارع رواد الفيسبوك وتويتر في مشاركة صورهم  مصحوبة بتعليقات بأنه لا شيئ اجمل من البساطة، وان سعادتهما غير مرتبطة بـ “الشقة والعفش والنيش” ، وأنه غير متزمت وأنها جميلة على طبيعتها،

فوتو سيشن

غير أن «ميلاد وبسنت» أصبح النموذج المثالي للزوجين بعد ان جعل منهما السوشيال ميديا حالة متفردة من نوعها، ليشكل الثنائي حالة يتمنى الشباب والفتيات أن يعيشوا مثلها ويجدوا شريكا يقاسمهم ما يجدوه في هذا الثنائي، ويبدأ التطبيق في مفاجأة المرتبطين بعضهم، بانتشار «خطوبات الجامعة» ويبدأ رواد فيسبوك صنع “بطل” من الشاب الذي تقدم لخطبة حبيبته في الجامعة وسط تصفيق حاد من الطلاب وبالونات ملونة وورد ولافتة “بحبك.. تتجوزيني”.

«أبطال السوشيال ميديا» لا ينحصر ظهورهم  على صفحات فيسبوك وتويتر، لكنه يصل إلى صفحات المواقع الإخبارية، والصحف،  التي تتناول قصصهم «المؤثرة» وأبعادها، ويحلوا ضيوفًا بعدها على قنوات التليفزيون، ليحكوا عن “إنجازاتهم” التي صنعوها  ليحصدوا ملايين المعجبين والمتابعين الذين كانوا سببًا في شهرتهم.

ONA

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى