منوعات

يروي قصة انضمامه لـ«داعش»

 

 

 

كشف جان محمود يحيى، أحد المترجمين الرسميين لدى تنظيم “داعش” الإرهابي في الرقة، لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية رحلة انتمائه للتنظيم حتى وصوله إلى السجن.

وكان “يحيى” يترجم الخطابات قبل عمليات الإعدام التي يقوم بها التنظيم في ساحة النعيم المركزية بالمدينة التي يسيطر عليها منذ أعوام.

وتحدث يحيى عن تجربته مع التنظيم، في مقابلة نشرتها الصحيفة، والتي قالت إنها سجلت أثناء وجود يحي في سجن المزة العسكري نواحي دمشق، وكيف سافر من بلاده قرغيزستان إلى سوريا، مرورًا بتركيا، من خلال نظام معقد وعمليات تكتيكية فائقة من قبل المجندين.

وقال يحيي: “الكثير من الناس شهدوا هذه الإعدامات، وفي أحد الأيام كنت بالقرب من الساحة، عندما رأيت تجمعًا غفيرًا بالوسط، وسألت بعضهم: ما الذي يحدث؟ فقالوا إن هناك عملية إعدام”.

وتابع: “كان هناك 7 رجال راكعين استعدادًا لإعدامهم، للاشتباه بأنهم جواسيس، وأنهم قاموا بزرع قنابل في المدينة، وكان هناك رجل وراء كل سجين – سبعة جلادين لسبعة رجال- وتمت عملية الإعدام بإطلاق النار على الرأس من الخلف، بعد أن قرأ المفتي الخطاب”.

وكان يحيي قرر الذهاب لسوريا لتلبية “دعوة الجهاد” بعد قضائه عام ونصف في مصر لدراسة الشريعة في الأزهر، وساعده أحد الأشخاص على السفر إلى تركيا، حيث اشترى له تذكرة سفر إلى مطار أتاتورك، وأوصى رجلًا هناك يدعى أبو محمد التركي باستقباله، وكان التركي مسؤولًا عن نقل “الجهاديين” إلى سوريا، وفي رحلة استمرت 13 ساعة، نقل يحيي إلى الحدود مع سوريا، حيث وجد مئات الشباب أمثاله.

وتابع يحيي قصته: “بقيت ليلتين في منزل كبير على الحدود، ثم تم نقلي إلى طريق للتهريب، رأيت فيه المئات من الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاما يتلقون المساعدة على عبور الحدود، وكان يتم تقسيم الناس حسب وجوههم، فمن لديهم ملامح عربية يمرون في اتجاه، ومن لديهم ملامح أجنبية مثلي، يأخذونهم إلى طريق تهريب آخر”.

وأضاف: “تم اقتيادي إلى منزل هناك معروف بـ “بيت الضيافة” لرجل يدعى سيف الله الشيشاني، وكانت هناك مخيمات اللاجئين في المنطقة المجاورة مع أعلام للأمم المتحدة، وكانت النساء يرتدين النقاب، وهناك الكثير من المنازل لضيوف المقاتلين”.

وتابع يحيى: “في بيت الشيشاني، التقيت رجلًا من قرغيزستان يسمي نفسه أبو حنيفة كان يدرس الشريعة في المملكة العربية السعودية، وسألته لأي مجموعة ستنضم؟ جبهة النصرة أم داعش؟، فأجاب: بالطبع داعش فهم الأقوى وكان أبو حنيفة مثل المفتي في المنزل ووقتها أعلنت انتمائي لتنظيم داعش”.

انضم يحيي لمجموعة من 30 مقاتلًا من الشيشان وقيرغيزستان، وقال: “لاحظت أن هناك منازل منفصلة لمختلف الجماعات المجندة، منزل للألمان، ومنزل للبريطانيين، ومنزل البلجيكيين، وآخر للفرنسيين”.

وقال يحيي إنه “كان هناك قتال شرس في سوريا في عام 2013 بين داعش والجيش السوري الحر، فحاول داعش الانسحاب من ريف حلب ولكن كان محاصرًا من جميع الاتجاهات، وحينها أصدر زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عبر الإنترنت، قرارًا بنقل جميع النساء والأطفال من أسر التنظيم إلى الرقة، دونًا عن الشباب ليقاتلوا في أرض المعركة، وأنا كمترجم، انتقلت مع الأسر وبقيت في فندق أوديسا في الرقة”.

قضى يحيي عدة أيام في الرقة، يترجم للدواعش الذين يشهدون بانتظام عمليات الإعدام في ساحة نعيم في المدينة، لكن بعد عدة أشهر هناك، تحولت ملحمة يحيي “الجهادية” إلى مهزلة، فذات يوم تعطلت السيارة التي كان يقودها وعندما ذهب بها لورشة لإصلاح السيارات، التقى رجلًا سوريًا هناك سأله ما إذا كان يريد أن يتزوج، يقول يحيي: “لم أكن أعرف من أين جاء هذا الرجل لكنه قال لي: غدًا الساعة السابعة سألتقيك حتى تزور بيت الفتاة وتطلبها”.

وفي اليوم التالي ذهب يحيي مع الرجل إلى المنزل الواقع بالقرب من قاعدة الطبقة الجوية في منطقة تقع تحت السيطرة النظام.

وهنا كانت نهاية رحلة يحيي، لدى وصوله إلى المنزل، قدم إليه الشاي والعصير الذي كان يحوي مخدرات، فسقط مغشيًا عليه، وعندما استيقظ بعد خمس ساعات، قال إنه وجد خمسة جنود من قوات النظام يقفون حوله، واثنين من أصدقائه، “فأخذونا إلى الطبقة ثم إلى سجن المزة في دمشق، واعترفنا بكل شيء لأننا كنا نرتدي ملابس المقاتلين”.

وبعد عامين وشهرين في أحد السجون السورية، قال يحيي ما يقوله جميع السجناء دائمًا تقريبًا، فبعد اعتقاله، قال إنه تلقى معاملة جيدة من خاطفيه ولم يتعرض للتعذيب.

ويأمل، كما يقول، بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيمنح العفو للسجناء وأنه يستطيع العودة إلى دياره لعائلته، وأضاف يحيي: “لكن الآن أنا معروف في قرغيزستان بأنني إرهابي، وأنا قلق من أن تعتقل الشرطة عائلتي”.

 

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى