الأخبار

«النقاب».. «عادة» تحولت إلى «عبادة»

 

 

 

لم يكن ارتداؤه يوماً فرضاً على الفتاة المسلمة، ولا توجد نصوص قرآنية تنص على أنه عبادة، إلا أنه تحول مع مرور الوقت من مجرد عادة إلى فرض يطبقه البعض بكل حزم وكأنه «عبادة ملزمة» أو ركن من أركان الإسلام الخمسة.

إنه «النقاب»؛ الزى الذى انتشر فى مصر المحروسة فى السنوات الأخيرة مثيراً حالة واسعة من الجدل، وصار لدى البعض مظهراً من مظاهر التقرُّب إلى الله، وأصبح ارتداؤه بالنسبة لكثير من الفتيات مجرد «غصب واقتدار».

«نادية محمد»، 36 عاماً، ربة منزل، وواحدة ممن فُرض عليهن ارتداء النقاب غصباً من زوجها السلفى، تؤكد عدم اقتناعها بهذا الزى وارتباطه فى ذهنها بأن له علاقة بانتماءات دينية معينة: «أنا مش إخوان ولا سلفية، ولا كنت أعرف إن جوزى سلفى وهيلبسنى النقاب، كان شاب عادى جداً أول ما اتجوزنا، وبعدها تحول وفرض عليَّا لبس النقاب وكأنه فرض وإلزام».

قبل 10 سنوات أجبر الزوج السلفى «نادية» على ارتداء النقاب، ويبقى عدم رضائها بلبسه مستمراً، ويظل الوضع على ما هو عليه، وليس أمام السيدة سوى التعايش مع مشكلاته: «معنديش بديل.. إما أرضى جوزى أو هيطلقنى، كتير من أصحابى قاطعونى لأنهم افتكرونى إخوان، وحاولت أتناقش مع جوزى كتير بخصوص خلعه، لكنه كان رافض تماماً، ومش بإيدى حاجة غير إنى ألبسه غصب، مع أنه لا فرض ولا عبادة، لكن كتير من الناس بقت تغصب الفتيات على إنهم يلبسوه».

على رصيف أحد العقارات بمنطقة المعادى، يقف حارس العقار، وكلما رأى منتقبة تمر من أمامه يمتعض وجهه، وتبدو عليه علامات الغضب. «محسن أحمد»، 48 عاماً، تجربته السيئة مع إحدى السيدات المنتقبات ظلت تنعكس على وجهة نظره فى من ترتديه: «الستات مش عارف بقوا يلبسوه موضة ولا مغصوبين عليه، شفت واحدة لابسة نقاب وماشية مع شاب وكأنهم على الكورنيش، ومش محترمة اللى هى لابساه، كاشفه وشها طول الطريق وأول ما ركبت التاكسى نزلته على وشها!».

لم تكن تلك الواقعة هى الأولى التى تسببت فى كراهية «محسن» للمنتقبات، فخلال مشاركته فى «جمعية» نصبت عليه إحدى المنتقبات باسم الدين، يقول محسن: «كنت فاكرها بتاعة ربنا، طلعت لابساه مجرد شكل عشان تضحك على الناس، دخلت معاها جمعية ونصبت عليَّا، وعرفت من الجيران إن أخوها هو اللى ملبسها النقاب بالعافية، وهى مبتعملش بيه».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى