أخبار مصر

المعارضة التركية: «أردوغان» ينتقم بـ«انقلاب مدنى»

اتهمت المعارضة التركية الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، بالقيام بـ«انقلاب مدنى»، مستغلاً محاولة الانقلاب الفاشلة للتنكيل بمعارضيه، وذلك بعد أن بلغت حصيلة الاعتقالات التى نفذتها السلطات التركية، حتى صباح أمس، 6 آلاف معتقل فى أعقاب محاولة انقلاب عسكرى فاشلة، جرت مساء الجمعة.

«يلماز»: تصرفات الرئيس أدت إلى انقسام المجتمع ودمرت صورة تركيا.. والديمقراطية دخلت نفقاً مظلماً

وقال أوزتورك يلماز، نائب رئيس «الشعب الجمهورى»، وهو حزب المعارضة الرئيسى فى تركيا، إن تركيا تعرضت مساء الجمعة إلى انقلابين أحدهما عسكرى فشل، والآخر انقلاب مدنى يقوده الرئيس التركى «أردوغان» وحكومة حزب «العدالة والتنمية» (الحاكم). وأضاف «يلماز»، لـ«الوطن»، أن «الرئيس التركى وحكومته بعد محاولة الانقلاب العسكرى الفاشلة شن حملة واسعة ضد الحقوق والحريات، واعتقالات عشوائية، ونتوقع أن يكون هناك مزيد من تلك الممارسات، ولهذا نقول إننا أمام انقلاب جديد للرئيس».

وتابع «يلماز»، الدبلوماسى السابق: «نحن لا نعرف إذا كانت المجموعة التى حاولت الانقلاب كانت مدعومة تكتيكياً من الجيش، ولا نعلم كذلك إذا كان أردوغان كان على علم بهذه المحاولة، لكن بلا شك فإن هذا التحرك هو نتاج تصرفات الرئيس التركى التى تسىء إلى مصداقية تركيا لدى المجتمع الدولى». وأضاف: «إن تصرفات أردوغان أدت إلى انقسام فى المجتمع التركى واستقطاب حاد، ودمرت صورة تركيا فى العالم، والحقيقة أن الديمقراطية التركية دخلت نفقاً مظلماً»، مؤكداً أن «الانقلاب الذى يقوده أردوغان يجب هزيمته والقضاء عليه، مثلما هزم الانقلاب الذى كان يقوده مجموعة من العسكريين».

من جهته، أكد زعيم حركة «الخدمة»، المفكر الإسلامى التركى محمد فتح الله جولن، فى مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، مساء أمس الأول، أنه لا يستبعد أن يكون «أردوغان» نفسه من دبر هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة، التى يتهمه الرئيس التركى بالتخطيط لها؛ «بقصد تثبيت دعائم حكمه»، معتبراً أن هذا «أمر ممكن». وأضاف، رداً على سؤال بشأن ما إذا كان بعض من مناصريه فى تركيا شاركوا فى المحاولة الانقلابية: «أنا لا أعرف من هم مناصرىّ»، وقال: «بما أننى لا أعرفهم لا يمكننى أن أتحدث عن أى تورط»، مشيراً إلى أن المحاولة الانقلابية يمكن أن تكون دبرتها المعارضة أو القوميون. وأوضح «جولن»: «أنا أعيش بعيداً عن تركيا منذ 30 عاماً وأنا لست من هذا النوع».

وكان «أردوغان» سارع بُعَيد وصوله، فجر أمس الأول، إلى مطار «إسطنبول» للإمساك مجدداً بزمام الأمور بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، إلى اتهام «جولن» وحركته بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، فى حين أدانها الداعية بـ«أشد العبارات» نافياً علاقته بها.

وأجرى وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، مساء أمس الأول، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأمريكى جون كيرى، تبادلا خلاله الآراء حول إعادة زعيم «الخدمة»، التى تصفها الحكومة التركية بـ«المنظمة الإرهابية». وقالت مصادر دبلوماسية تركية، لوكالة أنباء «الأناضول»، إن «جاويش أوغلو وكيرى تناولا مسألة الإجراءات القانونية لإعادة فتح الله جولن، والعوائق أمام تلك الإجراءات»، فيما قال مصدر بحركة «الخدمة»، فضل عدم نشر اسمه، لـ«الوطن»، إن «الحكومة التركية والرئيس أردوغان لا يملكون أى شىء يجعلهم قادرين على تقديم طلب رسمى مكتوب إلى الولايات المتحدة لتسليم الأستاذ فتح الله جولن»، مضيفاً أن «حركة الخدمة بعيدة تماماً عما يطرحه الرئيس، ولا علاقة لها بهذه المسرحية، ولا تملك الحكومة أكثر من الكلام والسب عبر وسائل الإعلام تجاه (الخدمة)، وبالتأكيد القرارات الأمريكية لا تقوم فقط على الكلام».

وشهدت تركيا، فى وقت متأخر من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة فى الجيش، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان شطرى مدينة «إسطنبول»، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وأعلن وزير العدل التركى بكير بوزداغ، أمس، أن نحو 6000 شخص اعتقلوا، حتى صباح أمس، فى تركيا بعد محاولة الانقلاب، مضيفا أن «عملية التنظيف مستمرة». وقال «بوزداغ» إن «حماية فتح الله جولن من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ستضر بموقف الأخيرة وسمعتها، ولا أعتقد أن تستمر واشنطن بحماية شخص يستهدف تركيا بمثل هذه العمليات».

فى السياق ذاته، أعلن تليفزيون «إن تى فى» التركى توقيف 34 جنرالاً، أغلبهم من الشخصيات الرمزية فى الجيش التركى، على غرار قائد الفيلق الثالث، أردال أوزتورك، وقائد الفيلق الثانى المتمركز فى «ملاتيا»، آدم حدودى. وأشارت مصادر تركية، لوكالة «الأناضول» التركية، إلى أنه جرى نقل المعتقلين إلى ولاية «إزمير» ضمن قائمة تضم 587 عسكرياً منهم 105 من ذوى الرتب، أوقفوا عقب محاولة الانقلاب.

وشملت الاعتقالات كذلك نحو 114 قاضياً ومدعياً عاماً فى تركيا حتى مساء أمس الأول.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى