الأخبار

“ملحق إجباري”..

 

 

 

موسم الامتحانات يوشك على نهايته، الطلاب جميعهم يرسمون خططا لقضاء إجازات سعيدة يعوضون بها عناء عام كامل من الدأب في المذاكرة، ينتظرون فرحة تسكن قلوبهم بعد أيام قليلة ويضيع معها عبء نفسي يزول بظهور نتائج اختباراتهم، لتأتي قرارات إعادة امتحانات الثانوية العامة لتعصف بكل خطط الطلاب في 4 دول عربية، ويبقى العناء شريكا لهم خلال أيام أخرى قادمة.

الجزائر، كانت سبَّاقة لاتخاذ قرار بإعادة امتحانات الثانوية العامة، بعد تأكد تسريب أسئلة الامتحانات عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، حيث قررت وزيرة التربية والتعليم الجزائرية نورية بن غبريط، أن الطلاب سيعيدون امتحانات شهادة البكالوريا بشكل جزئي، فيما خضع الطلاب، بالفعل، لإعادة الاختبار في 7 مواد دراسية بينها: العلوم الطبيعية واللغة الفرنسية والرياضيات والفيزياء، ليتأخر انتهاء موسم امتحانات الشهادة الثانوية بالجزائر لمدة 3 أسابيع كاملة.

تونس لم تكن أوفر حظا من جارتها، فها هو قرار تصدره الحكومة التونسية، للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بإعادة امتحانات الثانوية العامة في مادة اللغة العربية، بعد تأكد تسريب مواضيع الامتحان عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، مع تمكن السلطات التونسية، في الوقت ذاته، من تحديد هوية 31 شخص من المتورطين في تسريب ذلك الامتحان.

“علينا جنت هواتفنا”، ربما كان ذلك هو لسان حال عشرات الطلاب بالمملكة المغربية الذين فوجئوا بتأخر ساعات هواتفهم الذكية لساعة كاملة، صبيحة أدائهم لامتحانات الشهادة الجهوية الموحدة، وعدم تمكنهم من الوصول لقاعات الامتحانات في موعدهم، لتعلن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني المغربية تمكين الطلاب من إعادة الامتحانات للطلاب الذين تخلفوا عن أدائها بذلك الخطأ، على أن يكون ذلك بعد انتهاء امتحانات الشهادة الثانوية بالمملكة.

امتحان مادة “الديناميكا” أدخل مصر ضمن زمرة الدول التي أعاد طلابها امتحانات الثانوية العامة، حيث قررت وزارة التربية والتعليم مواجهة تسريب أسئلة هذا الامتحان عبر موقع “فيس بوك”، بإلغائه وتحديد وقت لاحق لأداء الطلاب له، وذلك في أعقاب قرار آخر بإلغاء امتحان التربية الدينية في أول أيام موسم امتحانات الثانوية العامة، فضلا عن إعلان بإمكانية إعادة الاختبارات في مواد أخرى إذا ما ثبت تسريب أسئلة تلك الامتحانات، ما تسبب في حالة عارمة من الغضب بين الطلاب.

الحل الأكيد للمشكلة ليس بإعادة الامتحانات، وفقا للدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، الذي أكد أن تلك الفكرة يمكن اختراقها بمنتهى السهولة وتسريب الامتحانات المعادة بنفس الطريقة التي تم بها تسريب الامتحانات الأصلية، بدليل أن تصريحات المسؤولين التي أكدت استحالة وجود تسريب لأسئلة الامتحانات ذهبت هباء منثورا.

إعادة امتحانات الثانوية العامة في مصر وعدد من الدول العربية ظالم للطلاب وفقا لـ”مغيث”، لأن ذلك يساوي بين من لجأ للغش ومن اجتهد في دروسه، مؤكدا أن تلك الظاهرة ترجع لإصرار المسؤولين في تلك الدول على تطبيق الأفكار القديمة لتأمين الامتحانات، مثل وضع أرقام سرية على ورق الأسئلة وتشميعها بالشمع الأحمر، دون أن يستوعبوا التقدم التكنولوجي الأكيد خلال القرن الحالي.

الخبير التربوي شدد على أن القضاء على تلك الظاهرة يتطلب تغييرا حقيقيا في منظومة التعليم ككل، على أن تتمثل الخطوة الأولى في تغيير طريقة التدريس بشكل كامل، وعدم الاعتماد على معلومات محفوظة يفرغها الطلاب في أوراق الامتحانات، وأن الإجابات التي تعتمد على الفهم الكامل للمناهج الدراسية لا يمكن تسريبها، بحسب قوله.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى